جاء في كتابِ (أخلاقِ الإمامِ عليٍّ عليهِ السلام)
للسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
قالَ أميرُ المؤمنينَ -عليهِ السَّلام-:
(الدَّاعِي بِلا عَمَلٍ كالرَّامي بِلَا وَتَرٍ)
الدعوةُ إلى أنْ نكونَ مُطبّقينَ لمِا نتعلَّمُهُ مِن العلومِ والمعارفِ ليتسنّى لنا وصيّةَ الآخرينَ بهِ، وإلا فلا تكونُ الموعِظَةُ مسموعةً ولا النصيحةُ مقبولةً.
وقَد مُثِّلَ مَن يدعو غيرَهُ إلى أمرٍ لا يقومُ – هو – بهِ بِمَن يرمي وآلةُ رميهِ ناقصةٌ فلا يُمكنُهُ الإصابةَ ويفشلُ في – التهديفِ -.
إذنْ فالعِلمُ النَّظريُّ معَ العملِ التطبيقيِّ ثُمَّ مرحلةُ دعوةِ الغيرِ لِيَصِحَّ الاقتداءُ؛ لأنَّ لذلكَ الأثرُ التامُّ في النفوسِ، لأنَّ مطابقةَ العملِ للعلمِ تكونُ مِنَ الدعايةِ الصامتةِ ذاتُ التأثيرِ القويّ.
ومِن فوائدِ التّطبيقِ كَفُّ الألسنةِ والانتقادِ الاجتماعي، بأنَّهُ يدعو إلى مالا يَعملُ بهِ فيكونُ إلى التنظيرِ أقربُ منهُ إلى التطبيقِ فلا يُمكِنُهُ استقطابَ الكثيرِ ممّن يُمكنُهُ احتواءَهم وحثَّهُم على المعاني الخيّرةِ التي ينبغي لهُ الاهتمامُ بها والتّعوُّدُ عليها بالوقوفِ عندَها بتأمُّلٍ وإمعانٍ لينعكسَ أثرُها عليهم ولتَتَعزَّزْ في النفوسِ أكثرَ مِن خلالِ التّطبيقِ.