سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر .. كان من أجل علماء عصره قال قتادة : ما رأيت أحدا قط أعلم بالحلال والحرام منه وروى محمد بن إسحاق عن مكحول قال : طفت الأرض كلها في طلب العلم فما لقيت أعلم منه وقال ابن المديني : لا أعلم في التابعين أوسع علما من سعيد بن المسيب وروى الليث عن عن يحيى بن سعيد قال : كان ابن المسيب يسمى راوية عمر كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته .

ووردت أقوال مماثلة تدل على سمو مكانته العلمية وأنه من أفاضل علماء عصره.

وقد روى عن الامام زين العابدين (عليه السلام) الشيء الكثير ولازمه وأخذ عنه الكثير من مسائل الحلال والحرام.

واختلف المترجمون له في وثاقته على أقوال فذهب بعضهم إلى وثاقته مستندا إلى بعض الأخبار الدالة على ذلك وذهب آخرون إلى تجريحه وعدم وثاقته ومال سيدنا الأستاذ الخوئي إلى التوقف في أمره وذلك لعدم تمامية سند المدح والقدح فيه وروى عمرو بن ميمون عن أبيه قال : قدمت المدينة فسألت عن أعلم أهل المدينة فدفعت إلى سعيد بن المسيب ومعنى ذلك أن السلطة الأموية قد دفعته إلى السؤال عنه وأنها هي التي تبنته.

وقال أبو إسحاق : كنت أرى الرجل في ذلك الزمان وأنه ليدخل يسأل عن الشيء فيدفعه الناس من مجلس إلى مجلس حتى يدفع إلى مجلس سعيد بن المسيب كراهية للفتيا وكان سعيد بن المسيب ولعا بالغزل فكان ينشده في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) .

توفى في يثرب سنة 94هـ في خلافة الوليد وهو ابن خمس وسبعين سنة وقيل توفى سنة  93هـ.