المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 5832 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


اقوام قديمة ذكرت في القرآن  
  
9282   02:35 مساءاً   التاريخ: 6-11-2016
المؤلف : عبد العزيز صالح
الكتاب أو المصدر : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة
الجزء والصفحة : ص135-141
القسم : التاريخ / احوال العرب قبل الاسلام / عرب قبل الاسلام /

الجماعات العربية القديمة ذات الصلة برسالات الأنبياء

أولًا: مدين

أبقى على ذكر مدين ما ذكره القرآن الكريم وذكرته التوراة عن ارتباطها بالنبيين موسى وشعيب عليهما السلام. فقد لجأ موسى عليه السلام إلى أرضها هربًا من مصر بعد أن قتل فيها أحد خصومه. وصاهر في مدين رجلًا صالحًا ذكرته التوراة باسم رعوئيل وأطلقت عليه لقب يثرون بمعنى الكاهن. كما ذكرت ابنته التي تزوجها موسى باسم صفورة.

وتدل معاصرة مدين لعهد موسى عليه السلام على قدم وجودها وإمكان نسبتها إلى ما قبل القرن الثالث عشر ق. م على أقل تقدير. وكان قومها يتألفون من قبائل متعددة انتشرت في إقليم حسمى وما يمتد منه إلى الشرق والجنوب الشرقي من خليج العقبة. وربما وصلت إبان ازدهارها حتى حدود واحة العلا الحالية في شمال الحجاز.

أما النبي شعيب (عليه السلام) الذي ذكر القرآن الكريم قيامه بدعوة أهل مدين إلى عبادة الله وحده، فمن المحتمل توقيت عهده بأوائل فترات ازدهار تاريخها القديم.

وإذا كانت قصة النبي موسى(عليه السلام) قد دلت على اعتماد بعض قبائل مدين على حرفة الرعي، فإن دعوة النبي شعيب(عليه السلام) لهم بالتزام الأمانة في الكيل والميزان تعني أن بعض قبائلهم الأخرى اعتمدت على معاملات التجارة في حياتها الاقتصادية. وكان موقع أرضهم يسمح لهم فعلًا بالانتفاع بثلاثة طرق تجارية رئيسية: طريق يتجه نحو شبه جزيرة سيناء وجنوب فلسطين. وطريق يتجه ناحية الجنوب بشعبتين في اتجاه يثرب ومكة. وطريق ثالث شرقًا نحو تبوك وتيماء.

وإلى جانب الرعي والتجارة كان في اتساع المنطقة التي انتشرت فيها قبائل مدين ما جعلها تنتفع كذلك بعدد من الواحات الخصبة في شئون الزراعة، وربما انتفعت أيضًا بساحلها المطل على البحر الأحمر في النشاط البحري. وكانت أكبر واحات المنطقة هي واحة البدع وتركزت حولها أهم جماعات مدين. وأدت كثرة مياهها وكثرة ما ينمو فيها وفيما يمتد منها إلى ساحل البحر من الأشجار ونخيل التمر والدوم، إلى اتجاه بعض المؤرخين المسلمين إلى ربطها باسم الأيكة بمعنى الغيضة أو الشجر الكثيف الملتف، واعتبروها على هذا الأساس هي الأيكة التي ذكر القرآن الكريم أن أصحابها كذبوا المرسلين.

ووافق بعض الباحثين الغربيين على فكرة الربط بين أرض مدين وبين الأيكة فعلًا ولكنهم فسروا اسم الأيكة بطريقة أخرى، فاعتبروه النطق العربي لكلمة  Leuke  التي أطلقها بعض الإغريق على الميناء البحرية الواقعة في أرض مدين حين سموها  Leuke Kome  بمعني القرية البيضاء، وهو المعنى الذي يشبه اسم ميناء الحوراء أو أملج الحالية الواقعة إلى الجنوب الغربي من واحة البدع. ولا يزال التفسير الأول أي: تفسير المؤرخين المسلمين لكلمة الأيكة هو الأكثر شيوعًا.

ويفهم من قصص التوراة أن عداء أهل مدين للعبرانيين بدأ منذ عهد موسى(عليه السلام)، وذلك ما يمكن تفسيره بما أسلفناه من أنهم تألفوا من قبائل عدة. ربما صادقت إحداها موسى(عليه السلام) بعد أن تزوج منها، بينما جاهرت القبائل الأخرى قومه اليهود بالعداء بعد أن خشيت منهم على أرضها وتجارتها.

وزاد عداء مدين للإسرائيليين حينما زادت أطماع هؤلاء الأخيرين في فلسطين وما يليها جنوبًا على عهد ملكهم شاؤول في نهاية القرن الحادي عشر ق. م. وقد قاومهم المديانيون مقاومة شديدة بحيث ذكرت إحدى الروايات أنهم تمكنوا من بني إسرائيل سبع سنين.

