البنك المركزي والوظائف التي يقوم بها  

البنك المركزي :  

يرجع تاريخ المصارف المركزية الى عام 1656م عندما أنشئ بنك السويد الذي اصبحت مهمته فيما بعد اصدار العملة وتنظيم الاعمال المصرفية الأخرى , وقد تبع ذلك انشاء بنك انكلترا عام 1694م ثم بنك فرنسا عام 1800م والبنك الهولندي عام 1814م والبنك النمساوي عام 1817م والبنك الدنماركي 1818م والبنك البلجيكي عام 1835م وبنك اسبانيا 1856م وبنك روسيا 1860م وبنك المانيا 1875م وبنك اليابان 1882م وبنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة الامريكية عام 1914م وقد ظهر بعد جدل طويل وسُمّيَ Federal Reserre Bank وكانت وظيفته مشابهة لوظائف المصارف في الدول الاخرى وبعدها تعددت المصارف المركزية الامريكية حتى بلغت 12 مصرف خلافاً للدول الاخرى لا تحوي سوى مصرف مركزي واحد .

أما في العراق فقد أنشأ المصرف المركزي عام 1945م بموجب القانون رقم (43) سمي بالمصرف الوطني العراقي ثم غُيّرَ اسمه عام 1956 بموجب القانون (72) ورافق ذلك زيادة رأس ماله الى خمسة عشر مليون دينار, ثم مصرف سوريا المركزي 1953م والبنك الليبي 1955م والبنك الاردني عام 1959م .

ويمكن تعريف البنك المركزي بأنه (مؤسسة تقوم بالنيابة عن الحكومة بممارسة الرقابة النهائية على سياسات البنوك التجارية وغيرها من المؤسسات المالية وبشكل خاص ادارة النظام النقدي طبقاً لسياسة الحكومة والوظيفة الاساسية للبنك هي التحكم في عرض النقد في القطر). فالمصارف المركزية تقوم بوظائفها لا بدافع الحصول على الأرباح وانما لخدمة الاقتصاد القومي وتنظيم العمل المصرفي .

وظائف البنك المركزي

اهم وظائف البنك المركزي هي :-

1- اصدار العملة وإتلافها : تهدف المصارف المركزية من خلال ذلك الى التحكم في عرض النقود حفاظاً على قيمتها ومنع الإفراط في اصدارها وذلك لتجنب حدوث ظاهرة التضخم النقدي التي تضر بالاقتصاد .

2- أداء وظيفة الوكيل المالي للحكومة : لأنه يحتفظ بإيداعات الخزينة ويساعد على تصريف الصكوك الحكومية وتحويل المبالغ الكبيرة من منطقة لأخرى لحساب الخزينة كما يساعد على تنظيم جمع الضرائب واصدار السندات الحكومية ودفع فوائدها عند استحقاقها .

3- مصرف المصارف : يؤدي المصرف المركزي وظيفة الرقابة والإشراف على المصارف التجارية من خلال جملة من الاجراءات هي :-

أ- الاحتفاظ بنسبة مهمة من الاحتياطات النقدية لهذه المصارف وتحديد هذه النسبة .

ب- يقوم بتقديم القروض الى المصارف التجارية وذلك في ظروف السحب الشديدة ولاسيما في فترات الأزمات أو نتيجة الاشاعات التي تسبب الذعر , فالمصارف تحتفظ عادةً بنسبة قليلة من الودائع على شكل نقود فيما تستثمر الباقي , وعليه فأنها لا تستطيع  مواجهة الطلبات الشديدة والمفاجئة على السحب فتلجأ عندها الى المصرف المركزي تلبيةً لتلك الطلبات .

ج- الاشراف على عملية المقاصة بين المصارف : وهي عملية تصفية الشبكات التي تتلقاها تلك المصارف من المتعاقدين معها بقصد الاستحصال من المصارف الاخرى لحسابهم ومن ثم القيام بتسوية الأرصدة الناتجة عن هذه العملية لحساب المصارف .

د- الرقابة على الائتمان : يقوم البنك المركزي بالسيطرة على عمليات الائتمان المصرفي من خلال تطبيق بعض الاجراءات التي تساعد على الحد من التوسع في منح الائتمان المصرفي في فترات التضخم النقدي أو تشجيع التوسع في منح الائتمان في فترات الانكماش الاقصادي , ويستند البنك المركزي في أداء هذا الدور الى وظيفتيه الاساسيتين وهما منح القروض والتحكم بحجم الاحتياطات النقدية لهذه المصارف .

وهاتين الوظيفتين قد خولته سلطة مراقبة عملية منح الائتمان والتحكم في عرض النقود التي بدورها تسيطر على الائتمان النقدي بهدف تثبيت مستوى مناسب لأسعار السلع الاستهلاكية كجزء من أهداف سياسة النقد والائتمان العامة , ويُقصَد بتثبيت مستوى أسعار السلع إيجاد مستوى ثابت نسبي مقبول لهذه الاسعار تجنباً للتذبذب الحاد الذي قد تواجهُه , والثبات النسبي في أسعار السلع يعني ثبات القوة الشرائية للنقود .