المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


معنى كلمة ليل‌


  

7338       09:40 صباحاً       التاريخ: 15-12-2015              المصدر: الشيخ حسن المصطفوي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015 6262
التاريخ: 1-2-2016 9543
التاريخ: 2024-05-09 323
التاريخ: 1-2-2016 2364
التاريخ: 21-1-2016 7404
مصبا- الليل معروف ، والواحدة ليلة ، وجمعه الليالي بزيادة الياء على غير قياس ، والليلة من غروب الشمس الى طلوع الفجر ، وقياس جمعها ليلات مثل بيضه وبيضات ، وعاملته ملايلة ، أي ليلة وليلة ، مثل مشاهرة ومياومة ، أي شهرا وشهرا ويوما ويوما. وليل أليل : شديد الظلمة.
صحا- الليل واحد بمعنى جمع ، وواحدته ليلة مثل تمرة وتمر ، وقد جمع على ليالي ، فزادوا فيها الياء على غير قياس ، ونظيره أهل وأهالي ، ويقال‌ كان الأصل فيها ليلاه فحذفت ، لأنّ تصغيرها لييلة. وليلة ليلاء وليل لائل ، مثل قولك شعر شاعر في التأكيد ، وليلى : اسم امرأة ، والجمع ليالي.
لسا- الليل عقيب النهار. التهذيب- الليل ضدّ النهار ، والليل ظلام الليل ، والنهار الضياء ، فإذا أفردت أحدهما من الآخر قلت ليلة ويوم. قال بعضهم : إنما كان أصل تأسيس بنائها ليلا مقصور. أبو الهيثم : النهار اسم لكلّ يوم ، والليل اسم لكلّ ليلة ، لا يقال نهار ونهاران ، ولا ليل وليلان ، إنّما واحد النهار يوم وتثنيته يومان وجمعه أيّام ، وضدّ اليوم ليلة وجمعها ليال ، وكان الواحد ليلاة في الأصل.
الفروق 226- الفرق بين النهار واليوم : أنّ النهار اسم للضياء المنفسح الظاهر لحصول الشمس بحيث ترى عينها أو معظم ضوئها ، وهذا حدّ النهار ، وليس هو في الحقيقة اسم الوقت. واليوم اسم لمقدار من الأوقات يكون فيه هذا السنا ، ولهذا قال النحويّون : إذا سرت يوما فأنت موقّت تريد مبلغ ذلك ومقداره ، وإذا قلت سرت اليوم أو يوم الجمعة فأنت مؤرّخ ، فإذا قلت سرت نهارا أو النهار فلست بمؤرّخ ولا بموقّت ، وانّما المعنى سرت في الضياء المنفسح ، ولهذا يضاف النهار الى اليوم ، فيقال سرت نهار يوم الجمعة ، ولا يقال للغلس والسحر نهار حتّى يستضي‌ء الجوّ.
والتحقيق‌
أنّ الليل يطلق على ما يقابل النهار ، فانّ النهار هو الزمان الممتدّ من أوّل طلوع الشمس الى غروبها ، والنظر فيه الى الزمان بلحاظ انبساط الضياء من الشمس ، في قبال الليل إذا أظلم وغشى النور ، فالليل يقابل النهار.
وأمّا اليوم : فهو أعمّ من النهار ، وقد يطلق على مجموع الليل والنهار ، أو على وقت ممتدّ معيّن- راجع اليوم.
ويشتقّ من الكلمة مشتقّات بالانتزاع ، فيقال ليل لائل وأليل والمليّل و‌ الملايلة والإليال.
فكما أنّ النهار يلاحظ في موارد إطلاقه خصوصيّة وجود الضياء ، كذلك يلاحظ في إطلاقات الليل مفهوم الظلمة.
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً} [البقرة : 274]. {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ } [الأعراف : 54]. {رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا } [نوح : 5]. {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} [الحج : 61]. {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} [النازعات : 28، 29] فالنظر في هذه الآيات الكريمة الى الظلمة والضياء ، ولا يصحّ أن يقال : يغشى الليل في اليوم ، ويولجه فيه ، وأخرج ضحى اليوم.
وتقديم كلّ منهما بلحاظ خصوصيّة منظورة ، كرجحان الإنفاق في الليل المظلم ، والدعوة ليلا المصونة من الرياء والتقيّد.
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} [الليل: 1، 2] قدّم الليل في مورد السعي والعمل (إنّ سعيكم لشتّى) فانّ الليل مقدّمة وسبب لظهور العمل والسعي ، لأنّ الليل معدّ للاستراحة ، والاستراحة لجبر القوى الفائتة وتأمين جهات الضعف والانكسار الّذي تحصّل في النهار بالعمل والسعي.
فالقوّة والتهيّؤ للعمل والمجاهدة إنّما تتحصّل وتوجد في الليل ، فالليل مقدّم لكونه مبدأ تحصّل القوّة ومنشأه ، ولولاه لما يمكن لأحد أن يظهر منه عمل نافع.
فظهر لطف التعبير بالليل ووجه الحلف به وتجليله وسبب تقديمه على النهار ، ويدلّ التعبير في الآية الكريمة على أنّ الغشيان من لوازم الليل ، كما أنّ التجلّى من لوازم النهار.
{وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا} [الأنعام : 96].
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} [يونس : 67]. {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا} [الفرقان : 47] فجعل اللّٰه الليل للسكون والاستراحة ، وهو لباس يغطّى به لتجديد القوى وتقويتها ، وجعل النوم بعد فعّالية اليوم استراحة وانقطاعا عن السعي.
وبهذا يظهر أنّ الليل والنهار آيتان من آيات الربّ المتعال ، تدلّ على القدرة والحكمة والنظم التامّ-. {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ} [الإسراء : 12]. {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ} [الروم : 23]. {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} [يس : 37]. {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ} [آل عمران : 190] فهذه الأمور من آيات حكمة الربّ المتعال وقدرته وعلمه وعظمته وسلطانه التامّ ، يخلق الخلق على أحسن نظام وأكمل تقدير وأتمّ عدل ، ومن آيات حكمته وتقديره : جعل الليل سكنا وسباتا ، ليتمّ به نظام الحياة والعيش للحيوان والإنسان.
ومن آثار الليل وبركاته العظيمة الروحانيّة : مساعدته في الاشتغال بالعبادة والمناجاة والتوجّه والارتباط باللّٰه المتعال ، فانّ الظلمة توجب الانقطاع عن الأعمال والحركات الخارجيّة ، والقوى الظاهريّة تكون فيها محدودة ، ويتحصّل للإنسان حالة الخلوة والانقطاع ، ويستعدّ للتوجّه الى عوالم الروحانيّة.
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء : 79]. {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا} [الإنسان : 26]. {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا } [المزمل : 6] فالليل المظلم أحسن موقع للتوجّه الخالص والمناجاة الخاصّ ، وأنسب‌
مقام للقيام بالخضوع والخشوع والعبوديّة والسجود التامّ.
نعم التهجّد بالليل أعظم وسيلة للقرب والارتباط ، وأرفع مقام للتذلّل ومحو الأنانيّة والارتقاء الى المقام المحمود.
وقد وقعت الفيوضات الربّانيّة والتجليّات اللاهوتيّة والتوجّهات والألطاف الرحمانيّة في الليالي :
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]. {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 1 - 3]. {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان : 3]. {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ } [الأعراف : 142]. {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} [الإسراء : 1] فالرجل العالي الهمّة إذا طلب كمالا وسعادة نفسانيّة ، ووصولا الى حقائق المعارف ورفيع المراتب والمقامات الروحانيّة : لا بدّ أن يستفيد من قيام الليل وذكره وسجوده ونوافله.
________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ ‏هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .


Untitled Document
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)
علي جبار الماجدي
الكوفة شهري ذي القعدة و ذي الحجة سنة 60هـ
د. فاضل حسن شريف
كتاب الامام الباقر عليه السلام للشيخ الكعبي والقرآن...
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... معالجة الاسلام لآفة الزنا (14)
د. فاضل حسن شريف
كتاب الامام الباقر عليه السلام للشيخ الكعبي والقرآن...
محمدعلي حسن
لا تعجب بعملك
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية في كتاب مناسك الحج للسيد السيستاني (ح 2)