بعد صدور فتوى الخلود والانتصار، فتوى الجهاد الكفائي، التي انبثقت منها جموع الحشد الشعبي المقدس ليسطّروا أروع صفحات التضحية ومواقف البطولة والفداء في سبيل الدفاع عن العرض والأرض والمقدسات، اليوم نقطف ثمرة جديدة من ثمار تلك الفتوى، وهم جموع الطلبة والشباب العقائدي الذين لبوا دعوة المرجعية المباركة، واستثمروا موسم العطلة الصيفية بالتدريب والتعلم على كيفية استخدام السلاح لأجل أن يواصلوا المسيرة ويساهموا في صفحات المجد المشرقة من خلال مشاركة إخونهم المجاهدين المرابطين في سوح القتال بكل بسالة وإيمان وهم يخوضون معارك التحرير والانتصارات، فضلاً عن حماية أمن مدنهم ودرئ المخاطر عنها، فقد احتفت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة يوم الاثنين 24/8/2015 بتخريج الدفعة الثانية والثالثة من متدربي دورة أسدي بغداد "عليهما السلام" القتالية التي أقامتها بالتعاون مع قيادة الفرقة الثانية/ اللواء الثامن ـ شرطة إتحادية، والتي أخذت على عاتقها رعايتها ودعمها وتوفير متطلبات نجاحها، وحضر حَفل التخرج وكيل المرجعية العليا في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين والأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د جمال عبد الرسول الدباغ، وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من القادة الأمنين والضباط والمراتب المُدرِبين والمُشرِفين على الدورة. استهل الحفل بتلاوة مباركة من كتاب الله العزيز عطر بها الأسماع قارئ العتبة الحاج همام عدنان، بعدها ارتقى المنصة سماحة الشيخ حسين آل ياسين ليلقي كلمة بهذه المناسبة ابتدأها بالشكر والتقدير إلى إدارة العتبة الكاظمية المقدسة وخَدَمَتها لجهودهم المتواصلة وتعاونهم مع إخوتهم في اللواء الثامن / شرطة اتحادية لإقامة هذه البرامج التدريبية للطلبة والشباب التي دعت إليه المرجعية العليا، لأجل أن تنار العقول بالكلمة الطيبة وتعاليم الله عز وجل وتزكية النفس وتدريب الأبدان على فنون القتال وتعلمهم حمل السلاح ليكونوا درعاً وظهيراً لقوات الحشد الشعبي ومداداً للجبهات وصمام أمان للعراق. وأوضح في حديثه " أن الهدف من تخريج هذه الدورات لأجل الدفاع عن القيم والمبادئ السامية التي ركز عليها ديننا الحنيف، وأن جزء من قتالنا مع قوى الإرهاب هو للدفاع عن تلك المبادئ والحياة المدنية، فمن مقومات نجاحنا هو أن تتوافر عندنا الإرادة والإخلاص والخبرة العلمية ". كما ودعا سماحة الشيخ آل ياسين إلى الإصلاح والعمل من أجل حفظ أمن البلاد وتطهيرها من رجس التكفيريين والإرهابيين، مؤكداً ذلك من خلال قراءة بعض البيانات والتوصيات التي أصدرها مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني "دام ظله الوارف" منذ عقد من الزمن، التي توجب على الجميع العمل كلّ من موقعه لأجل النهوض بالعراق الجريح. بعدها ألقى الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د جمال عبد الرسول الدباغ كلمة بهذه المناسبة مباركاً للطلبة والشباب لالتحاقهم بهذه الدورات التي أصبحت اليوم جزء من مناحي الحياة، وأكد على ضرورة تمسكهم بتوجيهات المرجعية العليا وأن تكون دائماً نصب أعينهم وفي تجدد واستمرارية بساحات التدريب والقتال، لكي نستعد للمستقبل، وأن نكون قادرين على حمل السلاح والتعرف على الأسلحة الحديثة والمتطورة وتنمية خبراتهم في المجالات العسكرية، كما قدم شكره وتقديره إلى قيادة الفرقة الثانية وأبطال اللواء الثامن الشرطة الاتحادية ولكل من بذل جهداً جهيداً لإنجاح هذه الدورات التدريبية متمنياً لهم التوفيق والسداد لخدمة العراق وشعبه الكريم وعتباته المقدسة. وكانت هناك كلمة لممثل قائد الفرقة الثانية العميد الركن مالك المالكي، بيّن خلالها إن هذه الدورات التدريبية التي تلقاها الشباب في دورة أسَدي بغداد الثانية والثالثة هي رافد مهم لتعزيز القدرات القتالية للمشاركة في الدفاع عن العراق. كما أشار فيها إلى دور مجاهدي الحشد الشعبي الأبطال الذين سطّروا أروع الملاحم ورخصوا دماءهم الزكية، ووقفوا صفاً واحداً في مساندة القوات الأمنية بمعارك تحرير العراق لاستعادة أمن البلاد. وشهد حفل التخرج مشاركة للرادود الحسيني كرار الكاظمي بالقصائد والأهازيج الولائية التي تفتخر بانتصارات حشدنا المبارك، ومن ثم توزيع الشهادات التقديرية والهدايا على المتدربين، واختتمت بقراءة سورة الفاتحة المباركة ترحماً على أرواح شهداء العراق وشهداء العقيدة في الحشد الشعبي المقدس.