أكّد عضو مجلس إدارة العتبة العبّاسية المقدّسة الدكتور عبّاس رشيد الموسويّ، أنّ الاحتفاء بذكرى الولادة الميمونة والاحتفال بها هو بمثابة استعادةٍ للدروس الخالدة لنبيّ الإنسانيّة، وإعادة إنتاجٍ لما لا يُمكن لعصف التيّارات والاتّجاهات المعادية من المساس بها.

جاء ذلك خلال كلمةٍ ألقاها بالنيابة عن الأمانة العامّة للعتبة المقدّسة، خلال الاحتفال المركزيّ الخاصّ بإحياء ذكرى ولادة أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، وذلك مساء هذا اليوم الاثنين (12 رجب 1443هـ) الموافق لليلة المولد المبارك يوم (14 شباط 2022م).

وأضاف أنّ "الإمام عليّاً هو عِدلُ القرآن، كيف لا وقد كرّمه الرّسولُ بقوله: (إنّ عليّاً مع القرآن والقرآن مع عليّ، لن يفترقا حتّى يرِدا عليّ الحوض)، وما ذلك إلّا لأنّ عليّاً يمثّل بحقٍّ البناءَ الذي بناه وأنشأه الرسول، وقد سما بنفسِهِ وخُلُقهِ ليطبّق كلام الله خيرَ تطبيق، فكان بحقٍّ القرآنَ الناطق".

وبيّن أنّ "الإمام عليّاً(عليه السلام) كان انعكاساً وتجسيداً لآيات الله سبحانه وتعالى، وكانت كلّ حياته ترجمةً ملموسةً وواقعيّة لها، ومثلما وجّهتنا العنايةُ الإلهيّة إلى ضرورة تدبّر القرآن والتمعّن بآياته، فحريٌّ بنا أن نحتفل بتلك الشخصيّة التي وُصِفت بأنّها عِدلُ القرآن".

وأوضح الموسويّ "لابُدّ لنا أن نستذكر نبل وآثار شخصيّة الإمام (عليه السلام) ونستنطق دررها في بناء شخصيّة المسلم، ذلك أنّ تدبّر القرآن يجعل الإنسان يفقه ما فيه، فإذا وعاهُ وفَهِمَه وتَشَرّبَ قلبُه معانيه انعكس على أخلاقه، واصطبَغَ به طبعُهُ وظهرتْ عليه آثارُ كلّ ذلك، وكذلك أنّ التأمُّلَ في حياة الإمام عليّ يوقف الإنسانَ على كنوز، وكلّما عثر على كنزٍ ينبغي له أن يتأمّل ما فيه من دُررٍ ودروسٍ وعِبر، فالإمام هو بابُ الله والطريقُ إلى الله".