1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

تأثير الطعام الحرام على العبادة

المؤلف:  السيد حسين نجيب محمد

المصدر:  الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)

الجزء والصفحة:  ص72ــ74

2025-05-20

20

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من حج بمال حرام، فقال: لبيك اللهم لبيك. قال الله: لا لبيك ولا سعديك. حجك مردود عليك))(1).

وعنه أيضاً (صلى الله عليه وآله): ((من اكتسب مالاً حراماً لم يقبل الله منه صدقة ولا عتقاً ولا حجّاً ولا اعتماراً. وكتب الله عزّ وجل بعدد أجر ذلك أوزاراً وما بقي منه بعد موته كان زاده إلى النار ومن قدر عليها وتركها مخافة الله كان في محبة الله ورحمته ويؤمر به إلى الجنَّة))(2).

يروى عن أحد الأعلام أنّه قال أصابتني حالة عجيبة. لم يكن يروقني أداء صلاة الليل أو الصلاة الواجبة فور حلول موعدها. فقدت الصلاة لذتها عندي وكذلك الارتباط بالله كنت أعجب لذلك وأتساءل مع نفسي عن السبب الذي لم أتوصل إليه مهما أكثرت من التفكير والبكاء والتضرع حتى رأيت في المنام ذات ليلة شخصاً قال لي: من يتناول تمراً من حرام يفقد حب العبادة. ولا يلتذ بأدائها.

ثم أردف قائلاً: استيقظت من النوم. أجل، لقد تذكرت أنني اشتريت تمراً ولما استلمته رأيت أن أحدها لم ينضج فاستبدلته بخير منه دون استئذان البائع وتناولته وقد تغيرت أحوالي وأوضاعي النفسية بعد ذلك(3).

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إنَّ أحدكم ليرفع يديه إلى السماء فيقول: (يا رب يا رَبِّ) ومطعمه حرام، وملبسه حرام، فأي دعاء يُستجاب لهذا وأيّ عمل يقبل منه وهو ينفق من غير حل، إن حجَّ حجَّ حراماً، وإن تصدق تصدَّق بحرام، وإن تزوّج تزوج بحرام، وإن صام أفطر على حرام، فيا ويحه. علم أنَّ الله طيب لا يقبل إلا الطيب، وقد قال الله في كتابه: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27].

حكى نجل المرحوم الشيخ عباس القمي (رحمهما الله) ـ وكان زاهداً من أصحاب المنابر - عن أبيه (صاحب كتاب مفاتيح الجنان) أنه قال: ذات مرة تركت مدينة قم قاصداً «همدان» لأمر ما فاستضافني فيها أحد الثقات، وفي ليلة من الليالي أخبرني صاحب الدار أنه مدعو لتناول العشاء مع أحد معارفه وطلب مني أن أصطحبه، ولما واجه امتناعي ألح عليَّ بقبول الدعوة قائلاً: إنَّ اصطحابك لي يحسن إليَّ ولسمعتي، وبهذا استدرجني لما أراد.

على أية حال لبَّيت الدعوة في تلك الليلة وتناولت الطعام في دار مضيفه إلا أنني وخلافاً لما عهدته في نفسي من خفة في الاستيقاظ لأداء صلاة الليل لم أصح من النوم إلا وقد آذنت فرصة أداء صلاة الصبح على الانقضاء فأسبغت الوضوء متعجلاً وأديت صلاة الصبح. ثم استغرقت في أفكاري أبحث عن سبب حرماني من مناجاة ربي في تلك الليلة. لم أهتد للدافع مهما أطلت التفكير ولم أجد الوازع إلا فيما تناولته من طعام عشاء في الليلة المنصرمة.

سألت صاحب الدار عن مهنة مضيفنا في الليلة الفائتة.

أجاب (وكان ذلك في عهد الشاه): إنَّه المصرف المسائي ثم أردف يشرح لي أنَّ المصارف تتعامل بالربا صباحاً ثم يستأنف هذا الشخص المهمة مساءً.

آلمني ما سمعت فعتبت عليه لدعوته إيَّاي إلى مائدة مثل هذا الشخص ولكن دون جدوى فقد حدث ما حدث.

____________________________

(1) ميزان الحكمة.

(2) ميزان الحكمة، المجلد 13، ص 6499.

(3) حكايات ومواعظ أخلاقية، ص 122. 

EN