منشأ الكتان

ترجع زراعة الكتان الى عصور ما قبل التاريخ الغابرة حيث وجدت نباتات الكتان في الكهوف منذ العصر الحجري في سويسرا. وقد مارس المصريون القدامى صناعة الاقمشة الناعمة من الياف الكتان حيث وجدت المنسوجات الكتانية في مقابرهم. يحتمل انه زرع لأول مرة في جنوب اسيا وفي منطقة البحر الابيض المتوسط. اما نبات الكتان الموجود حاليا فيعتقد انه نشاء نباتيا من النوع البري (Linum angustifolium (wild flax المنتشر في مناطق حوض البحر الابيض المتوسط والذي انحدر من تهجينات طبيعية بين 2 - 3 اصناف نباتية.

ان هذا الكتان البري هو النوع الوحيد الذي يمكن تهجينه بالكتان المزروع بصورة مباشرة، وهذا يؤيد الاعتقاد بأن الكتان المزروع حاليا قد نشأ من الكتان البري المذكور. اما في منطقة البحر الابيض المتوسط فقد انتشرت زراعته منذ فترة طويلة وذلك لسهولة نسجه واستخدامه في المنازل بكثرة، ثم انتقلت زراعته بعد ذلك الى اوربا وبقية دول آسيا والى القارة الامريكية.

لقد كان الكتان يزرع في العراق في العهد العثماني قبل الحرب العالمية الاولى وزراعته كانت معتمدة على الامطار في شمال العراق وعلى مساحات محدودة بهدف استخراج الزيت من بذوره.

بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى اهتمت الدوائر الزراعية بزراعته فتم تأسيس مزرعة حكومية في الرستمية على نهر ديالى جنوب شرقي بغداد في عام 1919 واستقدمت الخبراء لذلك واستوردت هذا الغرض البذور من مصر والهند وامريكا ان اصناف الكتان الخاصة بالألياف هي التي نجحت زراعتها اولا في العراق الا ان الصعوبة في عمليات الحصاد والتعطين والتمشيط التي جعلت ضرورة الاتجاه الى الاهتمام بزراعة اصناف الكتان الخاص بالبذور. الا ان هناك تجارب عديدة في الوقت الحاضر تهدف الى ايجاد اصناف ثنائية الغرض (للألياف والبذور). فبالرغم من نجاح زراعة الكتان في القطر العراقي الا ان جهودا يجب أن تبذل من قبل المعنيين سواء كان ذلك في مجال الحصول على الزيت او الالياف وخاصة من ناحية النوعية المطلوبة او الكمية الانتاجية العالية لكل منهما.