المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


دراسة في سند زيارة عاشوراء  
  
1838   02:09 صباحاً   التاريخ: 20-6-2019
المؤلف : جعفر التبريزي .
الكتاب أو المصدر : زيارة عاشوراء دراسة السند وتحليل المضمون
الجزء والصفحة : ص66-83.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

ذكر الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) سند زيارة عاشوراء في كتاب (مصباح المتهجد وسلاح المتعبد) بهذه الصورة : صالح بن عقبة وسيف بن عميرة : قال علقمة بن محمد الحضرمى قلت لأبي جعفر (عليه السلام) ... .

ونحن سنبحث بداية رواية صالح بن عقبة عن علقمة بن محمد الحضرمي.

دراسة سند الشيخ الطوسي (رحمه الله) الأول لزيارة عاشوراء رواية صالح بن عقبة (الخياط القماط) عن علقمة بن محمد الحضرمي.

وقد بيّن كل من الشيخين الطوسي والصدوق (قدس سرهما الشريف) طريقه إلى كتاب صالح بن عقبة :

1 ـ طريق الشيخ الطوسي (رحمه الله) إلى كتاب صالح بن عقبة

بما أن وفاة الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) كانت في سنة 460 هجرية وحياة صالح بن عقبة كانت مستمرة إلى سنة 183 هـ وعليه فتكون المدة بينهما هي 277 سنة ولذا فلابد أولا من أن نعثر على طريق الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) إلى صالح بن عقبة.

ونجد هذا الطريق في كتاب (الفهرست) بهذا الشكل : صالح بن عقبه له كتاب اخبرنا به ابن ابى جيد عن ابن الوليد عن الصفّار عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عنه .

وعليه فيكون طريق الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) إلى كتاب صالح بن عقبة بهذا الشكل : الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) عن علي بن أحمد بن محمد بي أبي الجيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن بن فروّخ الصفّار عن محمد بن حسين بن أبي الخطاب عن اسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة.

دراسة طريق الشيخ الطوسي إلى كتاب صالح بن عقبة

ولكي نثبت صحة طريق الشيخ (قدس سره الشريف) وصحة زيارة عاشوراء فلابد لنا أن نحرز وثاقة الأفراد الواردين في هذا الطريق :

1 ـ ابن أبي الجيد (على بن احمد بن محمد بن طاهر أبو الحسين الأشعري القمي المعروف بابن أبي الجيد) ولم تصرح كتب الرجال بوثاقته وإن كان الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) والشيخ النجاشي من جملة تلامذته. ويرى أستاذ الفقهاء والمجتهدين السيد الخوئي (قدس سره الشريف) أن جميع مشايخ النجاشي هم من الثقات يقول (قدس سره الشريف) : ثقة لأنه من مشايخ النجاشي

وكذلك الرجالي الخبير الميرزا جواد التبريزي (قدس سره الشريف) كان يرى وثاقة جميع مشايخ النجاشي. وقد نقل الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) عن استاذه 21 رواية في كتاب (الاستبصار) وعنونه بهذا الاسم : أبو الحسين بن أبي الجيد عن محمد بن الحسن بن الوليد.

دراسة توثيق مشايخ النجاشي ;

لقد بدأ البحث في توثيق مشايخ النجاشي في زمن العلامة الحلي (قدس سره الشريف) إذ أن العلامة علّق على كلام النجاشي في حق شيخه احمد بن محمد بن الجندي المترجم إذ يقول النجاشي : استادنا ألحقنا بالشيوخ في زمانه فقال العلامة (قدس سره الشريف) معلقا على كلام النجاشي : وليس هذا نصاً في تعديله  وكأن العلامة (قدس سره الشريف) يريد أن يقول أن المحدث إذا ألحق نفسه بمشايخ عصرٍ آخر لم يدل ذلك على وثاقته.

واهتم العلامة السيد بحر العلوم (قدس سره الشريف) كذلك بقضية توثيق مشايخ النجاشي وعقد فصلا كاملا من كتابه لهذا الغرض وقال فيه بدايته : هذا اصل نافع في الباب جداً يجب أن يلحظ ويحفظ .

أدلة توثيق مشايخ النجاشي :

ذُكرت أدلة عديدة لتوثيق مشايخ النجاشي وأهمها ما ذُكر عند التعرض لسيرة البعض من مشايخ النجاشي ويمكن الإشارة إلى بعض هذه الأدلة :

1 ـ تصريح النجاشي عند ترجمة جعفر بن محمد بن مالك إذ يقول : كان ضعيفاً في الحديث قال احمد بن الحسين : كان يضع الحديث وضعاً ويروي عن المجاهيل وسمعت من قال : كان أيضاً فاسد المذهب والرواية ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو على بن همّام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهما الله؟ وليس هذا موضع ذكره .

وتعجب النجاشي من نقل أبي علي بن همام ووأبي غالب الزراري عن الضعاف يدل على أن النجاشي لم يكن ينقل إلا عن الثقات.

2 ـ ويقول النجاشي في ترجمة أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن العياش  كان سمع الحديث وأكثر واضطرب في آخر عمره وكان جدّه وأبو ه من وجوه أهل بغداد أيّام آل حمّاد والقاضي أبي عمر .... رأيت هذا الشيخ وكان صديقاً لوالدي وسمعت منه شيئاً كثيراً ورأيت شيوخنا يضعّفونه فلم أرو عنه شيئاً وتجنّبته وكان من أهل العلم والأدب القويّ وطيّب الشعر وحسن الخطّ رحمه الله وسامحه ومات سنة إحدى وأربعمائة .

