x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التفسير الترتيبي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

أخبار القرآن الكريم في المدينة

أخبار القرآن الكريم في مكة

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

القصة القرآنية

البلاغة القرآنية

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي ثمود وقومه

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

خصائص إعجاز القرآن ومعالمه على ضوء روايات أهل البيت

المؤلف:  الدكتور ضرغام كريم الموسوي

المصدر:  بحوث قرآنية على ضوء الكتاب والعترة

الجزء والصفحة:  273 - 278

2024-04-20

197

 1ـ إنَّ المعجزة لا يدخلها تلبيس وانها جلية، وانها قاطعة على الخصم العذر؛ لانَّها واضحة الدلالة، كما انها لا تُرد، جاء في تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): قَالَ الْإِمَامُ (عليه السلام): (فَلَمَّا بَهَرَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) هَؤُلَاءِ الْيَهُودَ بِمُعْجِزَتِهِ‏، وَقَطَعَ مَعَاذِيرَهُمْ بِوَاضِحِ دَلَالَتِهِ، لَمْ يُمْكِنْهُمْ مُرَاجَعَتُهُ‏  فِي حُجَّتِهِ، وَ لَا إِدْخَالُ التَّلْبِيسِ عَلَيْهِ فِي مُعْجِزَتِهِ‏ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ قَدْ آمَنَّا بِأَنَّكَ الرَّسُولُ الْهَادِي الْـمَهْدِيُّ، وَ أَنَّ عَلِيّاً أَخَاكَ هُوَ الْوَصِيُّ وَ الْوَلِيُّ)[1].

         2ـ إنَّ المعجزة هي تكريم للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) ، وبيان للحجة، وان المعجزة يجب ان تكون للناس لا للنبي، جاء في تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): قَالَ الْإِمَامُ (عليه السلام) لِلْوَالِي: (وَأَنْتَ قَدْ كَذَبْتَ كَذِبَةً لَوْ تَعَمَّدْتَهَا وَ كَذَبْتَهَا لَابْتَلَاكَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِضـربِ أَلْفِ سَوْطٍ، وَ سِجْنِ ثَلَاثِينَ سَنَةً فِي الْـمُطْبَقِ. قَالَ: وَ مَا هِيَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ‏؟  قَالَ: بِزَعْمِكَ‏ أَنَّكَ رَأَيْتَ لَهُ مُعْجِزَاتٍ، إِنَّ الْـمُعْجِزَاتِ لَيْسَتْ لَهُ إِنَّمَا هِيَ لَنَا أَظْهَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِيهِ إِبَانَةً لِحُجَّتِنَا وَ إِيضَاحاً لِجَلَالَتِنَا وَ شـرفِنَا، وَ لَوْ قُلْتَ: شَاهَدْتُ فِيهِ مُعْجِزَاتٍ، لَمْ أُنْكِرْهُ عَلَيْكَ، أَ لَيْسَ إِحْيَاءُ عِيسَى (عليه السلام) الْـمَيِّتَ مُعْجِزَةً أَهِيَ لِلْمَيِّتِ أَمْ لِعِيسَى أَ وَ لَيْسَ خَلَقَ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ- فَصَارَ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ [مُعْجِزَةً] أَهِيَ لِلطَّائِرِ أَوْ لِعِيسَى أَوَ لَيْسَ الَّذِينَ جُعِلُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ مُعْجِزَةً، أَهِيَ‏ لِلْقِرَدَةِ أَوْ لِنَبِيِّ ذَلِكَ الزَّمَانِ فَقَالَ الْوَالِي: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ [رَبِّي‏] وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ)[2].

         3ـ إنَّ المعجزة هي لاثبات النبوة وعلامة صدق النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في دعواه، وانها لا قصور في ذاتها وانما القصور في نفوسهم، جاء في تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): قَالَ: (وَ إِنَّمَا كَانَ كُفْرُهُمْ لِبَغْيِهِمْ وَ حَسَدِهِمْ لَهُ- لِمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَيْهِ وَ هُوَ القرآن الَّذِي أَبَانَ فِيهِ نُبُوَّتَهُ وَ أَظْهَرَ بِهِ آيَتَهُ وَ مُعْجِزَتَهُ)‏[3].

         وفي تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) : لقوله تعالى: {وَ لَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى‏ بِالْبَيِّناتِ}‏[4] الدَّلَالاتِ‏ عَلَى نُبُوَّتِهِ..) [5].

         وقال الامام علي (عليه السلام): (وَ يَكُونَ – القرآن - بَلَاغاً  لِقَوْمٍ عَابِدِين‏..) [6] .

