أهدت العتبةُ العبّاسية المقدّسة راية قبّة حرم أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) لوالد الشهداء الخمسة الحاج طالب الشمري الذي قدّم أولاده قرابين تضحية وفداء لهذا البلد، وكان ذلك خلال الزيارة التي قام بها مع ذوي الشهداء بدعوةٍ من قِبَل العتبة المقدّسة التي أعدّت لهم برنامجاً خاصّاً استُهِلَّ بزيارة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) من ثمّ التوجّه لقاعة التشريفات، حيث كان في استقبالهم ممثّلون عن الأمانة العامّة للعتبة المقدّسة.
شمل منهاج الزيارة كذلك إقامة مجلسٍ عزائيّ حسينيّ عقده السيد عدنان جلوخان الموسوي من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة المقدّسة استهلّه بمحاضرةٍ قيّمة بيّن فيها المنزلة العظيمة والكبيرة للشهيد الذي يضحّي بنفسه ويجود بها من أجل الدفاع عن وطنه والذود عن كرامته، هذه المنزلة التي لا ينالها إلّا ذو حظٍّ عظيم منزلة علت به الى أرفع درجات العلوّ والمكانة الرفيعة، حيث جعلته أكرم موجودٍ خلقه الله تعالى وذلك لكونه قدّم لربّه أغلى ما يملك ألا وهي نفسه، ولكم في سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) الأسوة والقدوة الحسنة فهو من أرسى أُسسَها.
واختُتِم هذا المجلس بمرثيّةٍ حسينيّة (نعي) جسّدت واقعة الطفّ الخالدة وما جرى على الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته، كما تضمّنت الزيارة التبرّك بوجبة غداء في مضيف أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وزيارةٍ لحرم الإمام الحسين(عليه السلام).
أخو الشهداء الخمسة (قصي طالب) وهو أيضاً مازال يُقاتل في صفوف القوّات الأمنيّة، بيّن من جانبه: "أنّه لشرفٌ كبير لي ولإخوتي الشهداء أن نحظى بهذا الاهتمام وهذا التكريم، فكانت زيارتنا اليوم بمثابة تجديدٍ للعهد مع الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) بالبقاء سائرين على نفس النهج الذي انتهجوه لنا وهو نهج الشهادة، وأعتبر نفسي أنا قليل الحظّ لكوني لم ألتحق بركب إخوتي الشهداء، فالشهادة درجةٌ يرفع بها الله عزّوجلّ صفوته المختارة من عبادة، فهي منحة إلهيّة وليست محنة دنيويّة".
الجدير بالذّكر أنّ هذه العائلة التي تقطن مدينة الهاشمية في محافظة بابل قد ضحّت بخمسة من فلذّات أكبادها، منهم اثنان على يد عصابات البعث إبّان الانتفاضة الشعبانيّة، وهم كلٌّ من: لؤي طالب الشمري وكان عمره سبع سنين، وناظم طالب الشمري الذي اقتفى أثره، أمّا الثالث فهو حسن طالب الشمري الذي استشهد في معارك تحرير جرف النصر، وتحسين طالب الشمري الذي استشهد في نفس اليوم الذي استُشهد فيه أخوه حسن لكن في قاطع بيجي، ليلتحق بهم أخوهم الخامس وهو الشهيد محمد طالب الشمري الذي نال شرف الشهادة في معارك تحرير الرطبة.
يُذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة قامت بتفقّد هذه العائلة وتقديم التعازي لهم من خلال وفدٍ رفيع المستوى ترأّسه المتولّي الشرعي للعتبة المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) وأمينها العام السيد محمد الأشيقر (دام توفيقه) وعدد من مسؤوليها.