فهذه العبارة تدل بوضوح على أن النجاشي مع كثرة ما سمع من احمد بن محمد بن عبيد الله ومع أنه من مشايخه ولكنه لم ينقل رواياته لورود التضعيف فيحقه وهذا دال على أن النجاشي لا ينقل الروايات عن مشايخه الضعاف.

3 ـ ويقول الشيخ النجاشي في ترجمة محمد بن عبد الله الشيباني : رأيت هذا الشيخ وسمعت عنه كثيراً ثم توقّفت عن الرواية عنه الاّ بواسطة بيني وبينه .

فمع أن أبي المفضل من مشايخ النجاشي ولكن النجاشي توقف ولم ينقل عنه الروايات بسبب ما أصابه من اختلال في الحواس.

4 ـ لقد عبّر الشيخ النجاشي عن بعض الطرق بألفاظ مثل : الاضطراب والغرابة الظلمة ونقص الطريق وهذا يدل على سلامة الطرق الأخرى المنقولة في الكتاب وإلا لنقلها كبقية الموارد.

مشايخ النجاشي :

لم يتعرض الشيخ النجاشي لسيرة جميع مشايخه وإنما اكتفى ببيان سيرة سبعة منهم فقط ووثق أربعة من هؤلاء بالتصريح .

ومشايخ النجاشي أكثر من 40 شخص ـ على التحقيق ـ وهم :

 أبو الحسن بن أحمد بن علي بن الحسن ابن شاذان أبو الحسن التميمى أبو الحسن النحوى أبو الحسين النصيبي أبو الحسين بن محمد بن أبي سعيد أبو عبدالله الجعفي القاضي أبو عبدالله بن الخمري أبو عبد الله بن شاذان أبو عبدالله النحوي أبو عبد الله القزويني أبو الفرج القناتي أبو الفرج الكاتب ابن الصلت ألأهوازي ابن نوح إبراهيم بن مخلد بن جعفر القاضي أبو إسحاق احمد بن الحسين احمد بن عبد الواحد احمد بن علي الأشعري احمد بن علي بن طاهر احمد بن علي بن العباس أحمد بن علي بن نوح أبو العباس أحمد بن محمد الأهوازى أحمد بن محمد بن عمران أبو الحسن احمد بن محمد بن هارون أحمد بن محمد المستنشق أحمد بن هارون أسد بن إبراهيم بن كليب الحرّاني أبو الحسن الحسن بن أحمد بن إبراهيم الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحّام أبو محمد الحسن بن هدبة الحسين بن أحمد بن موسى بن هدبه الحسين بن الخمري الكوفي أبو عبدالله الحسين بن عبيدالله بن أبي غالب الرازي الحسين بن عبيدالله الحسين بن عبيدالله القزويني الحسين بن محمد بن هدبة الحسين بن موسى سلامة بن دكا أبو الخير الموصلي العباس بن عمر المعروف بابن مروان الكلوذاتي عبدالسلام بن الحسين الأديب عبدالواحد بن مهدي أبو عمر علي بن أحمد علي بن أحمد بن أبي جيّد علي بن أحمد بن محمد بن طاهر الاشعرى القمي أبو الحسين علي بن شبل بن أسد علي بن محمد بن يوسف أبو الحسن القاضي محمد بن جعفر الاديب محمد بن جعفر التميمي محمد بن جعفر المؤدّب محمد بن جعفر النجّار محمد بن جعفر النحوي محمد بن عثمان بن الحسن القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن خشيش التميمي المقري محمد بن علي بن شاذان أبو عبدالله محمد بن علي الكاتب محمد بن محمد بن النعمان .

كيفية معرفة مشايخ النجاشي :

إذا وجدنا عبارة حدثنا أو أخبرنا في سند ينقله الشيخ النجاشي في كتابه فإن ذلك دال على أن المُحدث أو المُخبر هو أحد مشايخ النجاشي.

وقد تعرفنا على بعض مشايخ النجاشي من خلال ورودهم في أسناد لتقييم بعض الرواة الآخرين من هؤلاء : أبو عبد الله الجعفي القاضي الذي جرى ذكره في ترجمة أبان بن محمد البجلي. وكذلك احمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري التي ورد في ترجمة عبد الله بن أبي عبد الله. وأحمد بن عبد الواحد الذي ورد ذكره في ترجمة أبان بن تغلب. وأحمد بن علي الأشعري عند ترجمة معاوية بن سعيد وغيرهم ممن تعرفنا عليهم من ترجمات أخرى.

2 ـ محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد

يقول النجاشي في حقه : أبو جعفر شيخ القميين وفقيههم ومتقدّمهم ووجههم ويقال : انه نزيل قم وما كان اصله منها ثقة ثقة عين مسكون اليه .

وقال الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) : جليل القدر عارف بالرجال موثوق به ... .

ونجد في كتاب الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في الرجال في القسم الذي أسماه : (من لم يرو عنهم) يقول : جليل القدر بصير بالفقه ثقة .

وأما ابن داوود فقد ذكره في كتابه وأدرجه في فصل مخصص للرجال الذين تم توثيقهم مرتين وقال : اِنّ ابن الغضائري وثّقه مرتين .

3 ـ محمد بن الحسن بن فروخ الصفار :

يقول النجاشي في حقه : كان وجهاً في اصحابنا القمّيين ثقة عظيم القدر راجحاً قليل السقط في الرواية  

ويقول الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في حقه : محمد بن الحسن الصفار قمى. له كتب مثل كتب الحسين بن سعيد وزيادة كتاب بصائر الدرجات و ... .

4 ـ محمد بن الحسين بن أبي الخطاب

قال النجاشي في حقه : جليل من اصحابنا عظيم القدر كثير الرواية ثقة عين حسن التصانيف مسكون الى روايته .

