المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8830 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الرجعة أدلتها وأقوال العلماء فيها ، وما هو المقصود منها؟  
  
1868   04:08 مساءً   التاريخ: 2023-08-27
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 601-614
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / قضايا عامة /

الرجعة في المفهوم الشيعي :

الرجعة في اللغة ترادف العودة أو تطلق اصطلاحا على عودة الحياة إلى مجموعة من الأموات بعد النهضة العالمية للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وهذه العودة تتم بالطبع قبل حلول يوم القيامة . وطبقا لهذا المبدأ ، فالحديث عن العودة يعد من أشراط القيامة .

وعلى ضوء ذلك ، فظهور الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف شيء ، وعودة الحياة إلى مجموعة من الأموات شيء آخر ، كما أن البعث يوم القيامة أمر ثالث ، فيجب تمييزها وعدم الخلط بينها[1].

فإطلاق معنى الرجعة على ظهور الإمام المهدي نفسه باعتبار رجوعه إلى الناس بعد الغيبة غير صحيح .

ويمكن حصر معنى العودة الذي هو تعبير آخر عن الرجعة بمعنيين :

الأول : رجوع بعض الأئمة المعصومين عليهم السّلام كأمير المؤمنين علي عليه السّلام والحسين . . . وربما قيل برجوع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . . .

الثاني : رجوع بعض الأموات إلى الدنيا ، وإن لم يكونوا من الأئمة المعصومين عليهم السّلام . وخاصة من محض الإيمان محضا ومن محض الكفر محضا .

وعن إمكانية قبول فكرة الرجعة في العقيدة الإسلامية فإن ذلك يمكن وضعه في خانة الإعتقاد برجوع أو بإحياء الموتى يوم القيامة .

وهو اعتقاد راسخ لدى كل مسلم يؤمن بالإسلام وأصوله العقائدية التي منها إحياء الموتى في يوم القيامة أو الاعتقاد بالمعاد .

وإحياء الموتى لم يقتصر في العقيدة الإسلامية على حصوله ووقوعه يوم القيامة فقط ، وإنما أخبر القرآن الكريم عن وقوع إحياء الموتى ، مرات عديدة ، منها ما ورد في قوله تعالى :

1 - وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ[2].

وهي تشير إلى إحياء ميت من بني إسرائيل وقد أحياه اللّه في هذه الدنيا لينطلق ويعلن عن اسم قاتله .

وغيرها من الآيات الكثيرة في القرآن الكريم التي لا يتسع المجال لذكرها ، ولكن نشير إلى أسماء السور والآيات التي ورد فيها الحديث عن عملية إحياء الموتى في الدنيا وهي :

2 - سورة البقرة - الآية 243 ( وهي حول موت ألوف من الناس وبعثهم من جديد )

3 - سورة البقرة - الآية 259 ( وهي عن بعث عزيز بعد مائة عام من موته ) .

4 - سورة البقرة - الآية 55 ( وهي حول إحياء جماعة من بني إسرائيل ) .

5 - سورة آل عمران - الآية 49 ( وهي عن إحياء الموتى على يد عيسى عليه السّلام .

6 - سورة المائدة - الآية 110 ( وهي كالآية السابقة في سورة آل عمران ) .

ويكفي في إمكان الرجعة ، إمكان بعث الحياة من جديد يوم القيامة وعليه فالاعتراف بإمكان بعث الحياة من جديد يوم القيامة ، ملازم للاعتراف بإمكان الرجعة في حياتنا الدنيا .

أدلة الرجعة في القرآن والروايات :

صرح القرآن الكريم بشكل واضح لا لبس فيه بوقوع الرجعة في عدد من آياته الكريمة نذكر منها :

قوله تعالى : وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً[3].

ففي تفسير هذه الآية عن الإمام الصادق عليه السّلام بأنها مأولة بالرجعة .

قد روي أن رجلا قال للإمام الصادق عليه السّلام : إن العامة تزعم أن قوله تعالى : وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً عنى يوم القيامة .

