1

بمختلف الألوان
رِسالةٌ إلى قَلبِكَ (الرَّحمَةُ) عِندَما تَضِيقُ بِكَ الدُّنيا، وَعِندَما تَتَسَاءَلُ: أينَ الفَرجُ مَتَى تَنكَشِفُ الغُمَّةُ تَذَكَّرْ هذهِ الآيَةَ العَظيمَةَ: {مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
مهدويات... الاستعداد الذهني والروحي للقواعد الشعبية (12)
عدد المقالات : 321
حسن الهاشمي
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ.
هكذا يحث الشاعر المتنبي الخطى في الانسان على ضرورة تذليل العقبات لكي يصل الى مراده وأهدافه العليا، وأصحاب الهمة هم الذين يخوضون الصعاب للوصول الى مبتغاهم، أما الصغار فانهم يبقون دائما في المستنقعات ربما لا يكلفون أنفسهم حتى لدفع الضرر المحتم الذي قد يداهمهم على حين غرة، وانما بنيت الحضارات بهمم الرجال وتخطي الدواهي والمخاطر والملمات، وكلما كان الهدف كبيرا وعظيما كلما كان السعي لتحقيقه والعزم على الوصول اليه أكبر وأعظم، وكيف تتصور ان تكون الهمم عندما يكون الهدف اصلاح العالم وتحقيق العدالة في أوساط البشرية جمعاء
لكي تكون رجلا صالحا في المجتمع، ولكي تكون صادقا في قولك وفعلك، ولكي تكون ملتزما بمكارم الأخلاق وحسن السيرة والسلوك، ولكي تتدرج في مدارج الكمال والرفعة والفلاح، ما عليك الا اتباع الحق وهو مبثوث في رسالة السماء، ومن لطف الله بعباده ومقتضيات عدله ان لا يترك البشرية دون نبي أو رسول أو وصي من لدنه يوجه هذه الامة ويرشدها الى وحدانية الله والوهيته ونبذ الشرك والانحراف عن جادة الحق بكل صورة، ولهذا قال الله تعالى في كتابه الحكيم (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) فاطر:24. فما انزل الله تعالى الى الارض ابو البشر سيدنا ادم وجعله رسولا يدعو اليه لئلا يكون للناس على الله حجة، واستمر الدعم الالهي بسلسلة طاهرة من انبياء ورسل واوصياء انبياء لتكون كلمة الله هي العليا.
وانطلاقاً من هذه الرحمة الالهية واللطف الرباني كان لابد ان يواصل اوصياء الرسول (ص) حمل اعباء الرسالة وايصالها لنا جيلاً بعد جيل كما نزلت على الرسول (ص) دون ان يشوبها فكر مضل ولا فساد في الدين الى ان وصل الامر لأمامنا المهدي (ع) الامام الثاني عشر في سلسلة الاوصياء المعصومين لنبي الرحمة والذي غيّبه الله عن اعيننا وسيظهره اخر الزمان ليملأ الارض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وقد بشّر الرسول الخاتم بظهور المصلح الموعود في مئات الاحاديث الشريفة كلها تشير الى عصر الخلاص من الجور والظلم والفساد، ولا يتم الخلاص الا بعد تصفية النفوس وتشذيب السلوك من كل غش وخديعة وتضليل؛ لعل الانسان ومن خلال عمليتي التحلي بمكارم الأخلاق والتربية الصالحة والتخلي عن المفاسد والمظالم والتربية الطالحة يقوم بتزكية نفسه، تمهيدا للالتحاق بركب الاصلاح المتمثل في اقامة صرح دولة العدل الالهي على وجه البسيطة.
انطلاقا من مقولة "شبيه الشيء منجذب اليه" فان الانسان الذي يتوخى الاصلاح لابد له من البدء بنفسه للتشبه ولو بنسب معينة بالمصلح الأكبر، ولولا تلك الموائمة لا يمكن التحدث عن انتظار المصلح وإن كان المنتظِر ـ بكسر الظاء ـ مستضعفا مظلوما مبتورا، حيث ان عملية اعداد النفس تربويا واخلاقيا وسلوكيا مطلوبة في زمن غيبة المصلح الموعود، وكل انسان حر غيور من المفترض ان يوطّن نفسه وأهله ومن يلوذ به على التربية الصالحة، ويزيل عنها ترهات الغل والحسد والظلم والفساد، حينئذ يكون لا محالة تحت انظار المصلح حين خروجه، بل يكون ضمن أمة الاصلاح التي تساند المصلح في عملية التغيير الشاملة، غاية الأمر ان الحركة الجوهرية في مسيرة الانسان الدنيوية تتطلب ترك العاهات الأخلاقية والنفسية والسلوكية لتكون مقدمة ضرورية في إعانة الانسان للوصول الى التكامل المادي والمعنوي، وهو غاية الغايات ومنتهى الطموح والأمنيات.