ويقول الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في (الفهرست) : محمد بن الحسين بن ابي الخطاب كوفى ثقة

وقد ذكره الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في ثلاثة مواضع من كتاب (الرجال) :

1 ـ في قسم أصحاب محمد بن علي الثاني (عليه السلام) (الإمام الجواد) وقال هناك : محمد بن الحسين بن ابي الخطاب كوفى ثقة .

2 ـ في قسم أصحاب علي بن محمد الهادي (عليه السلام) وقال : محمد بن الحسين بن ابي الخطاب الزيات الكوفي ثقه من أصحاب ابي جعفر الثاني (عليه السلام) .

3 ـ في قسم الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) وهناك يقول : محمد بن الحسين بن أبي الخطاب كوفي زيات .

4 ـ محمد بن اسماعيل بن بزيع

يقول النجاشي في حقه : من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم كثير العمل ... .

ويقول فيه الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) : محمد بن اسماعيل بن بزيع له كتاب في الحج .

وقد ذكره الشيخ (قدس سره الشريف) في ثلاثة مواضع من كتابه :

1 ـ ذكره في أصحاب موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) باسم محمد بن إسماعيل بن بزيع.

2 ـ وكتب في أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام) : محمد بن اسماعيل بن بزيع ثقة صحيح كوفي مولى المنصور .

3 ـ كما ذكره الشيخ (قدس سره الشريف) في أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام) باسم (محمد بن إسماعيل بن بزيع) .

يقول الإمام الرضا (عليه السلام) في حق بن بزيع : وددت أنّ فيكم مثله .

ويقول فيه محمد بن عمر الكشي : كان محمّد بن إسماعيل بن بزيع من رجال أبي الحسن موسى (عليه السلام) وأدرك أبا جعفر الثاني , وقال حمدويه عن أشياخه : إنّ محمّد بن إسماعيل بن بزيع وأحمد بن حمزة كانا في عداد الوزراء وكان عليّ بن النعمان وصّى بكتبه لمحمّد بن إسماعيل بزيع .

وهنا نلاحظ أن الكشي ينقل : كان عليّ بن النعمان وصّى بكتبه لمحمّد بن إسماعيل بزيع ولو أخذنا بنظر الاعتبار ما ذكره النجاشي في سيرة علي بن النعمان إذ يقول : على بن النعمان الأعلم النخعى أبو الحسن مولاهم كوفى روى عن الرضا (عليه السلام) وأخوه داود أعلا منه وابنه الحسن بن على وابنه احمد رويا الحديث. وكان علي ثقة وجهاً ثبتاً صحيحاً واضح الطريقة. وله كتاب يرويه جماعة ... .

ومن هنا نستنتج أنه لو أوصى شخص جليل القدر بأن تدفع كتبه إلى شخص ما فإن هذا دال على وثاقة وجلالة هذا الشخص الموصى إليه بالكتب وعليه فمحمد بن بزيع ثقة يمكن الوثوق به لأن علي بن النعمان قد أوصى بأن تدفع كتبه إليه.

ولو ألقينا نظرة على الرواة الذين روى عنهم ابن بزيع نلاحظ وفرة هؤلاء الرواة وجلالتهم ويتضح لنا مقام ابن بزيع السامي فقد روى عن 77 من أجلاء الطائفة ومنهم على سبيل المثال :  الحسن بن الجهم بن بكير الحسين بن ثوير بن ابى فاخته ابراهيم بن ابى البلاد ابراهيم بن مهزم الاسدى ابراهيم بن نعيم أبو الصباح الكنانى اسماعيل بن زيد الطحان كوفى ثابت بن دينار أبو حمزه الثمالى جعفر بن بشير البجلى الوشاء سيف بن عميره ظريف بن ناصح عبدالله بن سعيد أبو شبل الاسدى عبدالله بن مسكان على بن النعمان النخعى محمد بن ابى عمير زياد محمد بن عذافر الصيرفى محمد بن يحيى الخزاز معاويه بن عمار الدهنى منصور بن يونس برزج هشام بن سالم الجواليقى يزيد أبو خالد القماط يونس بن عبدالرحمن يونس بن يعقوب البجلى و ... .

كما روى عنه مجموعة من الرواة والمحدثين الكبار وهم : الحسن بن الحسين اللؤلوى الحسين بن سعيد الاهوازى العباس بن معروف الاشعرى القمى الفضل بن شاذان النيسأبو رى احمد بن محمد بن خالد البرقى احمد بن محمد بن عيسى الاشعرى القمى ابراهيم بن هاشم القمى سعد بن عبدالله بن ابى خلف على بن الحسن بن على بن فضال على بن مهرياز محمد بن الحسين بن ابى الخطاب محمد بن عبدالحميد العطار محمد بن على بن محبوب الاشعرى القمى محمد بن عيسى بن عبيد محمد بن محمد بن النعمان المفيد محمد بن يحيى العطار القمى يعقوب بن يزيد الانبارى و ... .

2 ـ طريق الشيخ الصدوق إلى كتاب صالح بن عقبة

لقد توفي الشيخ الصدوق في عام 381 هـ بينما كان صالح بن عقبة بن قيس على قيد الحياة قبل سنة 183 هـ إذن فإن 198 عاما تفصل بينهما ولذا لا يمكن أن يروي الشيخ الصدوق مباشرة عن صالح بن عقبة ومن هنا كان لابد لنا من دراسة وتدقيق في طريق الشيخ الصدوق إلى كتاب صالح بن عقبة.

وهذا الطريق هو : محمد بن موسى بن المتوكل عن على بن الحسين السعد آبادي عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن محمد بن سنان ويونس بن عبدالرحمن جميعاً عن صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي رُبيحة مولى رسول الله .