وبعد قرون دخلت مدين في طي النسيان، ثم سيطر الأنباط على أرضها بعد أن مدوا نفوذهم التجاري والسياسي من شرق الأردن إلى شمال الحجاز. وعملوا خلال القرن الأول ق. م على توسيع ميناء الحوراء وتحصينها. ولا تزال المقابر التي نحتت في الصخر بجوارها خلال عصرهم تعرف باسم مغاير شعيب وتشبهها بعض مقابر واحة البدع، كما تشبه بقية مقابر الأنباط في بترا وفي مدائن صالح لولا أنها تهدمت إلى حد كبير.

ثانيًا: قوم عاد

اعتاد الرواة والإخباريون الأوائل أن يضربوا المثل في القدم بعاد، واعتادوا على أن ينسبوا إليها كل ما استعظموا شأنه وجهلوا أصله من أطلال القصور والآبار وبقايا الصخور والأشجار القديمة أيضًا. واعتمد أولئك الرواة والإخباريون في بعض ما ذكروه عن قوم عاد على ما جاء عنهم في القرآن الكريم، كما اعتمدوا على تفسير كتبة التوراة ومن تأثروا بهم.

ويفيد ما ذكره القرآن الكريم عن قوم عاد أنهم عاشوا في منطقة تعرف بالأحقاف {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} [الأحقاف: 21]. وأنهم تميزوا بإرم ذات العماد { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} [الفجر: 6 - 8] ، وأنهم كذبوا نبيهم هودًا {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } [الشعراء: 123 - 126]. وأنهم كانوا أولي بأس وقدرة { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ } [الشعراء: 128 - 130]. وربما كانوا قريبي الصلة بالثموديين {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى} [النجم: 50، 51]. وأنهم عوقبوا جزاء كفرهم بريح عنيفة أطاحت بكل ما كانوا فيه {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} [الذاريات: 41، 42].

ولم يعين القرآن الكريم موضع الأحقاف، ولهذا تعددت آراء المفسرين والمؤرخين المسلمين بشأنها.

وذهب بعضهم إلى تعيين أحقاف عاد بمنطقة الأحقاف في حضر موت وزكوا رأيهم بما يعتقده بعض أهل حضرموت من وجود قبر هود في أرضهم ووجود بئر تسمى بئر برهوت رووا أنه كانت تصدر عنها أصواتًا هائلة في العصور القديمة وتخيلوا أن هذه الأصوات قوم هود المعذبين ولكن أضعف هذا الرأي القديم عدة قرائن نذكرها في ص 138 - 4. ومنها أن الروايات الشعبية يصعب التسليم بها دائمًا أو كاملًا دون دليل. فكما قال بعض أهل حضرموت بوجود قبر هود عليه السلام في أرضهم. قال بعض أهل شبه جزيرة سيناء: إن قبره في أرضهم.

وإلى جانب رأي من قالوا بوجود الأحقاف في حضرموت، قال رأي آخر: إنها رمال مستطيلة بشحر عمان. وقال ثالث: إنها حشاف من حسمى، والحشاف هي الحجارة في الموضع السهل. وقال رابع بأنها: اسم جبل في الشام. وقال خامس: إنها اسم عام يطلق على أي منطقة إذا عظم رملها واستدار ويقال له: حقف.

وفي اختلاف هذه الآراء ما يدعو إلى عدم التقيد برأي منها ما إلا بعد تمحيصه ووجود أدلة تؤيده.

وربط القرآن الكريم بين قوم عاد وبين إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد. فاعتبر بعض المفسرين والمؤرخين إرم هذه مدينة عظيمة وعينوها بالإسكندرية تارة ودمشق تارة أخرى, واعتبرها بعض آخر قبيلة قوية، وكان من هذا البعض الأخير المؤرخ بن خلدون الذي وجه إلى أصحاب الرأي الأول نقدًا لاذعًا.

وجعل ياقوت إرم جبلًا عظيمًا في ديار جذام قرب العقبة تنمو عليه الكروم وأشجار تشبه أشجار الصنوبر. وذكر الرحالة القزويني أن قوم عاد عاشوا على هذا الجبل الذي أصبح من منازل طي، وكانت توجد عنده بقايا تماثيل كثيرة ومنازل عديدة.

