إن توجيه الأبناء إلى طاعة الله يعد من أهم الواجبات التي ينبغي على الوالدين الاهتمام بها؛ فهو الأساس الذي تقوم عليه الأسرة الصالحة، والضمانة الحقيقية لبناء جيل نافع لنفسه ومجتمعه. وتبرز أهمية هذا التوجيه بشكل خاص في مرحلة المراهقة، حيث يحتاج الأبناء إلى من يعمق لديهم المعرفة بالله، ويبين لهم حكمته في أوامره ونواهيه، ويغرس في نفوسهم أن التشريعات الإلهية إنما وضعت لمصلحتهم، ولجلب الخير لهم ودفع الشر عنهم في الدنيا والآخرة، لأن الله غني عن طاعة عباده ولا تضره معصية أحد.
ويأتي كلام الإمام السجاد (عليه السلام) في رسالة الحقوق ليؤكد أن أعظم حقوق الله على الإنسان أن يعبده بإخلاص دون شرك، وأن من يحقق هذا الإخلاص يتكفل الله برعاية شؤونه الدنيوية والأخروية. فالعبادة ليست مجرد حركات ظاهرة من ركوع وسجود، بل هي حالة روحية ونفحة نورانية تزرع في قلب المؤمن خشية الله في السر والعلن، وتجعله مرتبطا بخالقه ارتباط المحب بالمحبوب والفقير بالغني والضعيف بالقوي.
ولهذا ينبغي أن نغرس هذه المعاني في نفوس الأبناء منذ الصغر، لنضمن لهم ثباتا أخلاقيا ودينيا وتربويا يحميهم في مسيرتهم. ويؤكد الإمام الصادق (عليه السلام) أن حقيقة العبادة تكمن في الإخلاص بالعمل وأداء الأمانة.

















