وسط أجواء رمضانية مفعمة بالطاعة والمغفرة والإيمان، وقلوب تنبض بالولاء لآل بيت النبوة "عليهم السلام" وفرحة انبلاج نور ثاني الأئمة المعصومين وسيد شباب أهل الجنة سبط رسول الله الإمام الحسن المجتبى "عليه السلام"، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وبرعاية مباركة من قبل أمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري حفلاً بهيجاً في رحاب صحن الإمام الرضا "عليه السلام" بحضور عددٍ من الشخصيات الاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الكاظمين " عليهما السلام".
استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنف بها أسماع الحاضرين قارئ جمهورية مصر العربية الشيخ أحمد عبد الحي ، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام جاء فيها قائلاً: (من دواعي الفخر والسرور أن نحتفي في هذا الشهر العظيم شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه أعظم كتاب سماوي وهو القرآن الكريم في ليلة عظيمة وهي ليلة القدر بشخصية عظيمة أطلت في مثل هذا اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك ألا وهو سبط الرسول وعزيز البتول الإمام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام لذلك نرى تجليات عظمة الله سبحانه وتعالى قد اجتمعت في هذا الشهر الفضيل في مناسبات عدة لتنعكس جودا وكرما وبركة على الأمة الإسلامية جمعاء وبهذه المناسبة الميمونة لكريم أهل البيت عليهم السلام نرفع إلى مقامِ صاحبِ العصر والزمان الحجةِ بنِ الحسنِ (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وإلى مراجعِنا العِظام والعالم الإسلامي ولكم أنتم أيها الكرام أسمى آيات التهاني وأزكى التبريكات مع الدعاء بـأن نكون وإياكم من المتمسكين بنهج وخلق صاحب الذكرى عليه السلام.
وأضاف: لم يكن الإمام الحسن الزكي مسرفًا في كرمه، بل كان كرمه عليه السلام عملًا هادفًا، ولم يكن الكرم إضاعةً للثروة، بل كان عملًا توعويًا هادفًا، يصدر عن تخطيط واختيار، كذلك لم يكن حلمه جبنًا ولا خوفًا ولا سكوتًا عن الحق، بل كان يضع حلمه في الموضع المناسب، فكان يحلم في المواضع التي يترتب على حلمه فيها إنقاذ شخص مغرر به، أو تهدئة فوضى، أو معالجة أزمة معينة، حلمه وكرمه فعلان واعيان هادفان صادران عن محور واحد، وهو الإرادة الهادفة، والتخطيط الهادف وهي دعوة صامتة وتربية سلوكية استخدمها الإمام عليه السلام لتربية الأمة، هكذا كان الإمام الحسن الزكي.. فما أجمل هذا الدرس وما أعظم العبرة التي أصبح فيها الإمام الحسن المجتبى أنموذجا حياة مثلاً أعلى في مكارم الأخلاق إلى يومنا هذا، رغم استهدافه الدائم من قبل الأعداء.
 وقد دأب الإمام من خلال تربيته للأمة على نشر الفضيلة حديثا وسلوكا حتى ترك بعض الوصايا التربوية والتوجيهية التي تعمل على تقويم السلوك ومراجعة النفس نأخذ منها ونحن نعيش زمن الظلم والجور قوله عليه السلام: (أحذروا أن تكونوا أعوانا للظالم فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من مشى مع ظالم ليعينه على ظلمه فقد خرج من ربقة الإسلام) وهنا لا بد أن نراجع أنفسنا بشكل دقيق ونستشعر خطورة الأمر الذي يصوره الإمام عليه السلام حتى يوصلنا إلى الخروج من ربقة الإسلام أي انتزاع المرء نفْسه من عُرى الإسلامِ وميثاقه وحدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه.. )
تلاها أنشودة مشتركة لفرقتي إنشاد وأشبال الجوادين بعنوان "ريحانة أحمد"، بعدها تألق الشاعر الحُسيني علي عويز شويلي: بقصيدة رائعة عنوانها "كريم أهل البيت" تناول فيها محطات من الولادة الكريمة وشخصية صاحب الذكرى "عليه السلام". وتخلل الحفل فقرة الأسئلة والأجوبة.
وكانت هناك مشاركة للرادود الحُسيني عمار الكناني بروائع الكلمات والأهازيج الجميلة معبّراً عن الولاء المُطلق لصاحب الذكرى الإمام المجتبى "عليهما السلام" التي أضفت روح البهجة والسرور في نفوس زائري الإمامين الجوادين "عليه السلام"، واختتم الحفل بتكريم نخبة من الأساتذة والتربويين والطلبة المتفوقين في تربية الرصافة الثالثة وذلك دعماً للمتميزين وتشجيع الكفاءات العلمية لدفع عجلة الرقيّ والتقدّم، والعمل على تعزيز روح الانتماء للعراق وهم يتطلعون إلى صناعة مستقبلهم الواعد.