المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تحتمس الرابع وتاريخ هذه المسلة.
2024-04-19
تحتمس الثالث يقيم مسلتين في معبد عين شمس وتنقلان إلى الإسكندرية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19
تحتمس الرابع يقيم مسلةَ جدِّه في مكانها.
2024-04-19
منشآت تحتمس الثالث الدينية.
2024-04-19

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الخوارج في النهروان  
  
3645   11:12 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص470-481.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

انتشر أمر الخوارج وقاموا على سوقهم في مخالفة ملة الإسلام واعتلوا بكلمة حق يراد بها باطل كما قال عليه أفضل الصلاة و السلام واتبعوا أهواء نفوسهم فمرقوا من الدين مروق السهام فتجرد أمير المؤمنين لاستئصالهم بسيوف الانتقام و صدقهم الحملة عزيمته التي لا تني دون إدراك القصد و نيل المرام.

وتلخيص حالهم كما أورده ابن طلحة وإن كانت هذه الوقائع مسطورة مبسوطة في كتب المؤرخين والأخباريين أن عليا (عليه السلام) لما عاد من صفين إلى الكوفة بعد إقامة  الحكمين أقام ينتظر انقضاء المدة التي بينه وبين معاوية ليرجع إلى المقاتلة و المحاربة إذ  انخزلت طائفة من خاصة أصحابه في أربعة آلاف فارس وهم العباد و النساك فخرجوا من الكوفة و خالفوا عليا (عليه السلام) و قالوا لا حكم إلا لله و لا طاعة لمن عصى الله و انحاز إليهم نيف عن ثمانية آلاف ممن يرى رأيهم فصاروا اثني عشر ألفا و ساروا إلى أن نزلوا بحروراء و أمروا عليهم عبد الله بن الكواء فدعا علي (عليه السلام) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فأرسله إليهم فحادثهم و أطال فلم يرتدعوا و قالوا ليخرج إلينا علي بنفسه لنسمع كلامه عسى أن يزول ما بأنفسنا إذا سمعناه فرجع ابن عباس فأخبره فركب في جماعة و مضى إليهم فركب ابن الكواء في جماعة منهم فواقفه فقال له علي (عليه السلام): يا ابن الكواء إن الكلام كثير فأبرز إلي من أصحابك لأكلمك .

فقال : و أنا آمن من سيفك.

فقال :نعم .

فخرج إليه في عشرة من أصحابه فقال له (عليه السلام) عن الحرب مع معاوية و ذكر له رفع المصاحف على الرماح و أمر الحكمين و قال ألم أقل لكم إن أهل الشام يخدعونكم بها فإن الحرب قد عضتهم فذروني أناجزهم فأبيتم ألم أرد أن أنصب ابن عمي حكما وقلت إنه لا ينخدع

أبيتم إلا أبا موسى الأشعري و قلتم رضينا به حكما فأجبتكم كارها و لو وجدت في ذلك الوقت أعوانا غيركم لما أجبتكم و شرطت على الحكمين بحضوركم أن يحكما بما أنزل الله من فاتحته إلى خاتمته و السنة الجامعة و أنهما إن لم يفعلا فلا طاعة لهما علي كان ذلك أو لم يكن.

قال ابن الكواء : صدقت قد كان هذا كله فلم لا ترجع الآن إلى محاربة القوم فقال حتى تنقضي المدة التي بيننا و بينهم .

قال ابن الكواء : و أنت مجمع على ذلك .

قال : نعم ولا يسعني غيره فعاد ابن الكواء و العشرة الذين معه إلى أصحاب علي (عليه السلام) راجعين عن دين الخوارج و تفرق الباقون و هم يقولون لا حكم إلا لله.

وأمروا عليهم عبد الله بن وهب الراسبي و حرقوص بن زهير البجلي المعروف بذي الثدية و عسكروا بالنهروان و خرج علي فسار حتى بقي على فرسخين منهم و كاتبهم و راسلهم فلم يرتدعوا فأركب إليهم ابن عباس و قال سلهم ما الذي نقموا و أنا أردفك فلا تخف منهم فلما

أتاهم ابن عباس قال ما الذي نقمتم من أمير المؤمنين قالوا نقمنا أشياء لو كان حاضرا لكفرناه بها و علي (عليه السلام) وراءه يسمع ذلك فقال ابن عباس يا أمير المؤمنين قد سمعت كلامهم و أنت أحق بالجواب.

فتقدم وقال أيها الناس أنا علي بن أبي طالب فتكلموا بما نقمتم علي قالوا نقمنا عليك أولا أنا قاتلنا بين يديك بالبصرة فلما أظفرك الله بهم أبحتنا ما في عسكرهم و منعتنا النساء و الذرية فكيف حل لنا ما في العسكر و لم يحل لنا النساء فقال لهم علي (عليه السلام) يا هؤلاء إن أهل البصرة قاتلونا و بدءونا بالقتال فلما ظفرتم اقتسمتم سلب من قاتلكم و منعتكم من النساء و الذرية فإن النساء لم يقاتلن و الذرية ولدوا على الفطرة و لم ينكثوا و لا ذنب لهم و لقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) من على المشركين فلا تعجبوا إن مننت على المسلمين فلم أسب نساءهم و لا ذريتهم.

وقالوا نقمنا عليك يوم صفين كونك محوت اسمك من إمرة المؤمنين فإذا لم تكن أميرنا فلا نطيعك و لست أميرا لنا فقال يا هؤلاء إنما اقتديت برسول الله حين صالح سهيل بن عمرو .

قالوا فإنا نقمنا عليك أنك قلت للحكمين انظرا كتاب الله فإن كنت أفضل من معاوية فأثبتاني في الخلافة فإذا كنت شاكا في نفسك فنحن فيك أشد و أعظم شكا.

فقال (عليه السلام): فإنما أردت بذلك النصفة فإني لو قلت احكما لي و ذرا معاوية لم يرض و لم يقبل و لو قال النبي (صلى الله عليه واله) لنصارى نجران لما قدموا عليه تعالوا حتى نبتهل و أجعل لعنة الله عليكم لم يرضوا و لكن أنصفهم من نفسه كما أمره الله تعالى فقال {فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [آل عمران: 61] فأنصفهم من نفسه فكذلك فعلت أنا و لم أعلم بما أراد عمرو بن العاص من خدعه أبا موسى.

قالوا : فإنا نقمنا عليك أنك حكمت حكما في حق هو لك فقال إن رسول الله حكم سعد بن معاذ في بني قريظة و لو شاء لم يفعل و أنا اقتديت به فهل بقي عندكم شيء فسكتوا و صاح جماعة منهم من كل ناحية التوبة التوبة يا أمير المؤمنين.

واستأمن إليه ثمانية آلاف وبقي على حربه أربعة آلاف فأمر(عليه السلام) المستأمنين بالاعتزال عنه في ذلك الوقت و تقدم بأصحابه حتى دنا منهم و تقدم عبد الله بن وهب و ذو الثدية حرقوص و قالا ما نريد بقتالنا إياك إلا وجه الله و الدار الآخرة فقال علي (عليه السلام) { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } [الكهف: 103، 104] ثم التحم القتال بين الفريقين و استعرت الحرب بلظاها و أسفرت عن زرقة صبحها و حمرة ضحاها فتجادلوا و تجالدوا بألسنة رماحها و حداد ظباها فحمل فارس من الخوارج يقال له الأخنس الطائي و كان شهد صفين مع علي (عليه السلام) فحمل و شق الصفوف يطلب عليا (عليه السلام) فبدره علي بضربة فقتله فحمل ذو الثدية ليضرب عليا فسبقه علي (عليه السلام) و ضربه ففلق البيضة و رأسه فحمله فرسه و هو لما به فألقاه في آخر المعركة في جرف دالية على شط النهروان.

و خرج من بعده ابن عمه مالك بن الوضاح و حمل على علي فضربه علي فقتله و تقدم عبد الله بن وهب الراسبي فصاح يا ابن أبي طالب و الله لا نبرح من هذه المعركة أو تأتي على أنفسنا أو نأتي على نفسك فابرز إلي و أبرز إليك و ذر الناس جانبا فلما سمع علي (عليه السلام) كلامه تبسم و قال قاتله الله من رجل ما أقل حياؤه أما إنه ليعلم أني حليف السيف و خدين الرمح و لكنه قد يئس من الحياة و إنه ليطمع طمعا كاذبا ثم حمل على علي (عليه السلام) فضربه علي و قتله و ألحقه بأصحابه القتلى و اختلطوا فلم يكن إلا ساعة حتى قتلوا بأجمعهم و كانوا أربعة آلاف.

