المعايير الجغرافية لتحديد منطقة بعد تحديد منطقة النواة وتحليل دورها في تأسيس منطقة الدولة، والإسهام في الحفاظ على استمرارها وبقاءها، من المهام الأولى للجغرافي عند دراسة الدولة، وتلك مهمة من أصعب المهام التي يواجهها الجغرافي المبتدئ نظرا لعدم الاتفاق على معايير محددة لذلك وعدم وجود دراسات كافية تعالج هذا التحديد بالإضافة إلى قلة خبرته.

وعلى الرغم من ذلك هناك شبه اتفاق على أن معايير تحديد منطقة النواة تختلف من دولة الأخرى حسب خصائصها الجغرافية، في حين طرح حميد (١٩٩٧) معايير متنوعة لتحديد منطقة النواة حصرها في:

(1) السكان.

(٢) المساحة.

(٣) شبكات النقل.

(4) النشاط الاقتصادي.

(5) المعيار الدفاعي وقلل من أهميته معللا ذلك بانهيار وتلاشي فكرة العمق الاستراتيجي في عصر المقذوفات بعيدة المدى، في حين أنه لا يمكن إهمال هذا المعيار والتقليل منه، لأن النواة تتطلب منطقة جغرافية تحمل من المظاهر الطبوغرافية ما يوفر لها الحماية ويسهل الدفاع عنها ضد الهجمات القائمة من الخارج.

 (6) المعيار التاريخي ورأى أنه من الوهن بان يؤخذ في الاعتبار، وهذا عكس ما ترمي إليه الجغرافيا السياسية في معالجة فكرة منطقة النواة، فالهدف من دراسة وتحديد منطقة النواة في الجغرافيا السياسية ينصب في الأساس علي المعيار التاريخي، و ذلك لتحديد دور وأهمية منطقة النواة في نشأة الدولة وبناء منطقتها السياسية والترويج لفكرة الدولة، ودورها في الحفاظ على استمرار وتماسك هذه الدولة، ثم بعد ذلك تأتي المعايير الأخرى مكملة لهذا المعيار.