تمييز الحدود الدولية عن الأوضاع الناشئة عن حالة الحرب: 

للتمييز بين الحدود الدولية وبين الأوضاع الناشئة عن حالة الحرب ( خطي وقف إطلاق النار وخط الهدنة ) يجب أن نبحث الموضوع من خلال محورين أو نقطتين نخصص الأولى لتعريف خط إطلاق النار والثانية لتعريف خط الهدنة وبعد ذلك يتضح الفرق بينهما وبين الحدود الدولية , وعليه سوف نتناولهما بالبحث تباعا:

خط وقف إطلاق النار:

يمكن تعريفه بأنه خط وهمي فاصل بين قوات مواقع الطرفين المتحاربين خلال فترة قصـيرة من الزمــــــــن ⁽¹⁾, هذا وان اتفاق وقف إطلاق النار ذو طبيعة عسكرية بحتة وليس له صفة سياسية , وعلاوة على ذلك فان هذا الاتفاق ذو طبيعة مؤقتة, ويجب الاتفاق على خط معين فاصل للمواقع التي تمثلها قوات الفريقين أو جزء منها قبل صدور وقف إطلاق النار, وعليه إن خلال فترة وقف القتال لا يجوز لقوات الطرفين أن تتعداه⁽²⁾.

ومن الجدير بالذكر إن خط وقف إطلاق النار ينشأ نتيجة لظروف الحرب والضرورات الحربية , هذا وقد يرى القادة الحربيون في منطقة معينة إيقاف القتال بينهما بقصد نقل الجرحى أو دفن الموتى وغير ذلك من الأمور الأخرى التي يقتضيها القتال ⁽³⁾.

وبما أن فترة بقاء هذا الخط قصيرة , لذا يجوز لقوات الطرفين أن تتعداه عندما تنتهي فترة إيقاف القتال ولا تترتب أية نتائج على هذا الخط في المستقبل , وبمعنى أكثر دقة لا يمكن اعتباره خطا للحدود السياسية بين الدولتين⁽⁴⁾, وذلك لان الطرف المنتصر يقف خارج حدوده دائما.

وحري بالبيان إن قرار وقف إطلاق النار لم يدخل في مجال التنظيم الدولي على وفق اتفاقيات لاهاي أو ميثاق عصبة الأمم , ولكن ميثاق الأمم المتحدة نص عليه ضمن التدابير المؤقتة التي تقرر إن هذه التدابير لا تخل بحقوق المتنازعين أو بمراكزهم أو مطالبهم⁽⁵⁾.

ومن الأمثلة على ذلك الاتفاق الذي تم التوصل إليه بواسطة جهود وزير الخارجية الأمريكي ( وليم روجرز ) سنة 1970 للعمل على وقف حرب الاستنزاف التي استمرت ستة أشهر تقريبا ً بين مصر وإسرائيل وقد تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين لثلاثة أشهر , وذلك لتيسير السبل أمام المساعي الحميدة التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية , هذا وقد تم تجديد الاتفاق مرتين بعد ذلك لنفس الفترة الزمنية وعلى الرغم من ذلك لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع .

الأصل إن اتفاق وقف إطلاق النار يكون محددا ً بأجل يتفق عليه لإنهائه ِإلا انه قد لا تضع الأطراف المتنازعة أجلا ً محددا ًويكون القصد من ذلك إعطاء الفرصة الكافية للمساعي الحميدة⁽⁶⁾.

ومن الجدير بالذكر إن منظمة الأمم المتحدة تبعث مراقبين من بين موظفيها وذلك لمراقبة تنفيذ قرارات وقف إطلاق النار⁽⁷⁾.

____________

(1) د. جابر الراوي ,مصدر سابق ,ص16.

(2) د. عبد الناصر أبو زيد , مصدر سابق,ص16.

(3) د. صالح محمد محمود بدر الدين, مصدر سابق,ص58.

(4) د. جابر الراوي , مصدر سابق,ص46.

(5) م 40 من  ميثاق الأمم المتحدة.

(6) د.صالح محمد محمود بدر الدين, مصدر سابق,ص60ومابعدها.

 (7) د. جابر الراوي, مصدر سابق,ص47 .