البراء بن عازب الانصاري (1) من أصحاب الرسول (2) وعلي (3) ، رجال الشيخ (4).

وقال الكشي : روى جماعة من أصحابنا منهم : أبو بكر الحضرمي وأبان بن تغلب والحسين بن أبي العلاء وصباح المزني عن أبي جعفر وأبي عبد الله : أن أمير المؤمنين قال للبراء بن عازب : كيف وجدت هذا الدين؟ قال: كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك، يخف (5) علينا العبادة، فلما اتبعناك ووقع حقائق الأيمان في قلوبنا وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادنا، قال أمير المؤمنين ثم (6) يحشر الناس يوم القيامة في صور الحمير، وتحشرون فرادى فرادى يؤخذ بكم إلى الجنة.

ثم قال أبو عبد الله: ما بدا لكم! ما من أحد يوم القيامة إلا وهو يعوي عوي (7) البهائم: أن اشهدوا لنا واستغفروا لنا، فتعرض (8) عنهم فما هم بعدها بمفلحين.

قال أبو عمرو الكشي : هذا بعد أن أصابته دعوة أمير المؤمنين (9).

فيما روي من جهة العامة : روى عبد الله بن إبراهيم قال : حدثنا أبو مريم الأنصاري ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش قال : خرج علي بن أبي طالب من القصر فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم ، فقالوا : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا مولانا ، فقال علي : من هيهنا من أصحاب رسول الله ؟.

فقام خالد بن زيد أبو أيوب وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وقيس ابن سعد بن عبادة وعبد الله بن بديل بن ورقاء فشهدوا جميعا أنهم سمعوا رسول الله  يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

فقال علي  لأنس بن مالك والبراء بن عازب : ما منعكما أن تقوما فتشهدا؟ فقد سمعتما كما سمع القوم! ثم قال : اللهم إن كانا كتماها معاندة فابتلهما ، فعمي البراء بن عازب ، وبرص قدما أنس بن مالك ، فحلف أنس ابن مالك ألا يكتم منقبة لعلي  ولا فضلا أبدا ، وأما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله فيقال : هو في موضع كذا وكذا ، فيقول : كيف يرشد من أصابته الدعوة (1).

__________________

1 ـ الخزرجي ، كنيته : أبو عامر ، جخ ، ( م ت ).

2 ـ رجال الشيخ : 27 / 3.

3 ـ رجال الشيخ : 58 / 2.

4 ـ مشكور بعد أن أصابته دعوة أمير المؤمنين 7 في كتمان حديث غدير خم ، فعمي ، صه ، ( م ت ). الخلاصة : 24 / 3.

5 ـ في المصدر : تخف.

6 ـ في المصدر زيادة: فمن ثم...

7 ـ في المصدر: عواء.

8 ـ في المصدر وفي نسخة ( ت ) : فنعرض.

9 ـ رجال الكشي 44 / 94.

10 ـ رجال الكشي : 45 / 95.