         4ـ إنَّ معجزة القرآن خالدة، وانها باقية على مرِّ الازمان، وأنها صالحة لكل وقت. وأنها تجري في الناس ، ومهيمنة على كل الكتب والمعجزات . وتدل على هذا المعنى مجموعة من الروايات منها:

         ما روي عن الصديقة فَاطِمَةَ عليها فِي خُطْبَتِهَا المعروفة إذ قَالَتْ: ( للهِ فِيكُمْ‏ عَهْدٌ قَدَّمَهُ‏ إِلَيْكُمْ وَ بَقِيَّةٌ اسْتَخْلَفَهَا عَلَيْكُمْ‏ كِتَابُ اللهِ بَيِّنَةٌ بَصَائِرُهُ وَ آيٌ مُنْكَشِفَةٌ سـرائِرُهُ وَ بُرْهَانٌ مُتَجَلِّيَةٌ ظَوَاهِرُهُ مُدِيمٌ لِلْبَرِيَّةِ اسْتِمَاعُه‏...) [7]، اذ الظاهر من المقطع الاخير من الخطبة ان الله عزوجل ادام استماعه للخلق.

         ومنها : ما جاء عن الامام زين العابدين (عليه السلام): (وَ جَعَلْتَهُ مُهَيْمِناً عَلَى كُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلْتَه‏)[8] ، وعن أَبِي عبد الله (عليه السلام): (أَنَّ قَوْماً مِنَ الْيَهُودِ قَالُوا لِلصَّادِقِ (عليه السلام) أَيُّ مُعْجِزٍ يَدُلُّ عَلَى نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ : كِتَابُهُ الْـمُهَيْمِنُ الْبَاهِرُ لِعُقُولِ النَّاظِرِين‏)[9].

         ان المراد من الهيمنة هو الغلبة والقهر فمن لا يكون باقيا لا يسمى مهيمنا، فبقاءه هو من لوازم الخاتمية التي تحتاج الى الدوام والبقاء الى قيام الساعة.

         ومنها:  ما روي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام)‏ قال: ( ... يَا خَيْثَمَةُ إِنَّ القرآن نَزَلَ [نَزَلَتْ‏] أَثْلَاثاً فَثُلُثٌ فِينَا وَ ثُلُثٌ فِي عَدُوِّنَا وَ ثُلُثٌ فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ وَ لَوْ أَنَّ آيَةً نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ ثُمَّ مَاتُوا أُولَئِكَ مَاتَتِ الْآيَةُ إِذَا مَا بَقِيَ مِنَ القرآن‏ شَيْ‏ءٌ إِنَّ القرآن‏ يَجْرِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ وَ آخِرِهِ إِلَى أَوَّلِهِ مَا قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ فَلِكُلِّ قَوْمٍ آيَةٌ يَتْلُونَهَا هُمْ مِنْهَا فِي خَيْرٍ أَوْ شـر)[10].

         ومنها : قول الامام الصادق (عليه السلام): ( قَالَ القرآن‏ نَزَلَ فِي أَقْوَامٍ وَهِيَ تَجْرِي فِي النَّاسِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )[11].

         ومنها : عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): (... جَاءَ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه واله وسلم) فَجَاءَ بِالقرآن وَشـريعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ فَحَلَالُهُ حَلَالٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَحَرَامُهُ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ..)[12].

         ومنها: ما روي عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: قال عَلِيُّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا (عليه السلام) في وصف القرآن الكريم: ( وَ أَنَّهُ الْـمُهَيْمِنُ عَلَى الْكُتُبِ كُلِّهَا)[13].

         ان الظاهر من الاحاديث المتقدمة بيان علة بقاء القرآن وفلسفة دوامه الى الساعة ، فان الآية اذا كانت خاصة بقوم فبموتهم تنتهي فاعلية الآية واشخاصها ، فهنا اراد الامام (عليه السلام) ان يبين ان الآية لا ترتبط بمصداق معين وانما هي مفاهيم كلية تجري على مصاديق عديدة، ولذا قال المفسـرون : إن العبرة بعموم اللفظ لا خصوص السبب.

ومنها: ما روي عن أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام)‏ فِي قَوْلِهِ‏ {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ‏} يَعْنِي القرآن الَّذِي‏ {لا يَأْتِيهِ‏ الْباطِلُ‏ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ}‏، قَالَ : (لَا يَأْتِيهِ‏ الْبَاطِلُ‏ مِنْ قِبَلِ التَّوْرَاةِ وَلَا مِنْ قِبَلِ الْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَأَمَّا مِنْ خَلْفِهِ لَا يَأْتِيهِ مِنْ بَعْدِهِ كِتَابٌ يُبْطِلُه)[14].

ان كلمة الابطال في هذا النص ظاهرة في بقاء الفاعلية، وانه ناجز وماض في احكامه، لا ينسخه كتاب من الكتب السماوية الاخرى.

منها: ما روي عن الامام الرضا (عليه السلام) بقوله : (.. هُوَ حَبْلُ اللهِ الْـمَتِينُ وَ عُرْوَتُهُ الْوُثْقَى وَطَرِيقَتُهُ الْـمُثْلَى الْـمُؤَدِّي إِلَى الْجَنَّةِ وَالْـمُنْجِي مِنَ النَّارِ لَا يَخْلُقُ[15]‏ عَلَى الْأَزْمِنَةِ وَ لَا يَغِثُ‏([16] عَلَى الْأَلْسِنَةِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُجْعَلْ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ بَلْ جُعِلَ دَلِيلَ الْبُرْهَانِ وَ الْحُجَّةَ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ‏ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد) [17].