دراسة طريق الصدوق إلى صالح بن عقبة

1 ـ محمد بن موسى بن المتوكل

وهو كثير الرواية نقل عنه الشيخ الصدوق 48 رواية في كتاب (المشيخة). وقد وثّقه العلامة في (الخلاصة) وابن داوود في أول كتابه الرجالي والأردبيلي في (جامع الرواة) وابن طاووس في (فلاح السائل) .

ويقول أستاذ الفقهاء السيد الخوئي (قدس سره الشريف) في حقه : لا ينبغي التوقّف في وثاقته .

لقد كان محمد بن موسى بن المتوكل كثير الرواية وقد نقل عنه الأجلاء كالشيخ الصدوق ولم يرد في حقه أيّ ذم أو قدح وقد نقل رواياته عن محدثين كبار كسعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر بن جامع الحميري وعبد الله بن جعفر الحميري وعلي بن ابراهيم وعلي بن الحسين السعد آبادي ومحمد بن يحيى العطار القمي.

2 ـ علي بن الحسين السعد آبادي

يقول الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في فصل ( من لم يرو عن واحد من الأئمة : ) : روى عنه الكليني وروى عنه الزراري وكان معلّمه .

ويقول أبو غالب الزراري في باب (سماعاته وقرائاته) وفي باب (مشايخه في القراءة والحديث) : على بن الحسين السعد آبادى أبو الحسن القمى ومن مشايخ الكلينى مدحه بقوله (مؤدّبي) .

وقال فيه أستاذ الفقهاء السيد الخوئي (قدس سره الشريف) : على بن الحسين السعدآبادى فانه ثقة على الأصح لانه من رجال كامل الزيارات .

ويقول (قدس سره الشريف) في أثناء بيانه لطريق الشيخ الصدوق والشريخ الطوسي (قدس سره الشريف) إلى صالح بن عقبة : لأنّهم [ محمد بن موسى على بن الحسين السعدآبادى ابن أبي جيد ] ثقات على الاظهر . ويتضح من كلام السيد الخوئي (قدس سره الشريف) وثاقة محمد بن موسى.

ويرى الرجالي الخبير الميرزا جواد التبريزي (قدس سره الشريف) وثاقة علي بن الحسين السعدآبادي؛ لأنه كثير الرواية ولأنه لم يرد فيه قدح وكذلك لأنه ممن روى عنه الأجلاء .

3 ـ احمد بن محمد بن خالد (البرقى)

قال الشيخ النجاشي والشيخ الطوسي (قدس سرهما) في حقه : كان ثقة في نفسه ـ يروي عن الضعفاء واعتمد المراسيل .

ويقول الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في حقه : كان ثقة في نفسه غير أنّه اكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل وصنّف كتباً كثيرة .

وحتى ابن الغضائري المعروف بكثرة تضعيفه للرواة إلا أنه دافع عن احمد بن محمد واعتبر أن طعن القميين فيه أمر غير وارد قال : ... طعن القمييون عليه وليس الطعن فيه .

4 ـ محمد بن خالد بن عبد الرحمن البرقي

وهو أبو أحمد البرقي السابق قال النجاشي في حقه : كان محمّد ضعيفاً في الحديث وكان اديباً حسن المعرفة بالأخبار وعلوم العرب .

واعتبره الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في كتابه الرجالي ممن صاحب ثلاثة من الأئمة : وهم الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) والإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) والإمام محمد بن علي الثاني (عليه السلام) .

فقد قال الشيخ (قدس سره الشريف) في القسم المخصص لأصحاب الإمام الرضا (عليه السلام) : ثقة هؤلاء من اصحاب أبي الحسن موسى (عليه السلام) .

وقال في القسم المخصص لأصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام) : محمد بن خالد البرقى .

وقال في القسم المخصص لأصحاب الإمام الجواد (عليه السلام) : محمد بن خالد البرقى من اصحاب موسى بن جعفر والرضا (عليه السلام) .

وقد دافع عنه العلامة الحلي (قدس سره الشريف) بعد أن نقل تضعيف ابن الغضائري والنجاشي له ورأى (قدس سره الشريف) أن تعديل الشيخ مقدّم على جرح النجاشي ولذا قال العلامة : والاعتماد عندى على قول الشيخ ابى جعفر الطوسى .

كما إن العلامة الحلي (قدس سره الشريف) اعتبره من الثقات حينما تعرض له في كتابه الرجالي في القسم المخصص لأصحاب الإمام الرضا.

5 ـ يونس بن عبد الرحمن

قال النجاشي في حقه : مولى علي بن يقطين أبو محمّد كان وجهاً في أصحابنا متقدّماً عظيم المنزلة .

ويقول الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في القسم المخصص لأصحاب الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) من رجاله : ضعّفه القمّيون وهو ثقة .

وكذلك يقول في القسم المخصص لأصحاب الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) : طعن عليه القميون وهو عندي ثقة .

وأورد الكشي في رجال روايات كثيرة في حق يونس بن عبد الرحمن وكلها تحكي عن فضله وجلالة قدره ومنزلته الرفيعة عند المعصومين : حتى أن الإمام الرضا قد ضمن له الجنة فقد ورد : إنّ الرضا (عليه السلام) ضمن ليونس الجنّة ثلاث مرّات .

وجاء في رواية أخرى أن الإمام الرضا (عليه السلام) قال : ... ويونس في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه .

وقال ابن داوود في حق يونس : كان وجهاً في أصحابنا متقدّماً عظيم المنزلة .

كما قال العلامة الحلي (قدس سره الشريف) عن يونس بن عبد الرحمن : كان وجهاً في أصحابنا متقدّماً عظيم المنزلة .

