فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

قِيلَ: (يُمكِنُ للأبناءِ أنْ يُولَدُوا مؤدَّبِينَ لو كانَ آباؤهُم كذَلكَ) وهذا مَعناهُ بأنَّ الأُسرَةَ التي صِبغَتُها طَيّبةٌ تُنتجُ أبناءً طَيّبينَ؛ لأنَّ المنهاجَ الذي تَعتَمِدُهُ الأسرَةُ الإيجابيةُ يصنعُ الأبناءَ الإيجابيينَ، إليكُمْ سبعةَ أمورٍ تَدعَمُ المنهاجَ التربويَّ للأُسرَةِ الإيجابيّةِ التي تَتَّجِهُ نحوَ بناءِ أبنائِها بناءً سَليماً: -
أولاً: إظهارُ الحُبِّ وإبرازُ الاهتمامِ، إذ يحتاجُ الأبناءُ دَومًا إلى أنْ يتَحَسَّسُوا الحُبَُّ ُويشعروا بأهميَّتِهِم؛ لتَنشَأَ الأُسرَةُ على أجواءِ المَحبّةِ والوِدِّ والاهتمامِ، وإلّا فإنَّ عدمَ سَدَ ِهِذهِ الفرجَةِ سيكونُ لدَى الأبناءِ نَقصٌ عاطِفيٌّ كبيرٌ يدفَعُهُم الى سدّهِ بطرائقَ قَد تكونُ غيرَ طَيّبَةٍ، فَمِنَ المُهِّمِ احتِضَانُ الأطفالِ عِدَّةَ مَرّاتٍ يَوميًا، والحِرصُ على إسماعِهِم كَلماتِ الحُبِّ والوِدِّ.
ثانياً: التّحفيزُ والتّشجيعُ بدلاً مِنَ المَدحِ، إذْ يَجِبُ تشجيعُ الأبناءِ على مَدارِ اليَومِ؛ لأنَّهُم يحتاجونَ الى سَماعِ الكثيرِ مِنْ كلماتِ التشجيعِ؛ كقولِ (أحسنتَ، وجَيّد) وغيرَهُما مِنَ العِباراتِ التي تَدعَمُهُم بطريقةٍ إيجابيّةٍ بعيداً عَنِ النَقدِ اللاذعِ واللومِ أو الإطراءِ الذي قَد لا يكونُ باستحقاقٍ. ومِنَ المُفيدِ جِدّاً تقديمُ بعضِ الهدايا لتحفيزِهِم على ما يُنجِزونَهُ مِنَ الأعمالِ؛ فإنَّ إهمالَ التَّحفيزِ والتَّشجيعِ للأبناءِ يؤدّي إلى حُصولِ مُشكِلَةٍ نفسيّةٍ لدَيهِم، مِنْ ثُمَّ سيبحثونَ عَنْ حافِزٍ خارجيٍّ لكي يقوموا بالفِعلِ الصَّحيحِ، وقَد تَتَّسِعُ هذهِ المُشكِلَةُ في المُستَقبَلِ فيُصبِحُ بعضُهُم أشخاصاً لدَيهِم ازدواجيّةٌ في السُّلوكِ؛ فإنَّهُم لا يَشعُرونَ بالرِّضا إلّا بعدَ تَلَقِّيهِمُ التّحفيزَ وإلّا فإنَّهُم مَيالُونَ نحوَ السُّلوكِ السَّلبيِّ أحياناً.
ثالثاً: تَنمِيةُ المواهبِ ودَفعُهُم لاكتسابِ المَهاراتِ؛ إذْ لا يُقصَرُ دورُ الوالدينِ والمُرَبِّينَ على تَنمِيَةِ المواهِبِ؛ بَلْ لا بُدَّ مِنْ دَفعِ الأبناءِ الى اكتسابِ المهاراتِ التي تُحَفِّزُهُم على غَرسِ المواهِبِ وبالتّالي صَيرورَتَها جُزءاً مِنْ شَخصِيَّتِهِم؛ كالسِّباحَةِ والرَّسمِ والخِياطَةِ والتَطريزِ.. وغيرِها مِنَ المواهبِ التي  مِنَ المُمكِنِ ممارَسَتُها في أوقاتِ الفَراغِ ممّا يزيدُ مِنْ ثِقَةِ الأبناءِ بأنفُسِهِم، ويَتَصاعَدُ إحساسُهُم بقُدراتِهِم على مُواجَهَةِ الصُّعوباتِ في الحَياةِ.
رابعاً: إظهارُ قيمةِ السُّلوكِ للأبناءِ قبلَ تَعليمِهِم بهِ؛ فإنَّ التربيةَ بــ (النموذجِ والقُدوَةِ) يستَحِثُّ الأبناءَ على تأثُّرِهِم بالنَّموذَجِ ومُحاكاتِهِم لسُلوكِ القُدوَةِ، والذي يتَمَثَّلُ بالأبوينِ وَمَنْ في الأُسرَةِ مِنَ الكِبارِ كالعَمِّ والجَّدِّ والخَالِ مثلاً، ممّا يجعَلُ قيمةَ الفِعلِ راكزَةً في نُفوسِهِم، وهذا يُسَهِّلُ عمليةَ تَعليمِهِمُ القِيَمَ والفَضائلَ وتقريبَ نماذِجِها في الحَياةِ.
خامساً: اعتمادُ الوسطيّةِ في المُحاسَبَةِ والعِقابِ، وخُصوصاً عندَما يُبدي الأبناءُ اعتراضاً وعِناداً تُجاهَ التعليماتِ والأوامِرِ التي نُوَجِّهُها لَهُم. فإنَّنا نكرَهُ أنْ نسمعَ مِنهُم كلمةَ (لا) كما أنَّهُم يرغبونَ مِنّا أنْ نقولَ لَهُم دائماً (نَعَم) فإذا ما قَالوا (لا) عاقَبنَاهُم أو حاسبناهُم بِشِدَّةٍ، وإذا تَمَرَّدُوا على نَهيِنَا ولَمْ نوافِقْ على ما يَطلِبونَ سينزَعِجونَ ويَغضَبونَ وحينئذٍ نَضطَرُّ الى رَدعِهِم بقُوّةٍ ومُعَاقَبَتِهِم.

سادساً: تَفعيلُ الحِوارِ الإيجابيِّ عِبرَ (الإنصاتِ الفَعَّالِ وآليّةِ حَلِّ المُشكِلاتِ)، فَمِنَ الضّروريِّ التَّعاطُفُ معَ الأبناءِ حتّى لَو وَقَعُوا في الأخطاءِ ومُمارَسَةِ السُّلوكِ السَّيّءِ؛ لتحقيقِ (التّواصُلِ قبلَ التَّصحيحِ) كما يقولُ "جون نيلسون" فإنَّ لهذا التّواصُلِ قواعِدَ مِنها: الإصغاءُ الجيّدُ، وإظهارُ التّعاطُفِ، ومُشَارَكةُ الأبناءِ مشاعِرَهُم وأفكارَهُم، وعَدَمُ التّعَجُّلِ في إصدارِ الأحكامِ عَليهِم، بل لابُدَّ مِنْ تقديمِ المُساعَدَةِ لَهُم وتدريبِهِم على اكتشافِ الحُلولِ بأنفُسِهِم، ممّا يجعَلُهُم مؤهَّلينَ لمواجَهَةِ المُشكِلاتِ بِمُفرَدِهِم في المُستَقبَلِ.