العوامل المؤثرة في النقل الجوي

على الرغم من أن الإنسان اخترع آلة تتخذ من الجو مطية، مما ساعدها على التخلص من العقبات على سطح الأرض مثل المرتفعات والمسطحات المائية والغابات وبحور الرمال وغيرها. إلا أن هذه الوسيلة، وإن كانت تطير في الجو، فهي لازالت تتأثر بما على سطح الأرض من ظواهر حيث يظهر تأثيرها (الظاهرات في المسارات التي تسلكها وسيلة النقل الجوي من جهة وأماكن هبوطها وإقلاعها (المهابط والمطارات) وفی ارتفاعاتها من جهة أخرى بالإضافة إلى أن هذه الوسيلة تتأثر بعوامل الربح والخسارة الناجمة عن استعمالها وأهم العوامل المؤثرة ... في النقل الجوي بصفة عامة هي ما يلي: 

- العوامل الطبيعية: تبرز عدة عوامل طبيعية لها تأثير مباشر وغير مباشر على النقل الجوي ووسائله ومنشآته وأهمها:

- المناخ : من المعروف أن الغلاف الجوي هو المجال الذي تتحرك فيه وسائل النقل الجوي، وبالتالي فهي تتأثر بما يحدث فيه من تغيرات فكما هو معلوم أن الغلاف الجوي يتركب من عدة طبقات تختلف في نسبة غازاتها أو في درجة كثافة هذه الغازات, والدراسات التي أجريت على هذه الطبقات الحساب النقل الجوي وغيره، اتضح منها أن الطبقة الأولى (الترابوسفير) هي أنسب الطبقات التي يمكن لوسائل النقل الجوي أن تتحرك فيها فهي تحتوي على نسبة جيدة من ... غاز الأوكسجين اللازم للحياة، وتحدث فيها مظاهر الطقس المختلفة من سحب وضباب وأمطار وثلوج وبرد ورياح أفقية ورأسية وارتفاع وانخفاض في معدل الضغط الجوي واعتدال درجة الحرارة، بالإضافة إلى أن غاز الأوكسجين الذي يوجد في هذه الطبقة بنسبة كافية من تفضيلها على بقية الطبقات على الرغم من أن بعض هذه الطبقات يتميز عن الطبقة الأولى بالهدوء والاستقرار(طبقة الاستراتوسفير)، وليس معنی ذلك أن الطيران في الطبقة الأولى أمن تماما فهو لايزال يتأثر بالتغيرات التي تحدث في درجات الحرارة والرياح ونسبة الرطوبة والتكاثف بأشكاله المختلفة هذا التأثير يتضح في توقف حركة الطيران في بعض الأحيان والكوارث التي تحدث لوسائل النقل الجوي من جهة أخرى .

إن الطيران يتطلب من قائد الطائرة أن يكون على اتصال دائم ومستمر بالأرض (برج المراقبة) للتعرف على مظاهر الطقس التي تم رصدها في محطات الأرصاد التابعة للمطارات المختلفة وأهم هذه المظاهر التي يجب التعرف عليها أثناء الطيران هي:

1- الضغط الجوي في المجال الذي تتحرك فيه الطائرة وفي منطقة المطار المقصود، والذي يهم قائد الطائرة هو التعرف على مناطق الضغط المنخفض العميقة لتفاديها.

2- سرعة الرياح واتجاهاتها للتعرف على مدة الطيران واحتياجات الطائرة من الوقود حتى تصل إلى الجهة المقصودة دون أن تتعرض إلى السقوط نتيجة لنفاد الوقود, وسرعة الرياح تؤثر في سرعة الطائرة وبالتالي على درجة استهلاك الوقود أثناء الطيران، ومن تم الوقت الذي تستغرقه الرحلة، وهذا يتوقف على ما إذا كانت الطائرة تطير في اتجاه الرياح أو ضدها، فإذا كانت مع اتجاه الرياح فإن كمية الوقود المستهلكة ستكون أقل، كما أن زمن الرحلة سيقصر أما إذا كان عكس اتجاه الرياح فيحدث العكس.

3- درجة الحرارة، إن معرفة التغيرات التي تحدث عليها وعلى الضغط الجوي مهم، للتعرف على كثافتها والتي تحدد طاقة وقدرة الطائرات على الارتفاع: فكما هو معلوم أن الطائرات تحتاج إلى سرعات أكبر على الممرات عند الإقلاع والهبوط في حالة ما إذا كانت كثافة الهواء منخفضة والعكس أيضا صحيح.

4- الرطوبة ومظاهر التكاثف التي تنجم منها (ضباب سحب أمطار ثلوج وغيرها) باعتبارها تؤثر في مدى الرؤية. وتزداد الرؤية صعوبة إذا ما اختلطت المظاهر السابقة او مظهر منها بعناصر أخرى مثل الأتربة والأدخنة وغيرها، بالإضافة إلى صعوبة الرؤية فإن بعض هذه المظاهر كالثلوج الغزيرة مثلا كثيرا ما تؤدي إلى إغلاق المطارات في وجه الملاحة الجوية وبالتالي توقفها فترة قد تطول أو تقصر.

وفي هذا السياق كذلك يجب التعرف على مسارات العواصف الترابية في المناطق الصحراوية لأنها هي الأخرى تؤدي إلى إضعاف الرؤية, من العرض السابق يتضح أن التعرف على عناصر الطقس مهم جدا لتحديد ما إذا كان الطقس ملائما للطيران أم لا وعلى العموم يجب معرفة أن عملية الطيران بالنسبة للطائرات الكبيرة تختلف في قواعدها عن عملية الطيران بالنسبة للطائرات الصغيرة، فعملية الطيران بالنسبة للطائرات الصغيرة تتم وفق قواعد الطيران المرئي visual flight rules أما الطائرات الكبيرة فتتم عملية طيرانها وفق قواعد الطيران الآلي instrument flight rules .