كلام السيد الخوئي (قدس سره الشريف) في طريق الشيخ الطوسي والصدوق إلى كتاب صالح بن عقبة :

يقول أستاذ الفقهاء السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره الشريف) : والطريق كطريق الشيخ اليه صحيح وإن كان في الأوّل منهما : محمّد بن موسى وعلى بن الحسين السعدآبادي وفي الثاني ابن أبي جيد لأنّهم ثقات على الأظهر .

وما دام جميع الأشخاص في طريق الشيخ الطوسي والصدوق هم من الثقات بالإضافة إلى تصحيح أستاذ الفقهاء السيد الخوئي (قدس سره الشريف) وكذلك الرجالي الكبير الميرزا جواد التبريزي (قدس سره الشريف) فإننا نحكم بصحة طريقي الشيخ الطوسي والصدوق إلى كتاب صالح بن عقبة.

كلام حول صالح بن عقبة بن قيس (الخياط القماط)

ولإتمام دراسة السند الأول لزيارة عاشوراء الشريفة لابد أن ندرس سيرة صالح بن عقبة من الناحية الرجالية.

فقد عرّفه النجاشي بقوله : صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي رُبيحة مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) قيل : إنّه روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) والله أعلم ثم يقول : روى صالح عن أبيه عن جدّه وروى عن زيد الشحام [ و ] روى عنه محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب وابنه إسماعيل بن صالح بن عقبة قال سعد : هو مولى وله كتاب يرويه (عنه) جماعةٌ منهم محمّد بن إسماعيل بن بزيع. أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن ابن حمزة قال : حدّثنا علي بن إبراهيم عن ابن أبي الخطّاب قال : حدّثنا محمّد بن اسماعيل عن صالح بكتابه .

والخلاصة : إن النجاشي حينما ذكر الأشخاص الذين روى عنهم صالح بن عقبة فإنه يشير بذلك إلى طريق إلى كتاب صالح بن عقبة .

وكذلك يقول الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في كتاب الفهرست : صالح بن عقبة له كتاب  وقد بيّن الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) طريقه إلى كتاب صالح بن عقبة عند ذكره اسم صالح بن عقبة.

وقد ذكر الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) صالح بن عقبة في كتابه الرجالي في ثلاثة مواضع :

1 ـ عند ذكر أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) فقد ذكر اسمه هناك قائلا : صالح بن عقبة .

2 ـ في قسم أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) وقال هناك : صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) .

3 ـ في باب أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام) إذ يقول : صالح بن عقبه من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) .

إذن فالنجاشي والطوسي (رحمهما الله) لم يصرحا بتوثيق صالح بن عقبة ولكن يمكننا التوصل لمعرفة حاله عن طريق القرائن التي سنتعرض لها.

يقول أستاذ الفقهاء السيد الخوئي (قدس سره الشريف) في آخر ماكتبه عن صالح بن عقبة : وقع بهذا العنوان (صالح بن عقبه بن قيس) في إسناد عدّة من الروايات تبلغ مائة واثنين وعشرين مورداً .

وبعد أن عرض السيد الخوئي (قدس سره الشريف) إلى تضعيف ابن الغضائري وقدح ابن داوود في صالح بن عقبة دافع عنه قائلا : لا يعارض التضعيف المنسوب الى ابن الغضائرى توثيق علي بن إبراهيم لما عرفت غير مرة من ان نسبة الكتاب الى ابن الغضائرى لم يثبت فالرجل من الثقات .

ولو أخذنا بنظر الاعتبار كثرة روايات صالح بن عقبة ونقل الأجلاء عنه وكذلك عدم الاعتناء بقدح ابن الغضائري ـ كما يرى الرجال الخبير الميرزا التبريزي (قدس سره الشريف) ـ فإننا سنصل إلى نتيجة هي وثاقة صالح بن عقبة.

دراسة القرائن الدالة على وثاقة صالح بن عقبة

1 ـ إذا ذُكر في علم الرجال سند يتصل من خلاله الرجالي بكتاب شخصي فإن ذلك حاكٍ عن جلالة صاحب الكتاب وقد بيّن النجاشي والطوسي (رحمهما الله) سندهما إلى كتاب صالح بن عقبة وهذا يدل على جلالة هذا الراوي ومكانته العالية .

2 ـ لم يذكر الشيخ الطوسي ولا الشيخ النجاشي (رحمهما الله) نقطة ضعف واحدة بخصوص صالح بن عقبة مع سيرتهما (رحمهما الله) قائمة على ذمر أي ذم أو قدح قد يرد على الراوي.

3 ـ لقد أورد النجاشي والطوسي (رحمهما الله) أسم صالح بن عقبة في كتابيهما ولكن لم يتعرضوا لمذهبه الديني مع أن ديدنهم وخصوصا النجاشي عند بحث الكتب الرجالية هو ذكر أسماء المصنفين من الشيعة بل إن اسم كتابه هو (فهرست أسماء مصنفي الشيعة) ويمكن أن نستفيد من ذلك كون صالح بن عقبة امامي المذهب.

بقيت كتبهم خالدة ومعروفة وعلم الرجال علم اهتم به علماء الشيعة الكبار منذ القرون الإسلامية الأولى والى يومنا هذا لاحتياجنا إلى التأكد من اعتبار الكتب الحديثية وذلك لا يتم إلا من خلال الاطمئنان إلى وثاقة الراوي للكتاب وهذا لا يتم إلا عن طريق علم الرجال وأول من طرق المسائل الرجالية وكتب فيها هو (عبيد الله بن أبي رافع) كاتب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد قام هذا الرجل بتسجيل أسماء أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) الذين حضروا معه حروبه ثم جاء بعده (عبد الله بن جبلة الكناني) المتوفى 219 هـ و (أبو فضال) و (ابن محبوب) في القرنين الثاني والثالث فكتبوا في هذا المجال كتابات ولكنها لم تصلنا للأسف الشديد.

وأول ما وصلنا من الكتب الرجالية المعتبرة التي كُتبت في القرنين الرابع والخامس وما تلاهما هي هذه الكتب :

1 ـ رجال الكشي.

2 ـ فهرست النجاشي.

3 ـ رجال الشيخ الطوسي.

4 ـ فهرست الشيخ الطوسي.

5 ـ رجال البرقي.

ثم كُتبت بعد ذلك الكتب ووضعت مئات المؤلفات في هذا العلم ولكن أكثرها استمد معلوماته من هذه الأصول الخمسة المُشار إليها.

وقد ذكر الشيخ النجاشي في مقدمة كتابه السبب الذي دعاه إلى تأليف الكتاب وهو أنه سمع عن السيد المرتضى (قدس سره الشريف) قوله : إن المخالفين زعموا بأن الشيعة لا تمتلك تاريخا علميا وليس لديها علماء كبار ولهم تأليفات وكتابات علمية ... ) ولذا أقدم النجاشي على تتبع أسماء المؤلفين الشيعة وفهرستهم في كتابه المذكور.

وكتاب النجاشي مقدّم على (فهرست الشيخ الطوسي) لأمور :

1 ـ أنه كُتب بعد (فهرست الشيخ الطوسي) وفي أواخر عمر النجاشي بينما كتب الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) فهرسته في بدايات عمره.

2 ـ كان الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) ملما بعلوم كثيرة وله فيها مؤلفات متعددة فكانت طاقته العلمية متوزعة على جميع هذه العلوم ولذا أورد عليه المحققون كثيرا من الاشكالات بينما تخصص الشيخ النجاشي وأفنى عمره في علم الرجال فقط.

3 ـ كان النجاشي محيطا بعلم الأنساب وعلم الأنساب علم ضروري جدا لمعرفة حال الرجال.

4 ـ لقد كان كثير من الرواة كوفيين أو من أطراف الكوفة والنجاشي كوفي أيضاً وبالتالي فهو أعرف بحالهم من غيره.

5 ـ لقد تمرس النجاشي من خبرة ابن الغضائري واستفاد منها كثيرا وابن الغضائري كان أستاذا كبيرا لهذا العلم.

6 ـ لقد رأى النجاشي كثرا من علماء الرجال ممن لم يرهم الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) ولو دققنا في التواريخ المذكورة في كتابه لاتضح لنا أنه كتبه بين 419 و 436 هجرية. فهو ذكر وفاة محمد بن عبد الملك التبان التي كانت في سنة 419 هـ وحينما ذكر السيد المرتضى (قدس سره الشريف) دعا له بقوله : أطال الله بقاءه و أدام توفيقه علما أن وفاة السيد المرتضى (قدس سره الشريف) كانت في عام436 هـ لقد تكفل كتاب النجاشي بذكر (رحمه الله)269 من الرواة مع ذكر مدى وثاقتهم وقد خصص لبعضهم عدة أسطر وأكثر للبعض الآخر.

ومن مميزات كتاب النجاشي أنه ذكر مذهب الراوي ومدى وثاقته وبالإضافة إلى ذلك ذكر جميع مصنفاته ومؤلفاته. وهذا الكتاب يُعتبر من أهم المصادر لدراسة الرواة وأحوالهم وأعظم الكتب الرجالية المعتمدة في كما إن مبنى الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في كتاب الفهرست قائم على ذكر المؤلفات التي كتبها المؤلفون الشيعة من الفرقة الإثني عشرية إلا إذا صرّح بخلاف ذلك كما ذكر الزيدية والأفطحية والواقفية ... الخ. وهذا يدلنا على كون صالح بن عقبة من الشيعة الإمامية.

وقد ذكر الأعاظم في علم الرجال أن من ذكره النجاشي ولم يذكر معه مذهبه فهو إمامي قطعا وإلا فلو كان غير إمامي لقال النجاشي عنه بأنه : فطحي المذهب أو أن مذهبه كذا وممن ذكر هذه القاعدة العلامة بحر العلوم الجرح والتعديل. والهدف الأساسي من الكتب هو التعريف بالمؤلفين الشيعة وكتاباتهم ولهذا لم يذكر الرواة الذين لم تكن لهم مؤلفات ومصنفات. ولم ترد أسماء جميع المؤلفين الشيعة إلى زمان تأليف الكتاب وفي المقابل ذُكرت أسماء بعض المؤلفين من غير الشيعة الذين كتبوا حول الشيعة والتشيع. وقد تعرض فيه النجاشي إلى بعض الأفراد بالتوثيق والجرح وذُكرت أسنادهم أيضاً فذكر النجاشي بعض التوثيقات الخارجة عن تخصص الكتاب ومنها على سبيل المثال التوثيق العام الصادر بحق الحلبيين (النجاشي : رقم 229) و ... ولم يكتفِ النجاشي بذكر الأسم فقط أو الكنية بل ذكر الألقاب والأسماء المتعددة للراوي إن وجدت. كما تعرض كثيرا لذكر التواريخ التي تخص الراوي كتاريخ الولادة والوفاة وتاريخ أخذ الإجازة و ... وتجدر الإشارة أيضاً إلى ارتكاز العلماء الأجلاء واعتمادهم على الكتاب كما يذكر أيضاً عرض الكتاب على المعصوم .

في كتابه (الفوائد الرجالية) في (الفائدة العاشرة) قال (قدس سره الشريف) : الظاهر أن جميع من ذكر الشيخ في (الفهرست) من الشيعة الإمامية إلا من نص فيه على خلاف ذلك من الرجال : الزيدية والفطحية والواقفية وغيرهم كما يدل عليه وضع هذا الكتاب فإنه في فهرست كتب الأصحاب ومصنفاتهم دون غيرهم من الفِرق .