فقال عليه السّلام :

« أفيحشر اللّه يوم القيامة من كل أمة فوجا ويدع الباقين ؟ ! لا . . .

ولكنه في الرجعة ، وأما آية القيامة وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً »[4].

فالآية الكريمة ظاهرة في بيان وقوع حوادث قبل يوم القيامة ، وذلك لأن الآية تركز على حشر فوج من كل جماعة بمعنى عدم حشر الناس جميعا ، ومن المعلوم إن الحشر ليوم القيامة يتعلق بالجميع ، لا بالبعض ، يقول اللّه تعالى :

وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً[5].

وحول أصالة عقيدة الرجعة في فكر أئمة أهل البيت عليهم السّلام ، روى الشيخ الصدوق عن إلامام الصادق عليه السّلام أنه قال :

( ليس منا من لم يؤمن بكرتنا ، ويستحل متعتنا »[6].

ونقل الشيخ في رسائله مرسلا عن الإمام الصادق عليه السّلام :

« ليس منا من لم يقل بمتعتنا ويؤمن برجعتنا »[7].

وسأل المأمون العباسي ، الإمام الرضا عليه السّلام عن الرجعة فقال : يا أبا الحسن ما تقول في الرجعة ؟ فقال عليه السّلام :

« إنها الحق ، قد كانت في الأمم السالفة ، ونطق بها القرآن ، وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السابقة ، حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة »[8].

وروى الشيخ الصدوق عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :

« كل ما كان في الأمم السابقة فإنه يكون في هذه الأمة مثله ، حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة »[9].

وبما أن الرجعة من الحوادث المهمة في الأمم السالفة ، فيجب أن يقع نظيرها في هذه الأمة أخذا بالمماثلة ، والتنزيل .

عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« أيام اللّه ثلاثة : يوم القائم ، ويوم الكرة ( أي الرجعة ) ويوم القيامة »[10].

أقوال العلماء في الرجعة :

قال الشيخ المفيد :

« إن اللّه تعالى يحشر قوما من أمة محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، بعد موتهم ، قبل يوم القيامة ، وهذا مذهب يختص به آل محمد ( صلوات اللّه عليه وعليهم ) ، والقرآن شاهد به »[11].

وقال السيد المرتضى :

« إعلم أن الذي تذهب الشيعة الإمامية إليه ، أن اللّه تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان ، المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف قوما ممن كان قد تقدم موته من شيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ومشاهدة دولته ، ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم ، فيلتذوا بما يشاهدون من ظهور الحق وعلو كلمة أهله »[12].

وقال العلامة المجلسي :

« والرجعة إنما هي لممحضي الإيمان من أهل الملّة ، وممحضي النفاق منهم ، دون من سلف من الأمم الخالية »[13].

ووصف الشيخ الحر العاملي الروايات المتعلقة بالرجعة بأنها أكثر من أن تعد وتحصى وأنها متواترة المعنى .

وقال العلامة المجلسي بعد سرده لأخبار الرجعة :

« إعلم يا أخي إني لا أظنك ترتاب بعدما مهدت وأوضحت لك في القول بالرجعة التي أجمعت الشيعة عليها في جميع الأعصار واشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار . . . وكيف يشك مؤمن بحقية الأئمة الأطهار فيما تواتر عنهم فيما يقرب من مائتي حديث صريح ، رواها نيف وثلاثون من الثقات العظام ، في أزيد من خمسين من مؤلفاتهم كثقة الإسلام الكليني والصدوق محمد بن بابويه ، والشيخ أبي جعفر الطوسي ، والسيد المرتضى ، والنجاشي ، والكشي ، والعياشي ، وعلي بن إبراهيم ، وسليم الهلالي والشيخ المفيد والكراجكي والنعماني والصفار وسعد بن عبد اللّه ( القمي ) وابن قولويه وعلي بن عبد الحميد والسيد علي بن طاووس ومؤلف كتاب التنزيل والتحريف وأبي الفضل الطبرسي وإبراهيم بن محمد الثقفي ، ومحمد بن العباس بن مروان ، والبرقي وابن شهرآشوب والحسن بن سليمان والقطب الراوندي والعلامة الحلي والسيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم و . . . » .

وكتب علماء الشيعة أبحاثا معمقة وصنفوا الكتب والمؤلفات عن قضية الرجعة ، وردوا على منكريها ، واحتجوا عليهم بالأدلة والبراهين ومن ذلك نذكر :

1 - أحمد بن داود بن سعيد الجرجاني ، قال الشيخ الطوسي في كتاب الفهرست : له كتاب ( المتعة والرجعة ) .

2 - الحسن بن حمزة البطائني ، وعد النجاشي من جملة كتبه : كتاب الرجعة .

3 - الفضل بن شاذان النيسابوري . ذكر الشيخ الطوسي في كتاب الفهرست والنجاشي أن له كتابا في إثبات الرجعة .

4 - الصدوق محمد بن علي بن بابويه ، عد النجاشي من كتبه ( كتاب الرجعة ) .

5 - محمد بن مسعود العياشي ، ذكر الشيخ والنجاشي في الفهرست كتابه في الرجعة .

من الذي يرجع إلى الدنيا :

باعتبار ما تقدم ظهر لدينا أن الاتفاق عند القائلين بالرجعة هو لصنفين من الناس :

الأول : النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأئمة المعصومين عليهم السّلام .

الثاني : رجوع الناس العاديين وهم على قسمين :

1 - من محض الإيمان محضا .

2 - من محض الكفر محضا .

فعن الإمام الصادق عليه السّلام قال :

« . . . إن الرجعة ليست بعامة ، وهي خاصة ، لا يرجع إلى الدنيا إلا من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا »[14].

وفيما يلي نذكر الروايات التي تشير إلى أصناف الراجعين إلى الدنيا :

رجعة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والإمام علي عليه السّلام وسائر الأئمة عليهم السّلام :

عن الإمام الباقر عليه السّلام قال :

« إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعليا عليه السّلام سيرجعان »[15].

عن الإمام الصادق عليه السّلام قال :

« إن لعلي عليه السّلام في الأرض كرة مع الحسين ابنه عليه السّلام يقبل برايته حتى ينتقم له . . . ثم كرة أخرى مع رسول اللّه حتى يكون خليفة في الأرض . . . »[16].

وعن عودة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ورجعته مع الإمام علي عليه السّلام وقتاله لإبليس وحزبه روي عن الإمام الصادق عليه السّلام قوله :

« . . . فإذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر إبليس لعنه اللّه في جميع أشياعه منذ خلق اللّه آدم . . . فإذا كان يوم الوقت المعلوم كرّ أمير المؤمنين في أصحابه وجاء إبليس في أصحابه ، ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات . . . فعند ذلك يهبط الجبار عز وجل في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر ورسول اللّه بيده حربة من نور . . . فيلحقه النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ( أي لإبليس ) فيطعنه طعنة بين كتفيه ، فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه ، فعند ذلك يعبد اللّه عز وجل ولا يشرك به شيئا »[17].

ومما ورد حول الرجعة في الزيارات المأثورة المروية عن الأئمة المعصومين عليهم السّلام :

1 - في الزيارة الجامعة المروية عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف والتي يزار بها كل إمام من أئمة أهل البيت عليهم السّلام ، تقول :

« . . . مؤمن بإيابكم ، مصدق برجعتكم ، منتظر لأمركم ، مرتقب لدولتكم . . . » .

2 - في زيارة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف والتي صدرت من ناحيته المقدسة تقول :

« . . . وإن رجعتكم حق لا ريب فيها . . . » .

3 - وعند الانصراف من زيارة كل إمام من الأئمة الطاهرين ووداعه تقول :

« . . . وحشرني في زمرتكم . . . ومكنني في دولتكم ، وأحياني في رجعتكم ، وملّكني في أيامكم . . . » .

رجعة الحسين عليه السّلام وعدد من الأنبياء عليهم السّلام :

« ويقبل الحسين في أصحابه الذين قتلوا معه ومعه سبعون نبيا ، كما بعثوا مع موسى بن عمران . . . »[18].

وتشير بعض الروايات إلى أن أول من يرجع إلى الدنيا الإمام الحسين عليه السّلام .

منها ما روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي عليه السّلام . . »[19].

وعنه أيضا عليه السّلام :

« إن أول من يكر في الرجعة الحسين بن علي عليه السّلام ، ويمكث في الأرض أربعين سنة ، حتى يسقط حاجباه على عينيه »[20].

وعنه أيضا عليه السّلام قال عندما سئل : من أول من يخرج ؟

فقال عليه السّلام :

« . . . الحسين . . . يخرج على أثر القائم »[21].

وقال عليه السّلام في تفسير وتأويل قوله تعالى : ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ[22].

« خروج الحسين في سبعين من أصحابه ، عليهم البيض المذهبة . . .

يؤدون إلى الناس : إن هذا الحسين قد خرج ، حتى لا يشك المؤمنون فيه . . . والحجة القائم بين أظهرهم فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين ، جاء الحجة الموت ، فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته : الحسين بن علي عليهما السّلام ، ولا يلي أمر الوصي إلا الوصي »[23].

رجعة بعض وزراء المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :

عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد اللّه الصادق عليه السّلام :

« يا مفضل ، أنت وأربعة وأربعون رجلا تحشرون مع القائم ، أنت على يمين القائم تأمر وتنهي والناس إذ ذاك أطوع لك منهم اليوم »[24].

وعن أبي عبد اللّه البرقي قال : نظر أبو عبد اللّه عليه السّلام إلى داود الرقي قد ولى فقال :

« من سرّه أن ينظر إلى رجل من أصحاب القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، فلينظر على هذا . وقال في موضع آخر : أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد رحمه اللّه »[25].

رجعة المؤمنين من أنصار المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :

عن المفضل بن عمر قال : ذكرنا القائم ومن مات من أصحابنا ينتظره فقال لنا الإمام الصادق عليه السّلام :

« إذا قام أتي المؤمن في قبره ، فيقال له : يا هذا ، إنه قد ظهر صاحبك ، فإن تشأ أن تلحق به فالحق ، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم »[26].

عن الإمام الباقر عليه السّلام أنه قال :

« كأني بعبد اللّه بن شريك العامري عليه عمامة سوداء . وذؤبتاه بين كتفيه مصعدا في لحف الجبل بين يدي قائمنا أهل البيت ، في أربعة آلاف مكرون ومكرورون »[27].

وفيما نقل عن أهل البيت عليهم السّلام أنهم كانوا يأمرون شيعتهم بالدعاء والتوسل إلى اللّه تعالى ، كي يعيدهم إلى الحياة بعد ظهور الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف حتى يدركوا أيامه المباركة وحكومته الميمونة ، ولذا كانوا يعلمون شيعتهم الأدعية التي يدعى بها في هذا المجال والتي منها :

1 - الدعاء المروي عن الإمام الصادق عليه السّلام والمعروف بدعاء العهد وفيه :

« . . . اللّه إن حال بيني وبينه ( أي الإمام المهدي ) ، الموت - الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا - فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني ، شاهرا سيفي ، مجردا قناتي ! ملبيا دعوة الداعي . . . . » .

2 . ورد في زيارة الإمام الهادي والإمام العسكري عليهما السّلام في سامراء أنك تقول :

« . . . وإن حال بيني وبين لقائه الموت - الذي جعلته على عبادك حتما ، وأقدرت به على خليقتك رغما - فابعثني عند خروجه ظاهرا من حفرتي ، مؤتزرا كفني ، حتى أجاهد بين يديه ، في الصف الذي أثنيت على أهله في كتابك ، فقلت : كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ . اللّهم إني أدين بالرجعة ، بين يدي صاحب هذه البقعة . . . » .

وغيرها من الأدعية المذكورة في كتب الأدعية . . .

رجعة أعداء المؤمنين للانتصاف منهم :

عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« إذا قام قائمنا رد اللّه كل مؤذ للمؤمنين في زمانه في الصورة التي كانوا عليها وفيها بين أظهرهم ، لينتصف منهم المؤمنون »[28].

وعنه أيضا قال :

« اتقوا دعوة سعد ، قال : نعم ، قلت : وكيف ذلك ؟ قال : إن سعدا يكر فيقاتل عليا »[29].

وعن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام فقلت : إنا نتحدث أن عمرو بن ذر لا يموت حتى يقاتل قائم آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال :

« إن مثل ابن ذر مثل رجل في بني إسرائيل يقال له عبد ربه ، وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة فمات ، فكانوا يلوذون بقبره ويتحدثون عنده ، إذ خرج عليهم من قبره ينفض التراب من رأسه ويقول لهم كيت وكيت »[30].

وهذه الأسماء المذكورة في الروايتين المتقدمتين ( سعد وعمرو بن ذر ) وفيها ما يتعلق برجعتهما ، يبدو أنهما كانا من أشد أعداء الأئمة عليهم السّلام ، وكذا رجعة أمثالهم من الطغاة والمنافقين مصاديق مما تقدم من رجعة أعداء الأنبياء في العصور المختلفة واقتصاص النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأئمة منهم .

بين الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وقيام الساعة :

أشرنا في البحوث المتقدمة إلى الخلط والاشتباه الحاصل بين الروايات الدالة على علامات الظهور والروايات الدالة على قيام الساعة والذي ولد في الأذهان فكرة حاصلها أن قيام الساعة وانتهاء العالم يرتبط بظهور الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ثم رحيله عن هذا العالم .

والموضوع الذي نود معالجته في هذه الفقرة يتمحور حول الإجابة عن السؤال التالي :

هل ينتهي عمر الدنيا ويكون فناءها وقيام الساعة بعد وفاة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ( بأربعين يوما كما دلّت على ذلك بعض الروايات ) ؟ ؟

وهل أن قيام الساعة يكون على شرار الخلق أم أن ذلك يتزامن مع وجود الدولة المهدوية التي تكون محكومة من خلال قيادة الأئمة المعصومين عليهم السّلام أو الأولياء الصالحين ؟ ؟ ؟

في المصادر العامية إشارة واضحة وصريحة بحسب تتبع الروايات الموجودة في كتبهم إلى أن قيام الساعة يكون على شرار الخلق ، وعند ابتعاد الناس عن الدين ، وفساد المجتمع أو انهيار القيم الأخلاقية و . . . وهذه الأخبار في الميزان الشيعي ساقطة عن الاستدلال حيث يمكن المناقشة في سندها من جهة وتأويلها من جهة أخرى .

وبغض النظر عن النقاش في سند هذه الأخبار فإن الأحاديث التي تشير إلى وجود شرار الخلق وفساد المجتمع ناظرة إلى فترة أو عصر ما قبل الظهور الذي يسبقه الفسق والفجور وحكم الظالمين والأشرار ثم يعقبه ظهور الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ليقوم بأعظم عملية إصلاح وتغيير على المستوى الديني والأخلاقي والاجتماعي ، ولعل هذا هو الدور الأبرز له عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

ويضاف إلى ذلك ما تقدم من أن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يقوم ببناء دولة إسلامية لها خصائص ومميزات من حيث نشر العدل بين الناس والقضاء بأحكام اللّه واستئصال المنحرفين والظالمين ، وعدم بقاء بقعة في الأرض إلا وينادي فيها بكلمة التوحيد وغيرها من الأمور الدالة على أن هذه الدولة تؤسس للعدل إلى قيام الساعة وهذا يتنافى مع إمكانية وجود شرار الخلق وقيام الساعة عليهم .

حيث لامكان لهم في ظل هذه الدولة ، بل كل الروايات والأحداث تتحدث عن فنائهم عن بكرة أبيهم .

وفي الروايات ما يؤيد استمرار هذا الجو ( العدالة والإصلاح وبقاء الأولياء الصالحين إلى يوم القيامة ) .

فعن الإمام الرضا عليه السّلام عن آبائه عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في حديث طويل أنه قال :

« فنوديت : يا محمد أنت عبدي وأنا ربك - ويستمر الحديث إلى ذكر آخر الأئمة الاثني عشر المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فيقول : حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي . ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة »[31].

عن الإمام الباقر عليه السّلام أنه قال :

« دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل البيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا ، لئلا يقولوا ، إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء ، وهو قول اللّه عز وجل وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ » *[32].

فهذه الروايات تدل على أنه ليس بعد دولة أهل البيت عليهم السّلام التي هي دولة الحق أية دولة من حين قيامها . إلى آخر عمر البشرية ، وهي دولة ليس فيها أشرار من الناس ، وليس فيها فساد أخلاقي ولا انهيار اجتماعي .

وأيضا . . . إن دولة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هي الدولة التي وعد اللّه سبحانه وتعالى عباده بأن تكون الدولة الإسلامية النموذجية في آخر الزمان والتي يستحيل أن تقوم بعدها دولة تخالف الإسلام ، وهي الدولة التي سيطبق فيها الإسلام على كل الناس ومن خلالها تمحى آثار الظلم والعدوان وكذلك كل رموز الظلم والطغيان في هذه الأرض .

ومحصل ذلك هو بقاء المجتمع الصالح وأفراده في آخر الزمان الذين بهم ينتهي عمر هذه الدنيا .

 

[1] راجع ، الإلهيات ، الشيخ السبحاني ، ج 2 ، ص 788 .

[2] سورة البقرة ، الآيتان : 72 - 73 .

[3] سورة النمل ، الآية : 83 .

[4] تفسير البرهان ، ج 30 ، ص 310 .

[5] سورة الكهف ، الآية : 47 .

[6] من لا يحضره الفقيه ، الصدوق ، ج 3 ، ص 458 ، ح 4583 .

[7] أجوبة المسائل السرورية ، المفيد ، ص 207 .

[8] بحار الأنوار ، ج 53 ، ح 45 .

[9] كمال الدين ، ص 576 .

[10] بحار الأنوار ، ج 53 ، ص 63 .

[11] المصدر نفسه ، ص 136 ، نقلا عن المسائل السروية للشيخ المفيد .

[12] المصدر السابق ، نقلا عن رسالة للسيد المرتضى جوابا على أسئلة أهل الري .

[13] المصدر نفسه .

[14] بحار الأنوار ، ج 53 ، ص 39 ، باب 29 .

[15] المصدر نفسه ، ص 39 ، باب 29 ، ح 2 .

[16] المصدر نفسه ، ص 74 - 75 ، باب 29 ، ح 75 .

[17] المصدر نفسه ، ص 42 - 43 ، باب 29 ، ح 12 .

[18] المصدر السابق ، ص 103 ، باب 29 ، ح 130 .

[19] المصدر نفسه ، ص 39 ، باب 29 ، ح 1 .

[20] المصدر نفسه ، ص 63 - 64 ، باب 29 ، ح 54 .

[21] منتخب الأنوار المضيئة ، السيد النيلي .

[22] سورة الإسراء ، الآية : 6 .

[23] راجع تفسير البرهان ، السيد البحراني ، تفسير سورة الإسراء .

[24] دلائل الإمامة ، ص 248 .

[25] معجم رجال الحديث : ج 7 ، ص 124 ، عن الكشي .

[26] حق اليقين ، السيد عبد اللّه شبر ، ج 2 ، ص 14 .

[27] البحار ، ج 53 ، ص 76 ، باب 29 ، ح 81 .

[28] دلائل الإباحة ، ص 247 ، نقلناه عن معجم أحاديث الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ج 4 ، ص 95 ، ح 1162 .

[29] البحار ، ج 53 ، ص 75 ، باب 29 ، ح 76 .

[30] المصدر نفسه ، ص 67 ، باب 29 ، ح 64 .

[31] إكمال الدين - الصدوق .

[32] الغيبة ، الطوسي ، ص 282 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف