النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/عقيدة النبوة الخاصة/معجزات الرسول/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني
أحمد بن عبيد الله ابن عمار الثقفي الكاتب، قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان
النوفلي، قال: حدثنا محمد بن الحارث بن بشير الزينبي، قال: حدثني القاسم بن الفضل
بن عميرة العبسي، عن عباد المنقري، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)،
قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: مر
رسول الله (صلى الله عليه وآله) بظبية مربوطة بطنب فسطاط، فلما رأته أطلق الله (عز
وجل) لسانها فكلمته فقالت: يا رسول الله، إني أم خشفين عطشانين، وهذا ضرعي قد
امتلأ لبنا، فخلني لأنطلق فأرضعهما ثم أعود فتربطني كما كنت. فقال لها رسول الله
(صلى الله عليه وآله): وكيف وأنت ربيطة قوم وصيدهم. قالت: بلى يا رسول الله، أنا
أجئ فتربطني أنت بيدك كما كنت .
فأخذ عليها موثقا من الله لتعودن وخلى
سبيلها، فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت، وقد أفرغت ما في ضرعها، فربطها رسول الله
(صلى الله عليه وآله) كما كانت، ثم سأل: لمن هذا الصيد؟ فقيل له: هذه لبني فلان،
فأتاهم النبي (صلى الله عليه وآله) وكان الذي أقنصها منهم منافقا، فرجع عن نفاقه
وحسن إسلامه، فكلمه النبي (صلى الله عليه وآله) في بيعها ليشتريها منه، قال: بل
أخلي سبيلها فداك أبي وأمي يا نبي الله. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو
أن البهائم يعلمن من الموت ما تعلمون أنتم ما أكلتم منها سمينا.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 453
تاريخ النشر : 2024-05-23