4 ـ ويقول المحدّث النوري بعد ذكره لطريق الشريخ الصدوق إلى صالح بن عقبة : السند إلى صالح صحيح بما مرّ وأمّا هو فيشير الى مدحه بل وثاقته ... .

5 ـ لقد وّثق صالح بن عقبة كثير من الأجلاء منهم : علي بن إبراهيم في تفسيره والوحيد البهبهاني ( رحمه الله) في تعليقته على (منهاج المقال) وأستاذ الفقهاء السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره الشريف) في (مباني تكملة المنهاج) و (ومعجم رجال الحديث).

6 ـ إن نقل الأجلاء عن صالح بن عقبة دال على وثاقته وإلا كيف يُعقل أن ينقل يونس بن عبد الرحمن ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن إسماعيل بن بزيع وزيد الشحام وأمثالهم ـ كيف ينقل هؤلاء رواياتهم عن شخص ضعيف؟ بل لابد أنهم رأوا فيه الوثاقة فوجدوه أهلا لأن يُنقل عنه فنقولا عنه.

7 ـ ومن أهم المؤيدات التي يمكن أن تحل كثير من المشاكل بخصوص توثيق صالح بن عقبة هو التوثيقات التي ذكرها الرجالي الخبير الميرزا جواد التبريزي (قدس سره الشريف) فهو يرى أنه إذا كان الراوي كثير الرواية ولم يرد في حقه قدح وبالإضافة إلى ذلك نقل عنه الأجلاء فهكذا شخص يعتبر من الثقات لأنه لو لم يكن ثقة لورد الذم في حقه لكثرة رواياته كما أن عدم ورود القدح فيه وكثرة روايته ونقل الأجلاء عنه دال كذلك على عظمة هذا الراوي.

كما إن الأكابر الذين رووا عن صالح بن عقبة كانوا من أجلاء الرواة ومنهم إبراهيم بن هاشم القمي وعبد الله بن المغيرة البجلي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن إسماعيل بن بزيع ويونس بن عبد الرحمن والحسن بن علي بن بقاح و ... وقد بلغت روايات ابن عقبة (رحمه الله)22 رواية ولم يرد في حقه قدح ولذا فإنه من الثقات.

وربما يستشكل البعض في وثاقة صالح بن عقبة لأن الغضائري قال في حقه : غال كذّاب لا يلتفت إليه  أو ما قاله ابن داوود فيه : ليس حديثه بشيء كذّاب غال كثير المناكير .

8 ـ وقع صالح بن عقبة في سند رواية رواها علي بن إبراهيم في تفسيره وذلك في تفسير الآية 64 من سورة الفرقان والرواية هي : قال على بن ابراهيم في قوله ( هُوَ الَّذي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَار خِلْفَة ... ) فانه حدثنى ابى عن صالح بن عقبة عن جميل عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال له رجل : جعلت فداك يابن رسول الله ربما فاتتنى صلاة الليل الشهر والشهرين والثلاثة فاقضيها بالنهار ايجوز ذلك؟ قال : قرة عين لك والله قرة عين لك ثلاثا ان الله يقول : (هُوَ الَّذي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَار خِلْفَة ... ) فهو قضاء صلاة النهار بالليل وقضاء صلاة الليل بالنهار وهو من سر آل محمد المكنون ...

ولهذا فالتوثيقات العامة التي ذكرها علي بن إبراهيم تشمل صالح بن عقبة لأن علي بن إبراهيم قال في مقدمة تفسيره : ... ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهى الينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم وأوجب ولايتهم ولا يقبل إلاّ بهم ... .

وقد اعتقد بهذا حتى علماء العامة فقد ورد في كتاب (تهذيب الكمال) عند الحديث عن سيرة موسى بن عبيد الله نقلا عن بشار ـ ورد هذا الهامش : قد أخرج له الشيعة في كتبهم المعتمدة وعدّه من أصحاب الصادق (عليه السلام) فله رواية في التهذيب ج 9 ح 1251 و ح 1193 وله رواية في الاستبصار ج 4 ص 655 وفي كامل الزيارات الباب 14 ح 4 وفي تفسير القمي وغيرها وكلّ هذا يدلّ على تشيّعه فينظر في أمر توثيقه مطلقاً .

رأي أستاذ الفقهاء السيد الخوئي (رحمه الله) في صالح بن عقبة

يرى السيد الخوئي (قدس سره الشريف) أن كل من وقع في طريق سند في تفسير القمي فهو ثقة. وقد تمسك (قدس سره الشريف) بكلام العلامة المجلسي لإثبات هذا المدعى قال السيد الخوئي (قدس سره الشريف) في حق إبراهيم بن محمد الثقفي : إنّ له مدائح كثيرة هذا ويكفى في توثيقه وقوعه في اسناد تفسير القمى  وكان العلامة المجلسي يرى أيضاً أن وقوع الراوي في سلسلة سند في تفسير القمي دليل على وثاقة ذلك الراوي وهذا الكلام يشمل صالح بن عقبة لأنه واقع في أسناد بعض الروايات الواردة في تفسير القمي.

وقد عقد السيد الخوئي (قدس سره الشريف) بحثا مستقلا لمناقشة تضعيف ابن الغضائري لصالح بن عقبة وكذا بالنسبة إلى معلى بن محمد البصري الذي قال النجاشي في حقه : مضطرب الحديث والمذهب وكتبه قريبة  قال السيد الخوئي (قدس سره الشريف) معلقا على ذلك : هذا التعبير لا ينافي التوثيق كما مرّ غير مرّة إذا فلم يثبت حرج للرجل ليكون معارضاً مع التوثيق المستفاد من وقوعه في اسناد تفسير القمي .