ولا يزال ترميم الدين والبدن ضرورة ملحة في ضمان عصمة المعتقد وتأمين الحياة الحرة الكريمة التي تعد من الأمور المهمة الداخلة في عملية الاصلاح، وبدون هذه المقومات الجوهرية فان الكلام عن الاصلاح لا يعدو كونه لقلقة لسان، وهكذا فان انتظار المصلح الأكبر يتطلب منا المزيد من التربية الهادفة لكافة شرائح المجتمع كل حسب موقعه وكل حسب مستواه الذهني وما يمر به من ظروف وعادات وتقاليد، المهم توطين النفس على التربية الصالحة والابتعاد عن التربية الطالحة؛ من خلال الدخول في عمليتي التحلي بمكارم الأخلاق والتخلي عن مفاسدها لكي يكون العالم العامل قد هيأ نفسه واستعد للتعرض لشآبيب الرحمة الإلهية؛ تمهيدا للالتحاق بركب المصلح الأعظم والمساهمة في بناء حكومة العدل الإلهي التي يطمح اليها جميع الأحرار في عالمنا المعاصر، التهيؤ للالتحاق بركب المصلح بحاجة الى رجال أقوياء أصحاء في الدين والبدن، هذا ما نراه جليا في قول الامام علي بن الحسين (ع): (اذا قام قائمنا اذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة، وجعل قلوبهم كزبر الحديد وجعل قوة الرجل منهم قوة اربعين رجلاً ويكونون من حكام الارض وسنامها) مشكاة الأنوار للطبرسي: ٧٩.
يا لها من مهمة شاقة وعظيمة في نفس الوقت، ان تكون مساهما في تحقيق حلم الأنبياء في الإصلاح الشامل، وان تكون خير معين للمصلح الموعود في تحقيق حاكمية وعبودية الله تعالى في انتشار العدل وادحاض الباطل تجسيدا للهدف الذي يخرج من أجله وهو أن "يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلماً وجورا" نقول أنها مهمة شاقة وعظيمة ولكن نتائجها مثمرة وجميلة؛ لأن الأنبياء لم يوفّقوا في الوصول إلى أهدافهم في الاصلاح الشامل، وسيرسل الله سبحانه وتعالى في آخر الزَّمان من يتابع طريق الأنبياء ويحقّق أهدافهم المنشودة بشكل كامل، لا نزعم بأنّ المصلح سيتمّم الشريعة، وانما هو خادماً للإسلام وتابعاً لرسول الإسلام، وسيجري كلّ ما أمر به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في تثبيت عملية الاصلاح التام الذي أرسى أسسه الأنبياء والأوصياء طيلة فترة دعواتهم الرسالية، وثمة فرق بين التأسيس والاعمام وما بينهما من مواقف وعبر تتجلى ازاءها عملية التمحيص والاختبار في اية جبهة يقف الانسان، إما في جبهة العدل والاصلاح أو في جبهة الظلم والافساد، إما شاكرا وإما كفورا.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ يومين
2025/05/11م
((قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) سورة الحجرات : الآية ١٤ يقدم لنا هذا النص القرآني... المزيد
عدد المقالات : 32
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ يومين
2025/05/11م
في بداية عام 2000 تم تسمية السيد ثائر جسام مدربا لمنتخب الشباب حيث كان يجب الاعداد اولا لتصفيات شباب آسيا وكان الاتحاد مهتما بصنع جيل جديد يرفد الساحة العراقية بعد فشل جيل 1998 في الظهور بشكل جيد اسيويا وانعكس لاحقا على المنتخب الاولمبي في تصفيات 1999 لذلك تم تسمية السيد ثائر جسام الذي كان يقدم اجمل كرة قدم... المزيد
عدد المقالات : 4
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ يومين
2025/05/11م
لماذا لا تزال الكتابة مهمّشة رغم أنها أساس كل فكرة عظيمة سؤال يتردد في ذهني باستمرار. على الرغم من التطور التقني وانتشار المحتوى المرئي، تبقى الكتابة هي الأساس الذي تنبثق منها كل فكرة؛ فهي البداية التي تُبنى عليها المشاريع والأفكار العظيمة. ورغم ذلك، لا تزال الكتابة والكتاب في كثير من مجتمعاتنا... المزيد
عدد المقالات : 21
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/05/09م
