عوائم العين ومراكز أُخرى في عينك
المؤلف:
جيرل ووكر
المصدر:
سيرك الفيزياء الطائر
الجزء والصفحة:
ص863
2025-10-01
132
عندما أنظر إلى خلفية ساطعة بلا شكل واضح، كالسماء الصافية مثلا، يمتلئ مجال رؤيتي بنقاط صغيرة طافية وبقع متحركة. شرحنا البقع المتحركة في البند السابق النقاط الصغيرة الطافية تتكون من دوائر متحدة المركز؛ إلا أنني أرى أيضًا أشكالاً مستطيلة أكبر. يعوق شكل كبير في عيني اليمنى قدرتي على القراءة بتلك العين.
يمكنك رؤية «العوائم»، كما يُطلَق عليها، بوضوح أكثر إذا كانت العين مضاءة بمصدر صغير للضوء. على سبيل المثال، أستعين عادةً بثقب مضيء عبر ورق مقوى غير مُنْفِذ للضوء. ورغم ذلك فإنَّ أي مصدر صغير للضوء الساطع، مثل مشبك ورقي عاكس للضوء، يُمكن أن يؤدي الغرض. (وأنا حريص للغاية على عدم تقريب أي جسم من العين.)
عندما أستخدم الثقب، أرى عدة صور أخرى مثيرة للاهتمام. ثمة بقع ساطعة تبدو أنها تفتقر إلى الدوائر المتحدة المركز التي تشتهر بها العوائم أكثر. أحيانًا أرى بقعا داكنة ونمطًا ثابتا من الخطوط الداكنة الممتدة من مركز مجال رؤيتي. وبعد أن أطرف بعيني مباشرةً، أرى بقعا ساطعة ونمطًا لخطوط أفقية ساطعة وداكنة. وأحيانًا أرى رقعًا ساطعة ثابتة أو رقعًا مجعدةً طافية. وما إن أفتح عيني في الصباح، ربما أرى بقعة أو أكثر من بقعة داكنة أكثر أو ساطعة أكثر (وهو أمر أكثر ندرة عن باقي المشهد. ما سبب هذه الأشكال المتنوعة؟
الجواب: ربما ترجع العوائم المعتادة إلى وجود تعرجات في «الجسم الزجاجي» للعين (وهو عبارة عن مادة شفافة تملأ أغلب مساحة مقلة العين. أنت لا تستطيع أن ترى تعرج الجسم الزجاجي نفسه أو حتى ظلاله على شبكية العين. وبدلا من ذلك، ترى حيودًا يصنعه التعرُّج داخل شبكية العين. والحيود هو عبارة عن نوع من تداخل الموجات الضوئية يحدث عندما تمر هذه الموجات عبر فتحة صغيرة أو تمر بجانب عائق بسيط. في هذه الحالة، عندما يمر ضوء صادر من ثقب خلال التعرج الموجود في الجسم الزجاجي يحيد الضوء وتتداخل الأنماط الموجية في شبكية العين والنمط عبارة عن حزم ضوئية ساطعة متحدة المركز حيث تعزز الموجات الضوئية بعضها بعضًا) وحزم ضوئية غامقة (حيث تنحو إلى محو بعضها بعضًا).
وإذا كان التعرج دائري الشكل تقريبًا، يكون النمط عبارة عن بقعة مركزية ساطعة، والتعرُّج المستطيل ينتج عنه نمط مستطيل والعوائم التي تراها بطبيعة الحال تكون عبارة عن نمط حيود ضبابي. وإذا نظرت من خلال ثقب، ترى النمط بوضوح أكبر ويُمكنك أن تفرق بين الحزم الضوئية الفردية الساطعة والداكنة وتنجرف العوائم عبر خط الرؤية لأن الجسم الزجاجي ليس صلبًا ويمكنه تغيير موضعه. وربما تُعزى بعض العوائم إلى أن أجزاء من الجسم الزجاجي تتكسر وتطفو فوق طبقة مائعة واقعة أمام «النقرة المركزية»، الشكل الشبيه بالتجويف الذي ينحدِر عنده خط الرؤية الخاص بك. وقد تُعزى أيضًا إلى خلايا الدم التي تتسرب إلى داخل الطبقة المائعة، ولكن في تلك الحالة من المرجح أن يتلون مجال الرؤية باللون الأحمر. كل شخص يرى العوائم، ووجود هذه العوائم لا يشير بالضرورة إلى وجود مشاكل صحية. ومع تقدمك في العمر، سترى على الأرجح المزيد من العوائم. وتُعزى البقع الساطعة ونمط الخطوط الساطعة والداكنة التي تعقب غمضة العين إلى الطبقة المائعة (سائل الدموع) المتبقية في القرنية والتعرُّجات الموجود في تلك الطبقة قد تركز شعاع الضوء قليلا لينتج عنها المناطق الأكثر سطوعًا والخطوط المنتشرة من مركز الرؤية ربما تتكون من أشكال شعاعية لعدسة العين. وربما تُعزى البقع الغامقة إلى المناطق الصغيرة المعتمة. ولا يوجد تفسير مفهوم للبقع الداكنة والساطعة التي يراها البعض فور الاستيقاظ من النوم في الصباح.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم البصريات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة