المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16322 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أسباب النزول تضي‏ء خفايا النصّ‏  
  
1788   07:19 مساءاً   التاريخ: 19-02-2015
المؤلف : خلود عموش
الكتاب أو المصدر : الخطاب القرآني
الجزء والصفحة : ص176-179.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / أسباب النزول /

ان بعض الآيات الكريمة لا يمكن قراءتها وفهمها فهما دقيقا صحيحا إلّا في ضوء معرفة سبب نزولها، لا بسبب صعوبة ألفاظها، وإنّما بسبب ما يمكن أن يترتّب على الفهم الحرفي المباشر لهذه الألفاظ من تناقض مع طبيعة المنهج الإسلامي. والأمثلة من سورة البقرة متعدّدة، وكلّها تؤذن بالقول إنّ (أسباب النزول) أو معرفة السياق المقامي الذي رافق النصّ يبدو من أبرز آليّات الدخول لفهم هذا النصّ، وهو صورة أخرى بارزة من صور العلاقة بين النصّ والسياق.

ومن ذلك ما يمكن ان يتبادر إلى الذهن من استغراب حين نقرأ الآية الكريمة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة : 104].

فنتساءل : وما الفرق بين " راعنا " و" انظرنا "؟، ومن ثمّ فما سبب منع استخدام الأولى، وإباحة استخدام الثانية؟ وما علاقة ذلك بقوله : {وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ} ؟ ويزول الاستغراب تماما حين نقرأ سبب النزول ، أو حين نعرف السياق المقامي المرافق لهذا الجزء من النصّ ، فعن ابن عبّاس في رواية عطاء " أنّ العرب كانوا يتكلّمون بها (راعنا) فلما سمعتهم اليهود يقولونها للنبيّ - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - أعجبهم ذلك ، وكان (راعنا) «1» في كلام اليهود سبّا قبيحا، فقالوا : إنّا كنّا نسبّ محمّدا سرّا، فالآن أعلنوا السبّ لمحمّد ، فإنّه من كلامه ، فكانوا يأتون نبيّ اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) فيقولون : يا محمّد راعنا، ويضحكون، فففطن بها رجل من الأنصار- وهو سعد بن عبادة - وكان عارفا بلغة اليهود ، وقال : يا أعداء اللّه عليكم لعنة اللّه ، والذي نفس محمّد بيده لئن سمعتها من رجل منكم لأضربنّ عنقه ، فقالوا : ألستم تقولونها ؟ فأنزل اللّه تعالى { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا} «2». إنّ هذا التصرّف بالكلمات الذي كانت تقوم به اليهود هو مفتاح فهم هذه الآية، ومن غير معرفة السياق الخارجي الذي رافق هذا النصّ لم يكن ممكنا أن نفهمه.

ومثل هذا يصادفنا حين نقرأ الآية الكريمة {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة : 158]. إن ما يمكن أن نفهمه من هذه الآية أنّ السعي بين الصفا والمروة هو من قبيل التطوّع ، مع أنّ المعروف أنّ السعي ركن من أركان الحج. وإنّ هذا التناقض بين ظاهر النص ومفهومه الحقيقي لا يمكن تفسيره إلّا إذا اطّلعنا على سياق الآية الكريمة، والذي يمكن ان نقرأه فيما ترويه السيدة عائشة، وفيما يرويه أنس بن مالك، وفيما يرويه عمرو بن الحسين. وغيرهم، وفيه يقول عمرو بن الحسين : " سألت ابن عمر عن هذه الآية فقال : " انطلق إلى ابن عبّاس فسله فإنّه أعلم من بقي بما أنزل على محمّد - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - فأتيته ، فسألته ، فقال : كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له أساف، وعلى المروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة، فزعم أهل الكتاب أنّهما زنيا في الكعبة فمسخهما اللّه تعالى حجرين، ووضعهما على الصفا والمروة ليعتبر بهما، فلمّا طالت المدّة عبدا من دون اللّه، فكان أهل الجاهليّة إذا طافوا بينهما مسحوا الوثنين، فلمّا جاء الإسلام وكسّرت الأصنام كره المسلمون الطواف لأجل الصنمين فأنزل اللّه تعالى هذه الآية" «3».

إنّ هذا (السبب) خير شاهد على النصّ الذي لا يمكن فهمه بمعزل عن سياقه الاجتماعي الذي نزل فيه، وإلّا فسيقرأ قراءة مغايرة لما يراد منه، وهو ممّا يمكن أن يشكّل لبسا لدى القارئ المعاصر كما سبّب لبسا للقارئ في تلك العصور الأولى، على نحو ما رأينا في سؤال عمرو بن الحسين لابن عمر. ويكشف فضلا عن ذلك عن آليّات النصّ في معالجة هذا الموضوع الذي نزل ليعالج واقعة بعينها. وانظر في مثالنا قوله تعالى‏ {فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما} فهناك محذوف في النصّ هو ما يتعلّق بوجود الصنمين ، فالجناح متعلّق بوجودهما وليس بالطواف مطلقا.

ومن الأمثلة البارزة كذلك على حدوث مثل هذا اللّبس لدى القدامى فضلا عن المحدثين الآية الكريمة :{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة : 195]. فيروي الحكم بن عمران هذه المسألة حين يقول : " كنّا بالقسطنطنية، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر الجهني صاحب رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد صاحب رسول اللّه فخرج من المدينة صفّ عظيم من الروم، وصففنا لهم صفّا عظيما من المسلمين، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، ثم خرج إلينا مقبلا، فصاح الناس فقالوا : سبحان اللّه (ألقى بيديه إلى التهلكة). فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - فقال : " أيّها الناس إنّكم تتأوّلون هذه الآية على غير التأويل، وإنّما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، إنّا لمّا أعزّ اللّه تعالى دينه وكثر ناصروه، قلنا بعضنا لبعض سرّا من رسول اللّه : إنّ أموالنا قد ضاعت، فلو أنّا أقمنا فيها، وأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل اللّه تعالى في كتابه يردّ علينا ما هممنا به، فقال{ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} في الإقامة التي أردنا أن نقيم، وفي الأموال فنصلحها، فأمرنا بالغزو فما زال أبو أيّوب غازيا في سبيل اللّه حتى قبضه اللّه عز وجلّ" «4». إنّ المسلمين في هذه الحادثة قد استدعوا نصّا ليحاكي سياقا جديدا، وهو عكس ما أثرناه في النقطة (1- 3- 5) التي ذكرنا فيها استدعاء النصّ لسياقات سابقة له بسبب تشابه السياقات. ولكنّ استدعاءهم لهذا النصّ لم يكن في محلّه إذ إنّ عدم فهمهم للسياق الذي زامن النصّ جعل قياسهم خاطئا، بل هو مغاير تماما لمقصود النصّ، وفي تعبير أبي أيوب " على غير التأويل " فالنصّ يدعو إلى البذل والجهاد وهم فهموا منه عدم التضحية وحتى الجبن باسم الابتعاد عن التهلكة، وهو ما جاء سبب النزول ليوضحه.

ومنه كذلك قوله {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة : 115]، فإنّا لو تركنا مدلول اللفظ كما هو لاقتضى أنّ المصلّي لا يجب عليه استقبال القبلة سفرا أو حضرا، وهو خلاف الإجماع، فلمّا عرف سبب نزولها«5» ، علم أنّها في نافلة السفر، أو فيمن صلّى بالاجتهاد وبان له الخطأ على اختلاف الروايات في ذلك.

إنّ هذه الأمثلة لتؤكّد ما ذهبنا إليه من أنّه لا يمكن فهم النصّ بمعزل عن سياقه، وإنّ هذا السياق لا يشرح النصّ فحسب، بل ينفي التناقض الذي يترتّب على القراءة الظاهرية للنص، كما أنّه يفسّر أيضا طبيعة الصياغة اللّغوية التي جاء النصّ عليها دون غيرها.

______________________________

(1) أصلها في العربية (رعن) ، والأرعن : الأهوج في منطقة المسترخي. والرعونة : الحمق والاسترخاء، وقوله تعالى :" لا تَقُولُوا راعِنا" قيل هي كلمة كانوا يذهبون بها إلى سبّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، اشتقوه من الرعونة ، قال ثعلب : إنما نهى اللّه تعالى عن ذلك لأن اليهود كانت تقول للنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم راعنا أو راعونا، وهو من كلامهم سب ، وقال ابن سيده : وعندي أن في لغة اليهود (راعونا) على هذه الصيغة يريدون الرعونة أو الأرعن، وقد قرأ الحسن لا تقولوا راعنا بالتنوين قال ثعلب : معناه لا تقولوا كذبا وسخريا وحمقا، وأما الكلمة التي كان يستخدمها المؤمنون فهي (راعنا) من (رعى) بمعنى الرعاية- والإمهال، جاء في اللسان : قال الفراء : هو من الإرعاء والمراعاة. انظر لسان العرب مادة (رعن) ومادة (رعى).

(2) الواحدي ، أسباب النزول ، ص 24.

(3) الواحدي ، أسباب النزول ، ص 25.

(4) الواحدي ، أسباب النزول ، ص 32.

(5) الواحدي ، أسباب النزول ، ص 32.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



أولياء الأمور: حفل الورود الفاطمية للتكليف الشرعي يحصن بناتنا من التأثر بالأفكار المحيطة بهن
تربويات: الورود الفاطمية لتكليف الطالبات مشروع حيوي لبناء مجتمعٍ سليم
تربويون: مشروع الورود الفاطمية ينتج جيلاً محتشماً ملتزماً بالحجاب وتعاليم الدين الإسلامي
الشؤون النسوية: مشهد حفل التكليف الشرعي له وقع كبير في نفوس المكلفات