فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

عزيزتي الأُمُّ لا تَسمَحِي لنَوباتِ الغَضَبِ بالانتقالِ إليكِ، سَيطِرِي على مَشاعِرِكِ، قُولي لنفسِكِ: "يجِبُ أنْ أتَصَرَّفَ بذَكاءٍ" ، فإذا فَقَدّتِ أعصابَكِ، فإنَّ الطّفلَ سيتَشَجَّعُ ويُواصِلُ معرَكَتَهُ.

الدّراساتُ السّلوكيّةُ تُفيدُ بأنَّ تَلبيةَ رَغبَةِ الطّفلِ عندَ الصُّراخِ هِيَ السَّببُ الرئيسُ وراءَ استمرارِ هذا التّصرُّفِ.. فما إنْ ينجحَ الطفلُ باستخدامِ هذا الأسلوبِ الاستفزازيِّ – ولو لمرَّةٍ واحدةٍ- حتّى يُصبِحَ عِندَهُ عادةً.

وهذهِ مجموعةٌ مِنَ الخطواتِ التي تنفعُ الوالِدَينِ في مواجَهَةِ نَوباتِ الغَضَبِ لدى الأطفالِ مِنها:

أولاً: تجاهَلُوا نوبةَ الغَضَبِ عندَ طِفلِكُم:

حاوِلُوا في البدايةِ أنْ تُلفِتُوا نظرَ الطّفلِ إلى شيءٍ آخرَ، إلى صوتِ جَرَسٍ، أو قِصّةٍ جَميلَةٍ. فإذا لم يتجاوبْ واستمَرَّ في صُراخِهِ، فلا تَغضَبُوا وكُونوا هادئينَ، لتُثبِتُوا لهُ أنَّ الغَضَبَ ليسَ الوسيلةَ المُثلى لاجتذابِ انتباهِكُم.

ثانياً: لا تَنتَبِهُوا للدَّمارِ الذي يُحدِثُهُ:

يمتلكُ الطفلُ في ثَورَتِهِ نَزعةً تدميرِيّةً، يَقلِبُ غُرفَتَهُ رَأساً على عَقِب، يُبَعثِرُ مُحتوياتِها، يَنزَعُ ملابِسَهُ مِنَ الدُّولابِ، يُلقِي بكُتُبِهِ وألعابِهِ على الأرضِ.. يفعلُ الطّفلُ ذلكَ لِلَفتِ الانتباهِ، وبالتّالي فإنَّ عدمَ الانزعاجِ لهذا التدميرِ يُطفِئُ لَهيبَ السّلوكِ الغاضِبِ.

ثالثاً: لا تَذِلُّوا طِفلَكُم:

إذا كانَتْ نَوبَةُ الغَضَبِ قَدِ استَحكَمَتْ بِطِفلِكُم، فلا تَصِفوهُ بأوصافٍ سَلبيّةٍ، لا تَقُولُوا لَهُ: أنتَ شَقِيٌّ ..أنتَ طِفلٌ غيرُ مُهَذَّبٍ. فإنَّ ذلكَ يجعَلُ الطّفلَ يَشعُرُ بالمَهانَةِ، ويُوَلِّدُ لَديهِ الانطباعَ بأنَّهُ لا يَستَحِقُّ الحُصولَ على ما يُريدُ.

رابعاً: عَدَمُ إظهارِ الحُبِّ بطَريقَةٍ فَوريَّةٍ:

حينَما يَدخُلُ الصَّغيرُ في نَوبَةِ الغَضَبِ، ويُدَمِّرُ مُحتوياتِ غُرفَتِهِ، يُخطِئُ بعضُ المُرَبِّينَ ويُسرِعُونَ الى احتضانِ الصَّغيرِ وتَقبيلِهِ، وهُمَا بذلكَ يَدعَمانِ الطِّفلَ ليُكَرِّرَ هذا السُّلوكَ الغاضِبَ!

لهذا على الآباءِ والأُمَّهاتِ عدمَ هَدهَدَةِ الطِّفلِ وتَقبيلِهِ واحتضانِهِ إلّا بعدَ فَترَةٍ مِنِ انتهاءِ نَوبَةِ الغَضَبِ. والأفضلُ أنْ يُظهِرا الاهتمامَ بشَكلٍ تَدريجيٍّ، ويكشِفا للطِّفلِ الحُبَّ والحَنانَ والسَّعادَةَ شَيئاً فَشَيئاً حَتَّى يَعودَ الى حالتِهِ الطبيعيّةِ.

خامساً: لا تَلعَبُوا دورَ المُؤرِّخِ:

تجنَّبُوا تذكيرَ الطِّفلِ بنَوبَةِ الغَضَبِ في ساعاتٍ أُخرى مِنَ النَّهارِ؛ فذلكَ يجعلُ سُلوكَهُ أكثرَ أهميَّةٍ، ويَزيدُ مِنِ احتمالاتِ تَكرارِهِ لَهُ، لا لشيءٍ إلّا لكي تَتَحَدَّثُوا عَنهُ.

الخُطواتُ السابِقَةُ تحتاجونَ فِيها الى كثيرٍ مِنَ الهُدوءِ والصَّبرِ والاتِّزانِ. لكنْ تذَكَّروا أنَّها ستَمنَعُ طِفلَكُم مِنَ اللّجوءِ للصُّراخِ والغَضَبِ مِنْ أجلِ الحُصولِ على ما يُريدُ.