روى الكليني في (الكافي) بأسناد معتبر عن سدير الصيرفي، قال : سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول : نعيت الى النبي (صلى الله عليه واله) نفسه، وهو صحيح ليس به وجع، قال : نزل به الروح الأمين، قال : فنادى الصلاة جامعة، وأمر المهاجرين والانصار بالسلاح، فاجتمع الناس، وصعد النبي (صلى الله عليه واله) فنعى اليهم نفسه، ثم قال : اذكر الله الوالي من بعدي على امتي الا يرحم على جماعة المسلمين، فاجل كبيرهم، ورحم صغيرهم، ووقر عالمهم، ولم يضر بهم فيذلهم، ولم يفقرهم فيكفرهم، ولم يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم، ولم يخبزهم في بعوثهم فيقطع نسل أمتي، ثم قال : قد بلغت ونصحت فاشهدوا.

قال الصادق (عليه السلام) : هذا آخر كلام تكلم به رسول الله (صلى الله عليه واله) على منبره.

توضيح : الا : اما تحضيضية او زائدة، أي : اذكره الرحم، وقوله : (ولم يخبزهم في بعوثهم),الخبز : السوق الشديد، والبعوث : الجيوش , وفي (قرب الاسناد) : (ولم يجمرهم في ثغورهم)، وهو أظهر , قال الجزري : (تجمير الجيش جمعهم في الثغور، وحبسهم على العود الى أهلهم).