التفسير بالمأثور/النبوة/الإمام الصادق (عليه السلام)
عن طربال، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: لما أمر الملك فحبس يوسف في السجن ألهمه الله علم تأويل الرؤيا،
فكان يعبر لأهل السجن رؤياهم، وإن فتيين ادخلا
معه السجن يوم حبسه، فلما باتا أصبحا فقالا له: إنا رأينا رؤيا فعبرها لنا، فقال:
وما رأيتما ؟ فقال أحدهما: " إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه
" وقال الاخر: رأيت إني
اسقي الملك خمرا، ففسر لهما رؤياهما على ما في الكتاب، ثم قال للذي ظن أنه ناج منهما:
اذكرني عند ربك، قال: ولم يفزع يوسف في حاله إلى الله فيدعوه فلذلك قال الله:
" فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين " قال: فأوحى الله إلى
يوسف في ساعته تلك: يا يوسف من أراك الرؤيا
التي رأيتها ؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن حببك
إلى أبيك ؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن وجه السيارة إليك ؟ قال: أنت يا ربي، قال:
فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعل لك من الجب فرجا ؟ قال: أنت يا ربي ، قال:
فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا ؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن أنطق لسان الصبي بعذرك
؟ قال أنت يا ربي، قال: فمن صرف عنك كيد امرأة العزيز والنسوة ؟ قال: أنت يا ربي،
قال فمن ألهمك تأويل الرؤيا ؟ قال: أنت يا ربي، قال: فكيف استغثت بغيري ولم تستغث
بي وتسألني أن اخرجك من السجن، واستغثت وأملك عبدا من عبادي ليذكرك إلى مخلوق من
خلقي في قبضتي، ولم تفزع إلي ؟ البث في السجن بذنبك بضع سنين بإرسالك عبدا إلى عبد،
قال ابن أبي عمير: قال ابن أبي حمزة: فمكث في السجن عشرين سنة. سماعة عن قول الله:
" اذكرني عند ربك " قال: هو العزيز.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [301]
تاريخ النشر : 2024-05-25