كان مقرر ان يخوض المنتخب العراق منافسات كاس الخليج في اذار/1984 ثم مباشرة بعدها تصفيات اسيا الاولمبية في نيسان/1984 لذلك قرر الاتحاد الاحتفاظ بالكادر التدريبي بقيادة عموبابا من اب/1981 وتحضير برنامج اعدادي جيد لغرض تحقيق نتائج جيدة في هاتين المشاركتين الهامتين وقد رتب الاتحاد للمنتخب خوض ثماني مباريات... المزيد
عدد المقالات : 4
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/05/09م
كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق الهيبة،وتشكو همها إلی الله تعالی،فلا يسمعها أحد،ولايشهد حسرتها أحد،سوی الله المطلع  علی حالها تجلس يوميا بجانب شباك الشناشيل الذي يشرب الشمس بصعوبة في محلة(ام النومي) في الكاظمية،وبعد صلاة الفجر تجلس الجلسة نفسها،وتبقی... المزيد
عدد المقالات : 32
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/05/09م
يا ساكن القلب يا دائي وترياقي حُمَّ الفؤادُ لنظرةٍ وتلاقـــي النفسُ تهفو للوصال لعلَّها تحظى برؤية نوركم أحداقي لا لم تغيبي يا منايا وإنني أشكو حبيباً جدَّ في إحراقيِِ فنفوسنا تصبوا لليلٍ حالمٍ والقرب يروي لهفةَ العشاقِ أنتِ الصبابةُ... المزيد
عدد المقالات : 28
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/04/27م
كانَ زيدٌ رجلاً بسيطاً، يعيشُ في قريةٍ صغيرةٍ بينَ الحقولِ والجبالِ، اشتهرَ بينَ الناسِ بحكمتهِ وهدوئهِ، وكانَ يردِّدُ دائماً: الصبُر زينةُ المؤمنِ، والسَّترُ تاجُ الكرامةِ. لم يكنْ زيدٌ يشتكي منْ همٍّ ولا يشكو ضعفَهُ لأحدٍ، حتّى عندما كانتِ الرياحُ العاتيةُ تَهُبُّ على بيتهِ المتواضعِ وتكادُ... المزيد
عدد المقالات : 9
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/04/27م
اللقاء .. حالة وجدانية شديدة الخصوصية .. تستهوي الشعراء على تعاقب عصور الأدب ، ومهما تنوعت مذاهبهم وتباينت مشاربهم .. فينسجون حوله ، ومن أجله ، أدبيات تتفاوت جودة وتفردا. فإذا تناولنا واحدا من تلك النصوص تذوقا ونقدا فلابد من مظاهر معينة تكشف عن مواطن الجودة ، ومعايير نحتكم إليها في تحديد معالم التفرد في... المزيد
عدد المقالات : 28
علمية
استلام المتسابقة : ( غفران حامد عذافه العوادي ) الفائزة بالمرتبة الأولى لجائزتها في مسابقة كنزالمعرفة لشهر آذار/ 2025 ألف مبارك للأخوة الفائزين، وحظا أوفر للمشتركين في الأعداد القادمة.. يمكنكم الاشتراك في المسابقة من خلال الرابط : (http://almerja.com/knoze/ المزيد
في السنوات الأخيرة، شهد سوق مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة نمواً كبيراً، ما أدى إلى تزايد الإقبال على استخدام هذه المنتجات بشكل عشوائي دون استشارة طبية. ورغم أن بعضها يُسوّق على أنه "طبيعي" أو "آمن لجميع أنواع البشرة"، إلا أن الدراسات العلمية... المزيد
يعرف الاتصال بأنه نقل رسالة من شخص (المرسل) إلى شخص آخر (المستقبل) بحيث يتم فهمهما بشكل صحيح من قبل المستقبل. عناصر ومكونات دائرة الاتصال : 1- الهدف: المقصود به الغرض من الاتصال أو الغرض من نقل الرسالة للمستقبل، ويجب أن يكون الهدف واضحا ومصاغاً... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
ميدان الأوّلويّات
السيد رياض الفاضلي
2024/10/14م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/05/04
أصدر قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، كتابًا بعنوان "قلوب بلا مأوى". يضمّ الكتاب مجموعة قصصية إنسانية...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
2025/05/04
( صاحب النعمة يجب أن يوسع على عياله )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com