مدخل إلى الإخراج الصحفي  

يمثل الإخراج الصحفي إحدى خطوات إنتاج الصحيفة، وهي الخطوة ذات العلاقة بالشكل الذي تظهر به الصحيفة لقرائها، معبرة عن المضمون الذي تشتمل عليه ومتأثرة بمعطياته  وذلك من حيث العناصر الطباعية المستخدمة في بناء الوحدات الطباعية المنشورة، ومن حيث توزيع هذه الوحدات على صفحات الصحيفة، وعلى هذا فالإخراج الصحفي عمل متكامل يبدأ دوره عند الانتهاء من تحرير المواد الصحفية المراد نشرها، وهو بذلك مفهوم أشمل مما ورد في عدد من الكتابات في هذا المجال، التي ترى أنه مقابل لمفهوم التيبوغرافيا Typograohy حيث تربط بعض الدراسات بين هذين المصطلحين، وتعاملهما على أنهما يشيران إلى شيء واحد، يتمثل في إعداد الوحدات الطباعية وتوزيعها على الصفحات، بخلاف ما تراه كتابات أخرى تؤكد أنهما شيئان مختلفان، حيث إن التيبوغرافيا هي علم وفن الهيئات المطبوعة، ويقصد بها الوحدات الطباعية التي تتكون من العناصر الطباعية المختلفة، كالحروف بمختلف أشكالها وأنواعها واستخداماتها (حروف المتون وحروف العناوين وأنواعها) وبمختلف طرق إنتاجها (خطوط يدوية وخطوط آلية) إضافة إلى الصور الظلية والخطية وعناصر الفصل (الجداول، والفواصل، والإطارات) ..... الخ .

أما الإخراج الصحفي فيعني توزيع هذه الوحدات الطباعية فوق حيز الصفحة تبعاً لأهداف يسعى لتحقيقها، كإبراز وحدات معينة مع العمل على عرض جميع الوحدات بما يهيئ للقراء الاطلاع عليها في يسر وسهولة وبالرغم من اتفاق المؤلف مع الرأي الأخير القائل بالفصل بين المصطلحين، إلا أنه يذهب إلى الاعتقاد أن التيبوغرافيا ليست سوى جزء من عمليات الإخراج الصحفي يختص ببناء الوحدات الطباعية التي تستخدم في عمليات الإخراج التالية، المتمثلة في إعداد الأشكال والتصاميم الأساس للصفحات .