فما أفلت منهم إلا تسعة أنفس رجلان هربا إلى خراسان إلى أرض سجستان و بها نسلهما و رجلان صارا إلى بلاد عمان و بها نسلهما و رجلان صارا إلى اليمن و بها نسلهما و هم الإباضية و رجلان صارا إلى بلاد الجزيرة إلى موضع يعرف بالسن و البوازيج و إلى شاطئ الفرات و صار آخر إلى تل موزن.

 

وغنم أصحاب علي (عليه السلام)غنائم كثيرة و قتل من أصحاب علي (عليه السلام) تسعة بعدد من سلم من الخوارج و هي من جملة كرامات علي (عليه السلام) فإنه قال نقتلهم و لا يقتل منا عشرة ولا يسلم منهم عشرة فلما قتلوا قال علي (عليه السلام) التمسوا المخدج فالتمسوه فلم يجدوه فقام علي (عليه السلام) بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض فقال أخروهم فوجدوه مما يلي الأرض فكبر علي (عليه السلام) و قال صدق الله و بلغ رسوله قال أبو الرضي فكأني أنظر إليه حبشي عليه قريطق أحد ثدييه مثل ثدي المرأة عليها شعرات مثل شعرات ذنب اليربوع. 
وهذا أبو الرضي هو عباد بن نسيب القيسي تابعي يروي عنه هذا القول أبو داود في سننه كما قال. 
فهذا تلخيص مواقفه (عليه السلام) في منازلة الطوائف المتبعة تضليل أهوائها و مقاتلة الناكثين والقاسطين والمارقين في مقاتلها بأعبائها و ذكر كيفية قذفه بحقه لإزهاق باطلها و كف غلوائها و إرهاق عصيها صعود بوار قاض عليه بشقائها و قد تضمن هذا الفصل من وقائعه المذكورة و مواقفه المأثورة ما فيه غنية كافية و كفاية مغنية في أنه قد ملك عصم الشجاعة و أنه من أكفاء أكفائها و من تأمل إقدامه (عليه السلام) في مأزق وقائعه و مضايق مواقفه و معارك كره على الأبطال و هجومه على الأقران و افتراس نفوس أخصامه ببأسه قاطا بحسامه رقاب الهمام مفلقا بشباه مفارق الرؤوس قادا بحده أوساط المارقين و شاهد غلظته على أعداء الله تعالى و استئصال شأفتهم و تفصيل أوصالهم و تفريق جموعهم و تمزيقهم كل ممزق غير ثان عنان عزمه وأعمال بطشه عن الإقدام على الصفوف المرصوصة و الكتائب المرصوفة والكراديس المصفوفة مبددا شمل اجتماعها مشمرا عن ساق شجاعته لها موغلا في غمرات القتال مولغا صارمه في دماء الطلى و الأحشاء تحقق و استيقن أن هجيراه (عليه السلام) مكابدة الحروب و إدارة رحاها و أن إليه في جميع الأحوال مردها و منتهاها و أنه منها قدوة شيخها وكهلها و فتاها و علم علما لا يعترضه شك أن الله عز و علا قد أتاه (عليه السلام) خصائص تكاد توصف بالتضادد و حلاه بلطائف تجمع أشتات التعاند إذ أين هذه الشدة و البطش و الغلظة و البأس و القد و القط و شق الهام و خفة الإقدام و تجديل الحجاج و إذلال الكماة و إلصاق معاطسها الأبية بالرغام من خشوعه و خضوعه راغبا راهبا و تدرعه من الزهادة و العبادة بسربال سابغ و رداء سابل و اتصافه برقة قلب و هموع طرف و انسكاب دمع و تأوه حزين و إخبات منيب و شغف عيشة و جشب غذاء و تقلل قوت و خشونة لباس و تطليق الدنيا و زهرتها و مواصلة الأوراد و استغراق الأوقات بها و الإشفاق على الضعيف والرحمة للمسكين والتحلي بخلال خير لا يتأنى إلا لمنقطع في كن جبل لا يصحب إنسا و لا يسمع من البشر حسا مع المبالغة في معاتبة نفسه على التقصير في الطاعة و هو مطيل في العبادة هذا إلى فصاحة ألفاظه و بلاغة معانيه و كلامه المتين في الزهد والحث على الإعراض عن الدنيا ومبالغته في مواعظه الزاجرة وزواجره الواعظة و تذكيره القلوب الغافلة و إيقاظه الهمم الراقدة مطلقا في إيراد أنواع ذلك لسانا لا يفل عضبه و لا يكل حده و لا يسأم سامعه جنا حكمه و لا ألفاظ بدائعه و لا يمل عند إطالته لاستحلائه و استعذابه بل يفتح السمع إليه مقفل أبوابه و يرفع له مسبل حجابه.

 

صفات أمير المؤمنين من اقتفى مدارجها أقنته ثوب ثوابه صفات جلال ما اغتدى بلبانها سواه و لا حلت بغير جنابه تفوقها طفلا و كهلا فأينعت معاني المعالي فهي ملأ إهابه مناقب من قامت به شهدت له بإزلافه من ربه و اقترابه مناقب لطف الله أنزلها له و شرف ذكراه بها في كتابه.

قال الشيخ المفيد رحمه الله و من آيات الله الخارقة للعادة في أمير المؤمنين أنه لم يعهد لأحد من مبارزة الأقران و منازلة الأبطال مثل ما عرف لأمير المؤمنين من كثرة ذلك على مر الزمان ثم لم يوجد في ممارسي الحروب إلا من عرته بشر و نيل منه بجراح أو شين إلا أمير المؤمنين فإنه لم ينله مع طول مدة زمان حربه جراح من عدوه و لا وصل إليه أحد منهم بسوء حتى كان من أمره مع ابن ملجم لعنه الله على اغتياله إياه ما كان و هذه أعجوبة أفرده الله تعالى فيها بالآية وخصه بالعلم الباهر في معناها و دل بذلك على مكانه منه و تخصصه بكرامته التي بان بفضلها من كافة الأنام.

ومن آيات الله فيه (عليه السلام) أنه لا يذكر ممارس للحروب لقي فيها عدوا إلا و هو ظافر به حينا و غير ظافر به حينا و لا نال أحد منهم خصمه بجراح إلا و قضى منها وقتا وعوفي منها وقتا و لم يعهد من لم يفلت منه قرن في الحرب ولا نجا من ضربته أحد فصلح منها إلا أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنه لأمريه في ظفره بكل قرن بارزه و إهلاكه كل بطل نازله و هذا أيضا مما انفرد به (عليه السلام) من كافة الأنام و خرق الله به العادة في كل حين و زمان و هو من دلائله الواضحة.

ومن آيات الله تعالى أيضا فيه مع طول ملاقاته الحروب و ملابسته إياها و كثرة من مني به فيها من شجعان الأعداء و صناديدهم و تجمعهم عليه و احتيالهم في الفتك به و بذل الجهد في ذلك ما ولى قط عن أحد منهم ظهره و لا انهزم عن أحد منهم و لا تزحزح عن مكانه و لا هاب أحدا من أقرانه و لم يلق أحد سواه خصما له في حرب إلا ثبت له حينا و انحرف عنه حينا و أقدم عليه وقتا و أحجم عنه زمانا و إذا كان الأمر على ما وصفناه ثبت ما ذكرناه من انفراده بالآية الباهرة و المعجزة الظاهرة و خرق العادة فيه بما دل الله و كشف به عن فرض طاعته و أبانه بذلك من كافة خليقته و قلت أمدحه (عليه السلام) من قصيدة طويلة و أنشدتها بحضرته في مشهده المقدس صلوات الله على الحال به:

وإلى أمير المؤمنين بعثتها                 مثل السفائن عمن في تيار

تحكي السهام إذا قطعن مفازة             وكأنها في دقة الأوتار

تنجو بمقصدها أغر شأي الورى          بزكاء أعراق و طيب نجار

حمال أثقال و مسعف طالب                وملاذ ملحوف و موئل جار

شرف أقر به الحسود و سؤدد            شاد العلاء ليعرب و نزار

و سماحة كالماء طاب لوارد              ظام إليه و سطوة كالنار

و مآثر شهد العدو بفضلها                والحق أبلج و السيوف عواري

سل عنه بدرا إذ جلا هبواتها              بشباة خطي و حد غرار

حيث الأسنة كالنجوم منيرة                تخفى وتبدو في سماء غبار

و اسأل بخيبر إن عرتك جهالة           بصحائح الأخبار و الآثار

و اسأل جموع هوازن عن حيدر           وحذار من أسد العرين حذار

و اسأل بخم عن علاه فإنها                تقضي بمجد و اعتلاء منار

بولائه يرجو النجاة مقصر                 وتحط عنه عظائم الأوزار

 

منها:
يا راكبا يفلي الفلاة بجسرة                 زيافة كالكوكب السيار

 

حرف براها السير حتى أصبحت            كيراعة أنحى عليها الباري

عرج على أرض الغري و قف به          والثم ثراه و زره خير مزار

واخلع بمشهده الشريف معظما             تعظيم بيت الله ذي الأستار

وقل السلام عليك يا خير الورى            وأبا الهداة السادة الأبرار

يا آل طه الأكرمين ألية                      بكم وما دهري يمين فجار

إني منحتكم المودة راجيا                   نيلي المنى في الخمسة الأشبار

فعليكم مني السلام فأنتم                    أقصى رجاي و منتهى إيثاري

وقلت أمدحه (عليه السلام) و أنشدتها في حضرته من قصيدة

سل عن علي مقامات عرفن به            شدت عرى الدين في حل و مرتحل

 بدرا و أحدا و سل عنه هوازن في       أوطاس و اسأل به في وقعة الجمل

و اسأل به إذ أتى الأحزاب يقدمهم        عمرو و صفين سل إن كنت لم تسل

مآثر صافحت شهب النجوم علا           مشيدة قد سمت قدرا على زحل

و سنة شرعت سبل الهدى و ندى         أقام للطالب الجدوى على السبل

كم من يدلك فينا يا أبا حسن               يفوق نائلها صوب الحيا الهطل

و كم كشفت عن الإسلام فادحة            أبدت لتفرس عن أنيابها العضل

و كم نصرت رسول الله منصلتا           كالسيف عري متناه من الخلل

و رب يوم كظل الرمح ما سكنت          نفس الشجاع به من شدة الوهل

و مأزق الحرب ضنك لا مجال به         ومنهل الموت لا يغني على النهل

و النقع قد ملأ الأرجاء عثيره             فصار كالجبل الموفي على الجبل

جلوته بشبا البيض القواضب و           الجرد السلاهب و العسالة الذبل

بذلت نفسك في نصر النبي و لم          تبخل و ما كنت في حال أخا بخل

و قمت منفردا كالرمح منتصبا            لنصره غير هياب و لا وكل

تردي الجيوش بعزم لو صدمت به       صم الصفا لهوى من شامخ القلل

ياأشرف الناس من عرب ومن عجم     وأفضل الناس في قول وفي عمل

 يامن به عرف الناس الهدى وبه        ترجى السلامة عند الحادث الجلل

يا فارس الخيل و الأبطال خاضعة        يامن له كل خلق الله كالخول

يا سيد الناس يا من لا مثيل له           يامن مناقبه تسري سرى المثل

خذ من مديحي ما أسطيعه كرما          فإن عجزت فإن العجز من قبلي

وسوف أهدي لكم مدحا أحبره           إن كنت ذا قدرة أو مد في أجلي .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






موكب أهالي كربلاء يهدي ممثل المرجعية العليا درعا تثمينا للمساهمات الفاعلة والمساندة لإنجاح الفعاليات التي يقيمها خلال المناسبات الدينية
مراحل متقدمة من الإنجاز يشهدها مشروع مركز الشلل الدماغي في بابل
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: يجب الاهتمام بالباحثين عن العمل ومنحهم الفرص المناسبة عبر الاهتمام بقدراتهم ومؤهلاتهم وإبداعاتهم
يمتد على مساحة (500) دونم ويستهدف توليد الطاقة الكهربائية.. العتبة الحسينية تعلن عن الشروع بإنشاء مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء