أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/احوال آباء النبي صلى الله عليه واله وابناؤه وازواجه واصحابه/الإمام الصادق (عليه السلام)
كنز الكراجكى: عن الحسين بن عبيد الله
الواسطي، عن التلعكبري، عن محمد بن همام وأحمد بن هوذة جميعا
"، عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن أبيه، عن الحسن بن
محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم
السلام قال: لما ظهرت الحبشة باليمن وجه يكسوم ملك الحبشة بقائدين من قواده، يقال
لاحدهما: أبرهة، والاخر أرباط، في عشرة من الفيلة، كل فيل في عشرة آلاف لهدم بيت
الله الحرام، فلما صاروا ببعض الطريق وقع بأسهم بينهم، واختلفوا فقتل أبرهة أرباط
واستولى على الجيش، فلما قارب مكة طرد أصحابه عيرا " لعبد المطلب بن هاشم، فصار
عبد المطلب إلى أبرهة، وكان ترجمان أبرهة والمستولي عليه ابن داية لعبد المطلب،
فقال الترجمان لأبرهة: هذا سيد العرب وديانها فأجله وأعظمه، ثم قال لكاتبه: سله
ما حاجته ؟ فسأله فقال: إن أصحاب الملك طردوا لي نعما "، فأمر بردها، ثم أقبل على الترجمان
فقال: قل له: عجبا " لقوم سودوك ورأسوك عليهم حيث تسألني في عير لك وقد
جئت لأهدم شرفك ومجدك، ولو سألتني الرجوع عنه لفعلت ، فقال: أيها الملك إن هذه
العير لي وأنا ربها، فسألتك إطلاقها، وإن لهذه البنية ربا يدفع عنها، قال: فإني عاد
لهدمها حتى أنظر ماذا يفعل، فلما انصرف عبد المطلب رحل ابرهة بجيشه فإذا هاتف
يهتف في السحر الاكبر: يا أهل مكة أتاكم أهل عكة بجحفل جرار يملا الاندار ملا الجفار،
فعليهم لعنة الجبار، فأنشأ عبد المطلب يقول شعر. أيها الداعي لقد أسمعتني
* كل ما قلت وما بي من صمم إن للبيت لربا " مانعا " * من يرده بأثام
يصطلم رامه تبع في أجناده * حمير والحي من آل
إرم هلكت بالبغي فيهم جرهم * بعد طسم وحديس وجشم وكذاك الامر فيمن كاده * ليس أمر
الله بالأمر الامم نحن آل الله فيما قد خلا
* لم يزل ذاك على عهد إبرهم نعرف الله وفينا شيمة * صلة الرحم ونوفي بالذمم لم
يزل لله فينا حجة * يدفع الله بها عنها النقم ولنا في كل دور كرة * نعرف الدين
وطورا في العجم فإذا ما بلغ الدور إلى * منتهى الوقت
أتى الطين فدم بكتاب فصلت آياته * فيه تبيان أحاديث
الامم فلما أصبح عبد المطلب جمع بنيه وأرسل الحارث ابنه الاكبر إلى أعلى أبي قبيس
فقال: انظر يا بني ماذا يأتيك من قبل البحر فرجع فلم ير شيئا "، فأرسل واحدا
" بعد آخر من ولده فلم يأته أحد منهم عن
البحر بخبر، فدعا عبد الله وإنه لغلام حين أيفع
، وعليه ذؤابة تضرب إلى عجزه، فقال: اذهب فداك أبي وامي، فاعل أبا قبيس فانظر
ماذا ترى يجئ من البحر، فنزل مسرعا " فقال: يا سيد النادي رأيت سحابا " من
قبل البحر مقبلا "، يستفل تارة، ويرتفع اخرى، إن قلت غيما " قلته، وإن
قلت جهاما " خلته، يرتفع تارة، وينحدر أخرى،
فنادى عبد المطلب يا معشر قريش ادخلوا منازلكم، فقد
أتاكم الله بالنصر من عنده، فأقبلت الطير الابابيل في منقار كل طائر حجر، وفي رجليه
حجران، فكان الطائر الواحد يقتل ثلاثة من أصحاب أبرهة، كان يلقي الحجر في قمة رأس
الرجل فيخرج من دبره، وقد قص الله تبارك وتعالى نبأهم في كتابه فقال سبحانه:
(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) السورة، السجيل : الصلب من الحجارة. والعصف:
ورق الزرع. ومأكول يعني كأنه قد اخذ ما فيه من الحب فأكل وبقي لا حب فيه، وقيل:
إن الحجارة كانت إذا وقعت على رؤوسهم وخرجت من أدبارهم بقيت أجوافهم فارغة خالية
حتى يكون الجسم كقشر الحنظلة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 15 / صفحة [139]
تاريخ النشر : 2024-06-05