تكيف الحشرات مع البيئة (Adaptability)

هناك حقيقة ثابتة بأنه لا يوحد حيوان استطاع أن يكيف نفسه مع كل البيئات الموجودة علي سطح الأرض مثل الحشرات. فهي تستعمر جميع البيئات فوق الأرض وفي الماء وفي الهواء، ومن العجيب أنها تستعمر أيضا ثلوج المناطق القطبية و آبار البترول، كما أنها توجد في الينابيع الحارة حيث تصل درجة الحرارة إلى ما يزيد علي ٥٠ درجة مئوية، وتوجد أيضا في البحيرات المالحة وفي الصحراء الجرداء كما توجد في المناطق الخصبة سواء بسواء. فلكل البيئات الموجودة علي سطح الأرض نصيبها من الحياة الحشرية.

وللحشرات قدرات غريبة علي الاستفادة من كل مصادر الغذاء المتاحة، فمنها ما يتغذى علي المواد المتعفنة ومنها ما يتغذى علي الخشب، ومنها ما يتغذى علي الجلود، ومنها ما يتغذى علي عينات المتاحف، حتى المومياوات لها ما يتغذى عليها من الحشرات. ومن الطريف أن بعض الحشرات تتغذى على الأفيون والشطة والسجاير والخل مما يدل على شدة مراسها وقدرتها علي التحمل. ومما يزيد من قدرة وكفاءة الحشرات من هذه الناحية تحور أجزاء فمها تركيبيًا وشكليًا بما يناسب طبيعة ونوع الطعام الذي تتغذى عليه. فبينما نجد أن معظم الحشرات التي تتغذى علي مواد صلبة كالجراد و الصراصير لها أجزاء فم قارضة نجد أن أجزاء فم البعوض و البراغيث التي تمتص الدم كغذاء لها من الإنسان و الحيوانات الأخرى قد تحورت إلى إبر ثاقبة ماصة. وفي حشرات أخرى كالفراش و أبو الدقيق نجدها قد تحورت إلى أنابيب طويلة لامتصاص رحيق الأزهار أما في النحل و الزنابير نجد أنها قد تحورت إلى ملعقة للعق الأزهار.