الفائدة في  الفكر الاقتصادي التجاري 

ان المركنتاليين نادوا بتخفيض سعر الفائدة فبالرغم من قولهم بأن النقود منتجة فقد حاولوا تخفيض سعر الفائدة ، ان هذا الموقف اقتضى العمل به نتيجة المصلحة الذاتية للرأسمالية التجارية حيث ان من ميزات هذا العصر ندرة رأس المال السائل في انكلترا في حينها والذي بدأ بالتصنيع وعدم تطوير التسهيلات المصرفية ، ولما كانت الرأسمالية التجارية بحاجة ماسة  الى القروض لذلك كان لزاماً عليها اتخاذ الموقف كذلك اعتقادهم ان انخفاض سعر الفائدة يؤدي الى ازدهار التجارة ، وبما ان التجارة الخارجية هي التي توفر الربح الصافي للمجتمع ، لذا اصبح تخفيض سعر الفائدة مطلباً يخدم المصلحة العامة ، ولقد كان لمفكري  هذا المذهب آراء مختلفة في هذا الصدد وكالآتي :   

ـ يعطي وليم بتي رأيه في الفائدة استناداً الى رأيه في الريع ويقرر بأن سعر الفائدة يقرره ريع الارض وذلك لأن سعر الفائدة سيكون مساوياً لسعر تلك المساحة من الارض التي يشتريها المرء بالنقود المستدان وإلا فلن يجد المقترض من يقرضه بسعر الفائدة دون الريع الذي يمكن لصاحب النقود الحصول عليه من شراء الارض بدلاً من اقراض النقود .

ـ اما جون لوك فقد وضع نظرية عامة عن الفائدة مكملة لآراء وليم بتي ويقيم نظريته في الفائدة انطلاقاً من نظرية بتي في الريع ، اذ يعتقد ان التفاوت في توزيع النقود على الافراد ادى الى تفاوت ما يحصلون عليه من فائدة .

ـ وبالنسبة لنورث فاعتقد بأن سعر الفائدة يتحقق اذا زاد عرض النقود على الطلب عليها ، لذا فإن سعر الفائدة المنخفض ليس هو السبب في ازدهار التجارة الخارجية والحياة التجارية ، بل بالعكس فازدهار الحياة التجارية هو الذي سيؤدي الى انخفاض سعر الفائدة وعلى هذا الاساس يعارض نورث تدخل الدولة لتخفيض سعر الفائدة بصورة مغايرة الى ظروف السوق .

ـ اما دافيد هيوم فانه يتفق مع بتي ولوك ونورث بأن سعر الفائدة المنخفض هو نتيجة لازدهار وتقدم البلد وليس بسبب الإجراء الذي تتخذه الدولة في تخفيض سعر الفائدة كما يدعي التجاريون ، وسعر الفائدة عند هيوم هو مؤشر للحياة الاقتصادية فمتى ما كان منخفض فإن ذلك دلّ على الازدهار الاقتصادي واذا كان مرتفع دل على تعثر الحياة الاقتصادية ، وعارض تدخل الدولة في تحقيق سعر الفائدة مدعياً ان هناك عوامل موضوعية محددة ، ويميز بين عاملين هما العرض والطلب على النقود والارباح الناشئة من التجارة .  

الفائدة في الفكر الاقتصادي الفيزيوقراطي

ان تحليل الفيزيوقراط للفائدة على رأس المال يشوبه الكثير من الالتباس ولم يكن بنفس العمق الذي تميزوا به على المفكرين الذين سبقوهم في التحليل الاقتصادي فكيناي يدعي بأن الفائدة هي تعويض عن كلفة وحصة اندثار ومكافئة المخاطر والمجازفة ، وهذا التفسير غير مقنع فالفائدة وحصة الاندثار هما شيئان مختلفان ، كذلك فإن المكافأة على المخاطر هي في الواقع جزء من التكاليف التي لا تنقسم في استعمال رأس المال فقط .