الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
مثال علماء السوء
المؤلف:
الشيخ جميل مال الله الربيعي
المصدر:
دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة:
397-399
10-2-2022
2469
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ } [الأعراف: 175 - 177]
هذه الآية الكريمة تشير إلى احد علماء بني إسرائيل ، وكان هذا الرجل (1) من كبارهم ، وكان معتمداً عند موسى (عليه السلام) ومحترماً عند الناس ، لعلمه ووجاهته إلا انه اتبع هواه فأسقطه في الحضيض، وسقوطه كان في طريقة استخدام علمه بعد ان فهم آيات الله ، وتحمل مسؤولياتها أراد ان يستعملها كآلة لخدمة مصالحه الدنيوية ، وتحقيق شهواته ونزواته الحيوية في الوقت الذي أراد الله تعالى منه ان يتحرر بالمعرفة والعلم من قيود الأهواء المادية والمعنوية ، ويرتفع بها على شهواته الحيوانية فخالف إرادة الله تعالى فخرج عن آيات ربه؛ ولذا تصف الآية الكريمة عملية خروجه (بالانسلاخ) وهي كلمة توحي بأنه كان متلبساً بها، وهي ساترة له وحافظة له من كيد الشيطان، كما تصور الآية لنا حالة الجهد والمشقة التي عاناها حين خرج عن آيات ربه بإتباع هواه فأصبح عارياً لا يحصنه من الشيطان شيء ، وهنا لابد ان نلتفت أن عملية الخروج هذه لا تعني انه نسي ما تعلمه إلا انها تفيد انه خرج عن كل ما يفرضه العلم عليه، فعلمه شيء وعمله شيء آخر فكره يناقض سلوكه فهو لم يطبق ما أراد الله منه في هذا العلم، فهو عالم، ولكنه ضال غاوي مضل ، ولذا أصبح علمه هذا مبعداً له عن الله تعالى وصار مصداقاً للحديث الشريف (من ازداد علماً ، ولم يزدد هدى، لم يزدد من الله إلا بعداً)(2)
وسبب بعده من الله انه أراد باسم العلم وشرفه ان ينال الدنيا ويصعد على رقاب الناس به فهو لم يرد بعلمه وجه ربه، ولكنه أراد الرفعة والسمعة والشهرة ، وهذا هو مرض طلاب العلم ، يقول الإمام الخميني رضوان الله عليه : (وكذلك رأينا في طلاب العلوم النقلية الشرعية أفراداً أثر فيهم العلم الأثر السيء، وزاد في المفاسد الاخلاقية لهم ، والعلم الذي لابد ان يكون موجباً للفلاح والنجاة لهم صار سبباً لهلاكهم، ودعاهم إلى الجهل والمماراة والاستطالة)(3).
ان علماء السوء يسقطون في مستنقع الهوى بأحد طريقين : إما لمحاولة البروز وكسب السمعة ، والشهرة ، والجاه ، والاستحواذ على أموال الناس وأكلها بالباطل، وإما انهم يسقطون في تسخير علومهم لخدمة الطواغيت والجبابرة والسقوط في شباكهم، وهؤلاء طائفة واسعة من علماء البلاط ، ومهمتهم تبرير إجرام حكام الجور، وإعطاء صورة موجهة لأعمالهم ، فالعلم من حيث هو تراكم معلومات لا قيمة له ، وإنما قيمة العلم بأحد أمرين : حامل العلم ، ومصرف العلم واستعماله .
فالذي يحمل العلم ينبغي ان يتخلق بأخلاق الانبياء، ويسلك سلوكهم ويهتدي بهداهم، ويصرف العلم في توجيه الناس وهدايتهم وارشادهم، لإنقاذهم من الجهل والتيه ، وقصة بلعم بن باعوراء وان كانت الآية قد نزلت فيه بالذات ولكنها تشمل كل من اتخذ من العلم وسيلة للدنيا ، يقول الإمام الباقر (عليه السلام): (في الأصل بلعم ، ثم ضرب مثلاً لكل مؤثر هواه على هدى الله تعالى من اهل القبلة)(4).
والآية الكريمة تعبر عن اتباع الهوى بهذه الصورة الموحية فالرجل هبط من علو ، ثم التصق بتراب الأرض، وغاص إلى أذنيه بأوحال الدنيا فالإخلاد إلى الأرض سقوط والتصاق بها هو تعبير عن مدى استغراقه في حب الدنيا فهوى إلى القاع، ولو شاء الله لرفعه من هذه الهاوية لكنه أخلد إلى الأرض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اختلف المفسرون في اسم صاحب هذه القصة وهي قصة واقعية مرت في غابر الزمن ، فقيل هو بلعم بن باعوراء في عصر موسى (عليه السلام) وقيل امية بن ابي الصلت، وقيل هو عامر راهب الذي لقبه رسول الله (صلى الله عليه واله) بالفاسق، وعلى كل حال فهو : (في الأصل بلعم ثم ضرب مثلاً لكل مؤثر هواه على هدى الله تعالى من اهل القبلة) كما قال الإمام الباقر (عليه السلام) : التبيان للشيخ الطوسي : 5/32.
(2) الإمام الفخر الرازي، التفسير الكبير : 8/56.
(3) الإمام الخميني ، الآداب المعنوية للصلاة : 54 ترجمة السيد الفهري.