جاء في معاني القرآن الكريم: ثبط قال الله تعالى: "فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ" التوبة 46، حبسهم وشغلهم، يقال: ثبطه المرض وأثبطه: إذا حبسه ومنعه ولم يكد يفارقه. وعن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (ثبط) "فثبطهم" (التوبة 47) حبسهم بالجبن، يقال: ثبطه عن الأمور إذا حبسه وشغله عنها. "يضاهئون" (التوبة 30) يشابهون، والمضاهات: معارضة الفعل بمثله، يقال ضاهيته: إذا فعلت مثل فعله. وجاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن ثبطهم "وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ" التوبة 46 فَثَبَّطَهُمْ: فَ حرف استئنافية، ثَبَّطَ فعل، هُمْ ضمير، فَثَبَّطَهُم: أخَّرَهُم. ولو أراد المنافقون الخروج معك أيها النبي إلى الجهاد لتأهَّبوا له بالزاد والراحلة، ولكن الله كره خروجهم فثَقُلَ عليهم الخروج قضاء وقدرًا، وإن كان أمرهم به شرعا، وقيل لهم: تخلفوا مع القاعدين من المرضى والضعفاء والنساء والصبيان.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ" التوبة 46 كره الله خروجهم إلى الغزو، ولعلمه أنهم لو خرجوا لكانوا يمشون بالنميمة بين المسلمين، وكانوا عيونا للمشركين، وكان الضرر في خروجهم أكثر من الفائدة "فثبطهم" عن الخروج الذي عزموا عليه، لا عن الخروج الذي أمرهم به، لأن الأول كفر، والثاني طاعة، ولا ينبغي أن يقال كيف كره انبعاثهم بعدما أمر به في الآية الأولى لأنه إنما أمر بذلك على وجه الذب عن الدين، ونية الجهاد، وكره ذلك على نية التضريب والفساد، فقد كره غير ما أمر به. ومعنى ثبطهم: بطأ بهم، وخذلهم لما يعلم منهم من الفساد. "يضاهئون" (التوبة 30): يشابهون عن ابن عباس. وقيل: يوافقون، عن الحسن. و جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله جل جلاله "وَلَـٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ" التوبة 46 الآية في الحقيقة تعطي درسا للمسلمين أن لا يكترثوا بكثرة المقاتلين أو قلّتهم وكميتهم وعددهم، بل عليهم أن يفكروا في اختيار المخلصين المؤمنين وإن كانوا قلّة، فهذا درس لمسلمي الماضي والحاضر والمستقبل. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جل جلاله "وَلَـٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ" التوبة 46 لأنهم لا يخرجون إلا للفساد والفتنة ، كما فعلوا في غزوة حنين ، حيث خرج أبو سفيان ومن لف لفه مع الرسول ، ولما حمي الوطيس ولوا الأدبار وتضعضع جيش المسلمين "فَثَبَّطَهُمْ" ان اللَّه سبحانه أمرهم بالخروج لأجل الجهاد ، فعزموا على الخروج للفساد وإشاعة الذعر والاضطراب في جيش المسلمين. "يضاهئون" (التوبة 30) يضاهئون يشابهون.
تفسير الميسر: قال الله تعالى عن يضاهئون "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" التوبة 30 يُضَاهِئُونَ: يُضَاهِـُٔ فعل، ونَ ضمير، يضاهئون: يُشابهون، و الضَّهِيُّ: الشبيه. قد أشرك اليهود بالله عندما زعموا أن عزيرًا ابن الله. وأشرك النصارى بالله عندما ادَّعوا أن المسيح ابن الله. وهذا القول اختلقوه من عند أنفسهم، وهم بذلك لا يشابهون قول المشركين من قبلهم. قَاتَلَ الله المشركين جميعًا كيف يعدلون عن الحق إلى الباطل
جاء في کتاب من هدى القرآن للسيد محمد تقي المدرسي: قوله تعالى "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" التوبة 30 يضاهئون: يشابهون. عقائد اليهود والنصارى في الإيمان كانت فاسدة، ومتأثرة بوثنيات المشركين من قبلهم ذلك لأن الفلسفة اليونانية التي كانت متأثرة بالشرك من الناحية الثقافية، وبالطبقية والعنصرية من الناحية الاجتماعية، وبالسياسية الطاغوتية من ناحية نظام الحكم، هذه الفلسفة وجدت طريقها إلى الديانات بسبب ضعف العلماء ومحاولتهم تبليغ الدين بكل وسيلة ممكنة، حتى ولو عن طريق تقديم تنازلات للأفكار والأوضاع الفاسدة، لذلك تجد آثار الأفلاطونية الحديثة عند علماء هذه الديانات المنحرفة "وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ" ربما لم يكن عامة اليهود والنصارى يزعمون هذا الزعم الباطل "ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ" فلم تكن فكرة منسجمة مع سائر أفكارهم وعقائدهم، بل كانت بسبب تأثرهم بالثقافة الغريبة عنهم، وتسليمهم للضغوط الفكرية والاجتماعية "يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" (التوبة 30).







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN