الحسين فوق الكلمات ... فوق التصور ... فوق كل خاطرة او فكرة خاضعة للمشاهدة أو الاستماع أو حتى التخيّل ...
ها هو الحسين يعلن للعالم عن بزوغ فجرٍ جديد ، كسر ظلام الخوف والعجز بدمائه الزكية ، وتفجرت منه ملايين الثورات على النفس والظلم .
هكذا فجّر الإمام الحسين عليه السلام كل الطاقات والهمم في أربعينيته المليونية ، موحدا الجميع تحت رايته ، الا من لا ينتمي للإنسان .
هذا الفجر الحسيني ، كان حاضراً بقوة لدى شريحة الصم التي استقت منه روح الإرادة والأمل ولسان حالها يقول " إن مبادئ الحسين لا تحدها الكلمات ، ولا بد من ترجمتها بطرق متنوعة ووسائل مختلفة ، فعمدوا إلى إقامة موكبهم الأول من نوعه في العراق .
الموكب الذي أقام العديد من المجالس الحسينية ، راح يوضح ــ بلغة الإشارة ــ القيم الإنسانية التي نهض من أجلها ابو عبد الله الحسين عليه السلام ، فضلا عما قدمه من خدمات إطعام الزائرين .
يقول مدير مركز الإمام الحسين التخصصي للصم التابع لقسم اعلام العتبة الحسينية المقدسة الخبير الإشاري باسم العطواني " إن احتواء هذه الشريحة جاء برعاية ابوية من الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وقد بدأنا فعلا بتلبية احتياجاتهم الفكرية والعقائدية خلال زيارة الأربعين وإقامة موكب حسيني مخصص لهم ".
ويضيف ، أن " اكثر من (400) اصم من مختلف المحافظات العراقية ــ فضلا عن العرب والأجانب ــ شاركوا في هذا الموكب ، حيث أقيمت خلاله تسعة مجالس عزاء تطرقت لقضية الإمام الحسين عليه السلام وفاجعة الطف بشكل إشاري شيق ( لغة الإشارة ) .
          يذكر ان موكب الإمام الحسين للصم ، كان قد حفل بعدد من الفعاليات الثقافية والدينية كمجلس العزاء وعدد من المحاضرات ، فضلا عن الخدمية منه .