ويقول (قدس سره الشريف) أيضاً : لا يعارض التضعيف المنسوب الى ابن الغضائرى توثيق على بن ابراهيم (صالح بن عقبه) لما عرفت غير مرة من ان نسبة الكتاب الى ابن الغضائرى لم تثبت فالرجل من الثقات .

ولذا يمكننا الخروج بهذه النتيجة وهي وثاقة صالح بن عقبة.

وقال السيد الخوئي (قدس سره الشريف) أيضاً : صالح بن عقبة لعدم توثيقه في كتب الرجال ولكن الرجل ثقة عندنا لأنّه من رجال كامل الزيارات وتفسير علي بن ابراهيم. فلا ريب في جواز الأخذ به .

ويقول في كتاب الحج : ولكنّه عندنا ثقة إذ لا عبرة بالكتاب المنسوب إلى الغضائري فيكفينا في الحكم بوثاقته أنّه من رجال كامل الزيارات وتفسير القمي .

9 ـ لقد تمسك المحدث النوري بعدة أمور لإثبات وثاقة صالح بن عقبة منها :

أ ـ إن يونس بن عبد الرحمن الذي هو من أصحاب الإجماع قد روى عن صالح بن عقبة .

ب ـ اعتماد المشايخ الثقات عليه وروايتهم عنه ومن هؤلاء : محمد بن إسماعيل بن بزيع ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والحسن بن علي بن البقاح و ...

10 ـ إذا التزمنا بنسبة كتاب ابن الغضائري إلى احمد بن الحسين لم يثبت غلو بن الغضائري في حق صالح بن عقبة وما رواه صالح بن عقبة من الروايات التي تتحدث عن مكانة الأئمة : ومنزلتهم مما ظاهره الغلو هو ليس غلوا في رأينا. وهذا بحد ذاته قرينة على عدم صحة الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري .

11 ـ لقد نقل العلامة الحلي (قدس سره الشريف) في (خلاصة الأقوال) قدح ابن الغضائري في حق صالح بن عقبة واكتفى بالنقل فقط ولم يورد هو قدحا على ابن عقبة ولو كان هناك قدح جدي لبيّنه العلامة ولم يكتفِ فقط بنقل كلام ابن الغضائري فقط.

12 ـ ومن الشواهد على وثاقة هذا الرجل ووجاهته هو كثرة ما روى من الروايات التي تذكر مناقب أهل البيت : مما ذكر في كتب الشيعة كرواياته في فضيلة زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وثوابها ورواياته في الثواب المترتب على تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) وثواب الاستغفار وغيرها من الروايات.

تحقيق فيمن روى عن صالح بن عقبة

1 ـ يونس بن عبد الرحمن

يونس بن عبد الرحمن بن عبد الله أحد أصحاب الإجماع قال فيه النجاشي : كان وجهاً في أصحابنا متقدّماً عظيم المنزلة و ... .

وقال فيه الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) : وهو عندي ثقة .

2 ـ محمد بن الحسين بن أبي الخطاب

قال فيه النجاشي : جليل من أصحابنا عظيم القدر كثير الرواية ثقة عين حسن التصانيف مسكون إلى روايته .

وقد ذكره الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في كتابه في ثلاثة مواضع :

1 ـ في القسم المخصص لأصحاب الإمام محمد بن علي الثاني (عليه السلام) قال : محمد بن الحسين بن أبي الخطاب كوفي ثقة

2 ـ في القسم المخصص لأصحاب الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) قال : محمد بن الحسين بن ابى الخطاب الزيات الكوفى ثقة من اصحاب ابى جعفر الثانى (عليه السلام) .

3 ـ في القسم المخصص لأصحاب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قال : محمد بن الحسين بن ابى الخطاب كوفى زيات .

3 ـ محمد بن إسماعيل بن بزيع

وقد قال فيه النجاشي : كان من صالحي هـذه الطائفة وثقاتهم كثير العمل .

وقال في حقه الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) : محمد بن اسماعيل بن بزيع له كتاب في الحج .

وقد ذكره الشيخ (قدس سره الشريف) في كتابه الرجالي في ثلاثة مواضع :

1 ـ في القسم المخصص لأصحاب الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) قال : محمد بن إسماعيل بن بزيع .

2 ـ في القسم المخصص لأصحاب الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال : محمد بن اسماعيل بن بزيع ثقة صحيح كوفي مولى المنصور .

3 ـ في القسم المخصص لأصحاب الإمام محمد بن علي الثاني (عليه السلام) قال : محمّد بن إسماعيل بن بزيع من أصحاب الرضا (عليه السلام) .

4 ـ زيد الشحام

قال فيه النجاشي : ... كوفي روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن (عليه السلام) .

وقال فيه الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) : يكنى أبا أسامة ثقة .

وعدّه في رجاله من أصحاب الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وقال : زيد بن يونس أبو اُسامة الأزدي مولاهم الشحام الكوفي .

ومن خلال تتبعنا لسيرة يونس بن عبد الرحمن ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن إسماعيل بن بزيع وزيد الشحام ـ بالإضافة إلى قرائن أخرى ـ يمكننا الإلمام بشخصية صالح بن عقبة ومكانته.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






جامعة الكفيل تنظم ورشة عمل حول متطلبات الترقيات العلمية والإجراءات الإدارية
خَدَمة العتبتَينِ المقدّستَينِ يُحيون ذكرى هدم قبور أئمّة البقيع (عليهم السلام)
قسم السياحة: (71) عجلة ستشارك في نقل الطلاب للمشاركة في حفل التخرج المركزي
جمعية العميد تصدر وقائع المؤتمر العلمي الدولي السنوي التاسع لفكر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)