مرسوم منف أو حجر رشيد (النص الاغريقي)
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج16 ص 61 ــ 65
2025-11-14
62
في حكم الواحد الصغير (الملك) الذي تسلم ملكه من والده سيد التيجان، الفاخر الذي ثبت مصر، والتقى نحو الآلهة، والمتفوق على أعدائه، ومن أصلح الحياة المتحضرة للإنسان، سيد الأعياد الثلاثينية (حب سد) وهو مثل «هفايستوس» Hephaistos العظيم (= الإله «بتاح» الذي وحده الإغريق بإلههم «هفايستوس»)، وهو ملك مثل الشمس (= رع)، الملك العظيم للوجهين القبلي والبحري، نسل الإلهين «فيلوباتور»، ومن وافق عليه «هفايستوس» (يشير هنا إلى الزيارة المقدسة التي زارها الملك لقدس الأقداس بمعبد بتاح عند حفلة التتويج)، ومن منحته الشمس النصر (يقصد هنا الإله «رع»)، والصورة الحية للإله «زيوس» (= الإله آمون عند المصريين)، ابن الشمس «رع»، (بطليموس العائش أبديًّا محبوب بتاح)، في العام التاسع عندما كان «أيتوس» Aetus ابن «أيتوس» كاهن الإسكندر والإلهين المخلصين «سوترس» والإلهين المتحابين، والإلهين المحسنين والإلهين المحبين لوالدهما، والإله «أبيفانس أيوكرستوس»، وحينما كانت «بيرها» Pyrrha ابنة «فيلينوس» Philinus الكاهنة حاملة هدية النصر ﻟ «برنيكي» المحسنة، وعندما كانت أريا Areia ابنة «ديوجنيز» Diogenes الكاهنة حاملة السلة الذهبية للملكة «أرسنوي» محبة أخيها، وعندما كانت «إرن» Irene ابنة «بطليموس» كاهنة «أرسنوي» محبة أبيها، في الرابع من شهر «كسانديكوس» Xandikos، وعلى حسب (التأريخ المصري يكون الثامن عشر من أمشير).
(3-1) مرسوم
إن رؤساء الكهنة والكهنة خدمة الإله، وأولئك الذين في المحراب الداخلي (= قدس الأقداس) لإلباس الآلهة، وحاملي الريش والكتاب المقدسين، وكل الكهنة الآخرين الذين أتوا معًا للملك من المعابد التي في أنحاء البلاد إلى «منف» من أجل عيد تسلمه الملك، وهو عيد «بطليموس» العائش أبديًّا محبوب بتاح والإله «أبيفانس» (= الظاهر) «أيوكاريستوس» (= الذي أشياؤه الطيبة حسنة) الذي تسلمه من والده؛ قد اجتمعوا في المعبد بمنف في هذا اليوم، وأعلنوا: لما كان الملك «بطليموس» العائش أبديًّا محبوب «بتاح» الإله «أبيفانس يوكاريستوس» ابن الملك «بطليموس» والملكة «أرسنوي» (الثالثة) الإلهين المحبين لوالدهما؛ قد أفاد كثيرًا المعابد والذين يسكنونها وكذلك أولئك الذين هم رعاياه بوصفه ملكًا انحدر من إله وإلهة (مثل «حور» بن «إزيس» و«أوزير» الذي انتقم لوالده «أوزير») وبوصفه يميل بالإحسان نحو الآلهة، فإنه قد أهدى المعابد دخلًا من المال والغلال، وقام بمصاريف كثيرة؛ ليجعل مصر في فلاح، ولتأسيس المعابد، وكان كريمًا بكل موارده وبالدخل والضرائب التي كان يجبيها من مصر؛ فقد نزل عن بعضها قاطبة وخفف بعضها، وذلك لأجل أن يصبح في استطاعة الناس (يقصد المصريين الأصليين) وجميع الباقين (يقصد المقدونيين والإغريق والأسيويين الذين يسكنون البلاد المصرية) في سعادة مدة حكمه.
وقد نزل عن جميع ديون التاج التي كانت دينًا له في مصر وسائر دولته، وكانت كثيرة العدد، وكذلك أعفى أولئك الذين كانوا في السجون والمتهمين منذ زمن طويل زمن التهم التي نُسِبَت إليهم، وقد أمر بأن يبقى دخل المعابد وكل الهبات السنوية التي تُمنح لها من الغلال والمال، وكذلك النصيب الخاص بالآلهة من النبيذ والأرض والحدائق وأملاك الآلهة الأخرى؛ في حوزتهم كما كانت في زمن والده، كذلك وصى فيما يخص الكهنة بألا يدفعوا ضريبة التدشين أكثر مما كان مقررًا عليهم زمن والده وحتى السنة الأولى من حكمه، وأعفى أعضاء الطوائف المقدسة من السفر سنويًّا في النهر إلى الإسكندرية، وأوصى بأن الخدمة في الأسطول لا يكون لها وجود بعد، وأن ضريبة نسيج الكتان الملكي التي تدفعها المعابد للتاج تُخفض بمقدار الثلثين، وكذلك أية أشياء مهما كانت قد أُهملت في الأزمان فإنها قد أعيدت إلى حالتها الطبيعية، على أن تكون هناك عناية بكيفية دفع الضرائب التقليدية للآلهة، وكذلك فإنه وزع العدالة مثل ما فعل «هرميس» (= تحوت) المزدوج العظمة.
وكذلك أمر بأن أولئك الذين عادوا من طائفة المحاربين وسائر أولئك الذين ضلوا السبيل في ولاتهم في زمن الاضطرابات يجب عند عودتهم أن يحتلوا أملاكهم القديمة، وذلك على شرط أن الفرسان والمشاة وكذلك السفن يجب أن يُرسَلوا على أولئك الذين يهاجمون مصر بحرًا وبرًّا، ويخضعوهم لغرامة عظيمة من المال والغلة؛ لأجل أن تكون المعابد وكل ما هو في البلاد يصبح في أمان (المقصود بالذين يهاجمون مصر هنا هم السليوكيون الذين على رأسهم «أنتيوكوس» الثالث). هذا، وكان الملك قد زحف على «ليكوبوليس» الواقعة في المقاطعة البوصيرية (المقاطعة التاسعة من مقاطعات الوجه البحري) وهي التي كانت قد احتُلت وحُصنت لمقاومة حصار مجهز بمستودعات أسلحة وبكل الموارد الأخرى، ولما رأى أن أمد العصيان كان طويلًا بين الرجال الكفرة المتجمعين فيها، وهم الذين كانوا قد ألحقوا ضررًا بالغًا بالمعابد وبكل سكان مصر؛ فإنه بعد أن عسكر أمامها أحاطها بالتلال والخنادق والتحصينات المنيعة، ولكن لما كان النيل قد ارتفع ارتفاعًا عظيمًا في السنة الثامنة «من حكمه» وقد كان في العادة يفيض على السهول فإنه منعه، وذلك بسده عند نقط عدة عند فتحات مجاري المياه، وقد أنفق على ذلك مبلغًا من المال ليس بالقليل. هذا، وقد أقام على حراستها فرسانًا ومشاة — يقصد هنا إما السدود وإما جيشه الذي وضعه ليحاصر الثوار بعد أن حجز الفيضان بعيدًا، وكان الثوار أمَّلوا أن يرفع فيضان النيل الحصار. وفي الحال استولى على البلدة بالهجوم، وقضى على كل الرجال الكفرة الذين كانوا فيها، وذلك مثلما أخضع سابقًا «هرميس» و«حور» بن «إزيس» «وأوزير» العصاةَ في نفس الإقليم، أما مضللو العصاة في زمن والده وهم الذين عاثوا في الأرض فسادًا، وألحقوا أضرارًا بالمعابد، فإن هؤلاء عندما أتى إلى «منف» عاقبهم انتقامًا لوالده ولبلاده بما يستحقون عندما وصل إلى هناك ليؤدي الأحفال اللازمة لتسلمه التاج، وقد نزل عما كان يستحقه التاج من المعابد حتى العام الثامن «من حكمه»، ولم يكن هذا بالقدر الصغير من الغلال والمال، وكذلك الغرامات عن نسيج الكتان الملكي الذي لم يُورد للتاج، وكذلك الغرامات عن تكاليف تحقيق ما قد ورد لنفس المدة، وكذلك أعفى المعابد من ضريبة إردب عن كل أرورا من الأرض المقدسة، وجرة النبيذ عن كل أرورا من أرض الكروم.
أما العجلان «أبيس» و«منيفيس» فإنه منحهما هبات كثيرة، وكذلك الحيوانات الأخرى المقدسة في مصر أكثر مما منحه أي ملك آخر قبله، هذا مع تقدير ما كانت تملكه (الآلهة) من كل وجه. وقد أعطى لدفنها ما هو مناسب بسخاء وفخامة، وكذلك ما كان يُدفع بصفة منتظمة لمحاريبهم الخاصة، بالإضافة إلى الأضاحي والأعياد وكل الشعائر المتبعة، وكذلك أبقى على أمجاد المعابد ومصر على حسب القوانين، وكذلك زخرف معبد «أبيس» بالأشغال الثمينة منفقًا عليه الذهب والفضة والأحجار الثمينة مبلغًا ليس بالقليل.
وأسس معابد ومحاريب وموائد قربان، كما أصلح ما يحتاج إلى إصلاح، بروح إله محسن في الشئون الخاصة بالدين، وقد كشف عن أشرف المعابد (أو المواقع) وجددها في مدة ملكه كما كان يليق. ومكافآت لكل هذه الأشياء منحته الآلهة الصحة والنصر والقوة، وجميع الأشياء الطيبة الأخرى، وملكه يكون باقٍ له ولأولاده أبديًّا مع الحظ المواتي، لقد وُجد من الخير على كهنة جميع المعابد في البلاد أن يزيدوا كثيرًا ما هو موجود من أمجاد الملك «بطليموس» العائش أبديًّا، محبوب «بتاح» الإله «أبيفانس-يوكاريستوس»، وكذلك أمجاد أبويه الإلهين «فيلوباتور»، وأجداده الإلهين «إيرجيتيس»، والإلهين «أدلفوس»، والإلهين «سوترس»، وأن يقيموا للملك «بطليموس» العائش أبديًّا، محبوب بتاح، الإله «إبيفانس-يوكاريستوس» تمثالًا في أبرز مكان من كل معبد، وسيُسمى (تمثال) «بطليموس» المنتقم لمصر، وبجانبه سيُقام تمثال الإله الرئيسي للمعبد، وفي يده رمز النصر الذي سيُصنع على حسب الطراز «المصري»(1)، وأن الكهنة سيقدمون تحياتهم للتماثيل ثلاث مرات يوميًّا، وكذلك يضعون عليها الزينة المقدسة (أي يُلبسونها) ويؤدون الأمجاد الأخرى العادية، كما تُؤدى للآلهة الآخرين في الأعياد المصرية، وأن يقام للملك «بطليموس» الإله «إبيفانس-يوكاريستوس» المتناسل من الملك «بطليموس» والملكة «أرسنوي» الإلهين المحبين لوالدهما تمثال ومحراب من الذهب في كل من المعابد، على أن يُنصب في الحجرة الداخلية (= قدس الأقداس) مع المحاريب الأخرى، وفي الأعياد العظيمة التي تُحمل فيها المحاريب في موكب سيُحمل محراب الإله «إبيفانس-يوكاريستوس» في الموكب معها، ولأجل أن يكون مميزًا عنها الآن وإلى الأبد؛ فإنه سيُوضع على المحراب عشرة التيجان الذهبية الخاصة بالملك، وهي التي سيُوضع عليها صل كما هي الحال في التيجان التي على شكل صل، وهي التي تُوجد على محاريب أخرى، ولكن سيُوضع في وسطها التاج المسمى «سخمت» (التاج المزدوج) وهو الذي لبسه عندما ذهب إلى معبد «منف» ليؤدي فيه أحفال تسلم الملك. وسيوضع على سطح المربع الذي حول التيجان بجانب التاج السالف الذكر تعاويذ ذهبية (وسيُنقش عليها: إنه محراب الملك الذي يجعل الوجه القبلي والوجه البحري مشرقين — أو ظاهرين).
ولما كان اليوم الثلاثون من شهر «مسرى» وهو الذي احتُفل فيه بيوم ميلاد الملك، وكذلك اليوم 17 من شهر بابه وهو اليوم الذي تسلم فيه الملك من والده؛ فإنهما قد اعتُبرا أسماء أيام في المعابد، ولما كانا مناسبتين لرحمات عظيمة؛ فإنه سيُقام عيد في المعابد في كل مصر في هذين اليومين من كل شهر، وسيكون فيهما أضاحي وقربات سائلة، وكذلك كل الأحفال المعتادة في كل الأعياد الأخرى.
وسيُقام عيد للملك «بطليموس» العائش أبديًّا محبوب «بتاح» الإله «إبيفانس-يوكاريستوس» سنويًّا في كل معابد البلاد من أول شهر «توت» لمدة خمسة أيام، وستُرْتَدى فيها أكاليل وتُؤدى أضاحٍ والتزامات أخرى عادية، وسيدعي كهنة الآلهة الآخرين كهنة الإله «إبيفانس-يوكاريستوس» بالإضافة إلى أسماء الآلهة الآخرين الذين يقومون بخدمتهم، وستُدون في الوثائق الرسمية طائفة كهانته، (وتُحفر على الخواتم التي يلبسونها)، وسيُسمح للأفراد العاديين أن يقيموا العيد، ويقيموا كذلك المحراب السالف الذكر، ويكون عندهم في بيوتهم، ويؤدون الاحترامات المعتادة في الأعياد شهريًّا وسنويًّا؛ وذلك لأجل أن يكون معروفًا للكل أن رجال مصر يعظمون ويمجدون الملك «إبيفانس-يوكاريستوس» على حسب القانون.
وهذا المرسوم سيُدون على لوحة من الحجر الصلب بالأحرف المقدسة والوطنية والإغريقية، ويُقام في كل المعابد التي من الدرجة الأولى والثانية والثالثة عند تمثال الملك العائش أبديًّا.
.................................................
1- يُلْحَظُ أنه من بداية السطر الأربعين في المتن الإغريقي أن الكسر في اللوحة من الجهة اليمنى قد أصبح كبيرًا؛ مما أتلف المتن بعض الشيء، ومن ثم أصبحت قراءة بعض الكلمات غير مؤكدة. وعلى ذلك فقد لعب التخمين دورًا في ملئها، وأصبح المعنى ليس مؤكدًا نتيجة لذلك.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة