العناصر الطباعية للصحيفة- أولاً : الحروف 

تعد الحروف أهم العناصر الطباعية، حيث تمثل المادة الأساس للإخراج الصحفي، تبعاً لكونها أداة التعبير عن المتون الصحفية التي تعد المادة الأهم في سياق المضامين المقدمة في الصحافة، ولقد شهدت صناعة الحروف العربية تطورات كبيرة خلال السنوات الماضية، حتى أسفرت عن اكتشاف العديد من أشكال الحروف المعاصرة، ولا سيما مع التطورات الكبيرة في مجال الاستعانة بالحاسبات الآلية في جمع الحروف بأنواعها وأحجامها المختلفة كما يحدث الآن في برامج الصف الآلي، وبرامج إنتاج الصفحات.

ولعل من المناسب هنا الإشارة إلى أن نجاح الحروف في أداء دورها المهم في سياق بناء الوحدات الطباعية، يستدعي أن تكون الحروف المستخدمة واضحة ومفهومة من قبل القراء، كما يجب أن تكون ذات جاذبية فعالة، مع أهمية مراعاة عدم خروج هذه الجاذبية عن نطاق تعضيد المتون التي تجسدها، حتى لا تستأثر باهتمام القراء لذاتها دون ما تحويه من معان وتتأثر قدرة الحروف على أداء دورها في جذب القراء باعتبارات تصميمها، حيث إنه من المهم - في إطار الجهود الحديثة لاكتشاف أشكال جديدة للحروف - أن تتعاضد آراء أساتذة الإخراج الصحفي، والعاملين المهنيين في هذا المجال مع آراء الطباعين الذين يجب ألا يتصدوا وحدهم لعمليات الاكتشافات هذه، ذلك أن تركيزهم ينصب على القيمة الاقتصادية والجمال الهندسي في الأشكال المقدمة للحروف دون العناية بحقائق يدركها أساتذة الإخراج، والعاملون المهنيون في هذا المجال وهي المتعلقة بمدى قدرة الأحرف المكتشفة على تحقيق يسر القراءة (Readability) من خلال سهولة تعرف القراء عليها، إضافة إلى مدى قدرتها على الاستجابة لعامل الوضوح الخاص برؤية القراء لها (Legibility or Visibility) الذي يعني سرعة ملاحظتهم للأحرف متفرقة أو مجموعة في سطر طباعي معين، وبالذات في صف العناوين وإضافة إلى هذه المتغيرات المتعلقة بصناعة الحروف فإن ثمة اعتبارات مهنية ترتبط بصناعة الحروف وباستخداماتها الطباعية، وتؤثر في قدرتها على دعم عمليات يسر وسهولة القراءة.