الناظر الى هذا الحديث يجده نصا في دلالته على أنَّ القرآن لم يأتِ لزمان دون زمان آخر، بل انه لم يقتصـر على عربي او اعجمي؛ لان لفظة كل تدل على العموم في قوله ( كل انسان) وانه باق جديد في كل وقت لا يخلق من كثرة الرد.

         6ـ وانها عقلية كما تقدم في النقطة الرابعة .

         7ـ وانها دليل على الرسالة، وهي الرسالة في الوقت ذاته، بيَّن فيه الاحكام ، وجعله مصانا من ان يحرف ، ومما يستدل على أنَّ القرآن عين الرسالة قول الامام علي (عليه السلام) : ( وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) نَبِيُّ الْهُدَى وَمَوْضِعُ التَّقْوَى وَرَسُولُ الرَّبِّ الْأَعْلَى جَاءَ بِالْـحَقِ‏ مِنْ‏ عِنْدِ الْـحَقِّ لِيُنْذِرَ بِالقرآن الْـمُنِيرِ وَالْبُرْهَانِ الْـمُسْتَنِيرِ فَصَدَعَ‏ بِالْكِتَابِ الْـمُبِين)[18]. وفي موضع آخر يقول: (وَلَكُمْ فِيمَا أَنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ دِينَهُ الَّذِي رَضِيَ لِنَفْسِه‏).

         فظاهر النص أنَّ الدعوة والانذار كان بالقرآن ، وان ما صدع به النبي من تعاليم هي من القرآن.

         قال الامام علي (عليه السلام): (أَرْسَلَهُ إِلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ، رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، بِكِتَابٍ كَرِيمٍ قَدْ فَضَّلَهُ وَفَصَّلَهُ‏ وَبَيَّنَهُ وَأَوْضَحَهُ وَأَعَزَّهُ، وَ حَفِظَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَهُ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ‏ خَلْفِهِ، تَنْزِيلٍ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ. ضـربَ لِلنَّاسِ فِيهِ الْأَمْثَالَ، وَصـرفَ فِيهِ الآيات لَعَلَّهُمْ يَعْقِلُونَ، أَحَلَّ فِيهِ‏ الْـحَلَالَ، وَحَرَّمَ فِيهِ الْـحَرَامَ، وَشـرعَ فِيهِ الدِّينَ لِعِبَادِهِ عُذْراً وَنُذْراً لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ، وَيَكُونَ بَلَاغاً  لِقَوْمٍ عَابِدِين‏..) [19].

         وقد بين الامام الرضا (عليه السلام) هذه الأمور بقوله : (.. هُوَ حَبْلُ اللهِ الْـمَتِينُ وَعُرْوَتُهُ الْوُثْقَى وَطَرِيقَتُهُ الْـمُثْلَى الْـمُؤَدِّي إِلَى الْجَنَّةِ وَالْـمُنْجِي مِنَ النَّارِ لَا يَخْلُقُ[20]‏ عَلَى الْأَزْمِنَةِ وَلَا يَغِثُ‏[21] عَلَى الْأَلْسِنَةِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُجْعَلْ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ بَلْ جُعِلَ دَلِيلَ الْبُرْهَانِ وَالْحُجَّةَ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ‏ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد) [22].

         وفي رواية أخرى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عليهما السلام: (‏ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) مَا بَالُ القرآن لَا يَزْدَادُ عَلَى النَّشـر وَ الدَّرْسِ إِلَّا غَضَاضَةً؟ فَقَالَ (عليه السلام): لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَجْعَلْهُ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ وَ لَا لِنَاسٍ دُونَ نَاسٍ فَهُوَ فِي كُلِّ زَمَانٍ جَدِيدٌ وَ عِنْدَ كُلِّ قَوْمٍ غَضٌّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة)[23].

 

 


[1] تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):  291.

[2] المصدر نفسه :318.

[3] المصدر نفسه : 402.

[4] سورة البقرة :92.

[5] تفسير الإمام الحسن العسكري %: 408.

[6] الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي (ط - دار الحديث) ‏15: 415.

[7] الصدوق: من لا يحضره الفقيه‏3 : 567.

[8] الصحيفة السجادية : 174.

[9] الراوندي: الخرائج و الجرائح ‏1: 111.

[10] الكوفي: فرات:  تفسير فرات الكوفي: 138.

[11] البرقي: المحاسن ‏1 : 289.

[12] المصدر نفسه1 : 269.

[13] الصدوق: عيون أخبار الرضا % ‏2 :121.

[14] القمي: علي بن ابراهيم: تفسير القمي ‏2 :266.

[15] خلق الثوب: بلى.

[16] غث حديث القوم: ردؤ و فسد.

[17] الصدوق: عيون أخبار الرضا % ‏2 :130.

[18] الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي 8 :360.

[19] الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي (ط - دار الحديث) ‏15: 415.

[20] خلق الثوب: بلى.

[21] غث حديث القوم: ردؤ و فسد.

[22] الصدوق: عيون أخبار الرضا % ‏2 :130.

[23] المجلسي : محمد باقر: بحار الأنوار ‏89 : 15.