طــــرق النقـــل:

تتميز اهمية النقل بكونها ترتبط بشكل مباشر ببقية اوجه النشاط الاقتصادي والاجتماعي سواء أكانت صناعية ام زراعية ام ثقافية، بل أنّ نجاح العديد من الانشطة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية يتوقف على مدى كفاءة قطاع النقل, ويعد النقل احد اهم العوامل في القوة السياسية للدولة ، كما تعد طرق المواصلات من العوامل الموحدة للدولة والمشجعة على التكامل بين السكان وتوحيد مشاعرهم بالانتماء الواحد ، الى جانب طرق المواصلات الاقتصادية والعسكرية, ولنا أنْ نتصور حال الدولة اذا توقفت حركة النقل فيها وما يترتب على ذلك من شلل كامل في نقل السلع والاشخاص ، ولا جدال في أنّ الدفاع عن الدولة يصبح مستحيلاً هو الآخر من دون توافر طرق النقل للأفراد والمعدات من مكان لآخر على وفق المتطلبات العسكرية ويتجلى ذلك فيما يعرف بالطرق الاستراتيجية سواء أكانت سكك حديد، ام طرق للسيارات، وكثيرا ما تكون الدواعي  العسكرية هي العامل الرئيس لأنشاء الطرق في المناطق الصعبة لتسهيل حركة النقل الحربي، ويبدو دور النقل في القوة السياسية للدولة في امرين احدهما خارجي يتمثل في خطوط الاتصال بين الدولة وغيرها من الدول للحصول على المواد الخام وتسويق منتجاتها، ويشمل ذلك استخدام السفن والموانئ والقنوات الملاحية والطرق البرية عبر اراضي دول الجوار، اما الامر الآخر فهو داخلي يتمثل في وسائل النقل والطرق الداخلية على رقعة الدولة.

على هذا الاساس فان طرق النقل عنصر ضروري لقوة الدولة فهي لا تقتصر اهميتها على تسهيل حركة البضائع ، أو الاشخاص. بل تسهم في ازالة الفوارق ، وتوطيد الروابط الاجتماعية ، وأنّ غياب طرق النقل ، أو ضعفها يعد من عوامل ضعف الدولة, فهي تثبت الوحدة السياسية ، وضعفها يساعد على العصيان والتمرد اذا كانت الدولة تتكون من مجموعة قوميات ، وعناصر بشرية غير متجانسة.

إنّ اولى المتطلبات الاساسية لبناء قوة اقتصادية ، وسياسية ، وعسكرية لمنطقة الدراسة لمواجهة التحديات الاقليمية هي وضع خطط مبرمجة لتنمية الموارد الطبيعية ، والبشرية لتطوير القدرات الاقتصادية في منطقة الدراسة . ولا يمكن عزل عملية التخطيط ، والتنمية الشاملة عن احد ابرز مستلزماتها الا وهي تطوير شبكة الطرق.