وأدت الكشوف الأثرية الحديثة إلى الكشف عن بقايا عمران متسع فوق وحول جبل إرم هذا بالفعل شرقي العقبة، ومنها معبد أقيم فوق الجبل ترجع بعض نصوصه إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين، وأعداد من التماثيل ومن النصب التي تذكر اللات والعزى. وقد لا تتيسر نسبة هذه الآثار إلى قوم عاد بصورة مؤكدة. لولا أن هناك أدلة أخرى تزكي نسبة هؤلاء القوم، قوم عاد إلى شمال شبه الجزيرة العربية أكثر من جنوبها، ومنها أن القرآن الكريم جمع بين عاد وثمود، وثمود شمالية فيما هو شائع، وجعل مواقع عاد قريبة من أهل الحجاز حين نزول القرآن فقال: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ} [العنكبوت: 38] وقال: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ} [الأعراف: 74].

وربط بعض الشعراء المبكرين بين عاد وثمود، وأطلقوا على ثمود اسم عاد الثانية أخذًا بقول القرآن الكريم: { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى} [النجم: 50] - ولم يعترض عليهم معترض.

هذا وقد ذكر الجغرافي بطلميوس السكندري في القرن الثاني الميلادي اسمين في شمال الحجاز يمكن الربط بينهما وبين قوم عاد، وهما اسم شعب  Oaditae  الذي يتشابه مع اسم عاد، واسم  Aramaua  الذي يتشابه مع إرم ورم وأرام وكلها أسماء تعاقبت لمسمى واحد.

ومال بعض المؤرخين المحدثين إلى تفسير ما تواتر لدى أهل حضر موت عن وجود قبر هود عليه السلام عندهم بأنهم وغيرهم من العرب الجنوبيين كان يعز عليهم أن ظهر الأنبياء بين العرب الشماليين دونهم، فاعتمدوا على وجود اسم

الأحقاف في أرضهم ونسبوه إلى عاد، واعتبروا سكانها القدامى قوم هود، حتى لا تكون للعرب الشماليين ميزة عليهم حتى ولو كان قوم هود هؤلاء قد عوقبوا جزاء تكذيبهم له. ولا يبعد مع هذا أن بئر برهوت التي دارت حولها أساطير قوم هود المعذبين كانت فوهة بركان صغير ثائر، خمدت ثورته مع مرور الزمن.

ثالثًا: الثموديون

توافر للثموديين حظ كبير من الشهرة بين المؤرخين المسلمين نظرًا لما ذكره القرآن الكريم عنهم. ولمعرفتهم بجزء من أرضهم، وبقاء بعض آثارهم حتى بداية العصور الإسلامية (وما بعدها). وكما سلك القرآن الكريم ثمودًا مع عاد. سلكه كذلك مع قوم لوط وأصحاب الأيكة وسماهم الأحزاب. ووصف الثموديين بأنهم الذين جابوا الصخر بالواد ربما بمعني الذين قطعوا صخر الجبال ونحتوا فيه مقابرهم أو بنوا به بيوتهم. وذكر القرآن الكريم العذاب الذي نزل بهم جزاء كفرهم بدعوة نبيبهم صالح عليه السلام في قوله {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } [الأعراف: 78] وقوله: { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} [القمر: 31].

وأشارت النصوص الآشورية إلى قدامى الثموديين باسم ثمودي منذ أواخر القرن الثامن ق. م واعتبرتهم من أهل البرية، وذكرت أنهم وجيرانهم من الأعراب لم يألفوا الخضوع للملوك ولا للحكام. وليس ما يمنع من أن يكون أوائل جماعات الثموديين قد ظهروا قبل القرن الثامن ق. م. بكثير ولكنهم كانوا يزالون على حال متواضعة من البداوة، بحيث تجاهلهم فيما بعد كتبة قصص التوراة وتجاوزوا عن ذكرهم بينما ذكروا بعض أسماء القبائل التي جاورتهم في البادية مثل قبيلة خايابا وقبيلة عيفة اللتين ذكرتهما النصوص الآشورية مع الثموديين.

واتفق المؤرخون المسلمون على أن أهم ديار ثمود كانت بوادي القرى فيما بين الحجاز وبين الشام، ورووا أن النبي عليه السلام مر بجيشه على خرائب ديارهم في الحجر ونهى عن دخولها ربما لتأكيد كره الكافرين أو لأنه توجس أن تكون آبارها وعيونها قد سمت بفعل فاعل للإيقاع بالمسلمين الذين كانوا قد عانوا من شدة حرارة الصحراء في طريقهم إليها. كما تناقلوا القصص عن ناقة النبي صالح عليه السلام ومكان خروجه ومكان محلها... إلخ.

ولسنا على بينة من العهود التي تزايد الثموديون خلالها في شمال الحجاز أو العهد الذي بعث إليهم فيه النبي صالح عليه السلام. ولكن يمكم إيجاز ما عرف

عنهم تاريخيًا في أنهم تألفوا من قبائل وعشائر متعددة وأنهم لم يكونوا دولة مستقرة واضحة المعالم، وأنهم حين انتشروا في شمال الحجاز وسيطروا على بعض أجزائه في وادى القرى بخاصة كانت مدينة الحجر من أهم الحواضر التي عاشوا فيها، وهي مدينة ظنها بعض المؤرخين القدامى مدائن صالح الحالية نظرًا لكثرة آثارها المنحوتة في الجبال، ووضوح التدمير الذي لحق بها، وارتباط اسمها باسم النبي صالح. ولكن كثرة من الباحثين المحدثين حددوها ببلدة الخريبة التي تبعد عن مدائن صالح بنحو عشرة أميال وقد أصاب آثارها هي الأخرى خراب كبير. وبنوا رأيهم على غلبة النصوص الثمودية التي عثر عليها فيها، بينما رجحوا اعتبار مدائن صالح من مناطق الأنباط على أساس غلبة الآثار والنصوص النبطية فيها وإن تضمنت إلى جانبها نصوصًا ثمودية قليلة.

وساعد الثموديين على الاستمرار الحضاري أنهم اتصلوا في شمال الحجاز بطوائف متحضرة قديمة فانتفعوا بحضارتها ومنها طوائف ددان ولحيان التي أحاطت ببلدة الخريبة، وعندما امتدوا إلى الشمال أكثر انتفعوا ببعض حضارات جنوب فلسطين كما جاوروا امتداد الحضارة المصرية في شبه جزيرة سيناء. وعندما امتد نشاطهم إلى الجنوب اتصلوا ببعض الجماعات المتحضرة في انحاء اليمن.

وكان من أهم ما استفادوا به حضاريًا من هذه الاتصالات المتعددة، هو الكتابة بخط متميز اشتقوه أساسًا من الخط المسند الجنوبي الذي يحتمل أنهم تعلموه عن أهل منطقة ددان ولحيان إن لم يكن عن كتبة الجنوب العربي الذين اتصلوا بهم اتصالًا مباشرًا في شئون التجارة، ثم طعموا هذا الخط ببعض خصائص الخط السينائي المصري في سيناء.

وأصبحت نصوص الثموديين هي الشاهد الحي على مدى انتشارهم، وهي نصوص قصيرة سريعة، ولكنها كثيرة تدل على كثرة من كانوا يعرفون الكتابة بينهم لأغراض التجارة. وقد وجدت نماذجها خارج وادي القرى في تبوك والطائف وفي قلب نجد وشمالها وفي شبه جزيرة سيناء، وفي مناطق متفرقة من شرق الأردن، وفي شرقي دمشق، وفي أطراف اليمن أيضًا، وكل ذلك مما يدل على سعة انتشار قوافلهم وكثرة اتصالاتهم التجارية ولاسيما في العهود المتأخرة في الزمن نسبيًا فيما قبل الميلاد بقليل وفيما بعده بقليل أيضًا.

وشاعت بين الثموديين أسماء عربية خالصة مثل: سعد وقيس ومالك ووائل وزيد وأوس وعاصم وعمر وعقرب وواسط وكعب وحارثة، وسعدة ومسكة وسهرة وهانئة ... إلخ.

كما وجدت بينهم أسماء قل استعمالها قبيل الإسلام ويبدو أنهم تأثروا فيها بأسماء من كانوا يخالطونهم من الآراميين وغيرهم ومنها ثريت، وهمل، وببي ... إلخ.

وأخذ الثموديون بتعدد المعبودات كغيرهم من الجماعات القديمة ذات الديانات الوضعية، فقدسوا الشمس وودا وكاها وبعلة ومناة ... إلخ. ومن أجل إصلاح هذه العقائد أرسل فيهم نبيهم صالح، ولكنهم خالفوه.

وظل لبقايا الثموديين كيانهم حتى غلب الأنباط على وادي القرى، فتفرقوا ولكنهم ظلوا معروفين خلال القرون الأولى بعد الميلاد، فأشار إليهم مؤلف كتاب الطواف حول البحر الإريتري في بادية القرن الثالث الميلادي وذكر أنهم انتشروا في أيامه على ساحل صخري طويل لا توجد به خلجان صالحة تحتمي بها السفن.

ويبدو أن جيوش الروم ظلت تتقبل أعدادًا منهم في قواتها المساعدة حتى القرن الخامس الميلادي. وأخيرًا ربط بعض النسابين بين أواخر الثموديين أو نسلهم وبين قبائل ثقيف العربية. ولكن الثقفيين أبوا هذه النسبة واستنكروها.

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).





قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف