قدم الباحث م. د. نزار ناجي محمد من مديرية تربية محافظة البصرة دراسة بحثية بعنوان (الاتجاه المادي في التفسير بالمأثور وتجاوز الحجة القرآنية سورة الشرح وحادثة شق الصدر أنموذجًا). جاء ذلك خلال الجلسة الصباحية من اليوم الثاني للمؤتمر الثالث لدار الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، الذي يُعقد تحت شعار (رَسُولٌ مِّنَ اللهِ يَتْلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً) وبعنوان (السيرة النبوية في كتب التفسير). وأوضح الباحث، أنّ حركة التفسير لآيات الذكر الحكيم مرت بمراحل واتجاهات ومناهج متعددة حاولت تفسير آيات القرآن الكريم بصورة صحيحة ودقيقة ومتوافقة مع الموروث الروائي على أقل تقدير، فاتجه عدد من المفسرين إلى تأويل الآيات القرآنية تأويلاً ماديًا ملموسًا ومحسوسًا ومتوافقًا مع ما أثر من المرويات حتى وإن كان ذلك الأثر ضعيفًا ولا يصمد أمام الحجج القرآنية أولاً، والحجج الروائية التي تخالف ذلك الموروث ثانيًا، زيادة على مخالفتها للعقل والمنطق.
ملخص البحث ذكر أنّ وجود الاتجاه المادي في تفسير بعض آيات الذكر الحكيم هو نتيجة منطقية وطبيعية للتراكمات المعرفية طويلة الأمد التي ترسخت في العقلية السامية حول هذا الاتجاه التفسيري، فعادة ما يتم تفسير الحوادث التي يجد فيها ذلك العقل البشري صعوبة في تفسيرها وتأويلها تأويلاً صحيحًا فيتجه إلى تفسيرها تفسيرًا ماديًا ملموسًا ومحسوسًا، وهذا ما اتضح من خلال آيات القرآن الكريم التي طلب فيها أصحاب هذا الاتجاه البراهين والمعجزات المادية من الرسل والأنبياء لبيان صدق الرسالة التي كلفوا بتبليغها، لذا كانت سورة الشرح وحادثة شق الصدر مثالاً لمثل ذلك الاتجاه التفسيري لحوادث السيرة النبوية.