قدّم التدريسي في كلية التربية بجامعة القادسية أ. د. عاصم حاكم الجبوري بحثًا بعنوان "الرواية التاريخية في الإمامة والإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في كتاب العمدة لابن بطريق الحلي ت 600 هـ - دراسة تحليلية". جاء ذلك عبر مشاركته في المؤتمر السابع الذي حمل عنوان (الإمام المهدي -عجل الله تعالى فرجه الشريف- العدالة الإلهية الموعودة)، وذلك ضمن فعاليات أسبوع الامامة الدولي الأول الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وتشرف عليه جمعية العميد العلمية والفكرية. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأول تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). ويقول الجبوري في دراسته إنّ الرواية التاريخية مثلت في أصولها العلمية حالة وصفية لقضية تكاد تُجمع عليها جميع المذهب الإسلامية مع الاختلاف في التفاصيل، ولما كان التاريخ هو الوعاء الذي نأخذ منه تلك المسلمات الحساسة، لذا شغلت قضية المنقذ أصول الفكر العالمي، فظهوره من الحتميات الموكدة لتكوين دولة العدل الإلهي التي طال انتظرها. ويضيف أنّ التواصل بين المنهج التاريخي والقضايا العقدية الأصيلة مثل الإمامة والإمام المهدي (عليه السلام)، لا يخفى أن يكون لهما طابع تاريخي فاذا لم يثبت تاريخيًا أنّ النبي محمد (صل الله عليه واله) قد أضاف وتكلم عنهما في تفاصيل متعددة، يصبح التحليل والكتابة عنهما ليس بذي معنى، فإنّ كل الحديث عن الحاجة إلى الإمامة وأنها بالنص أو بالشورى أو بأي طريقة أخرى يصبح تنظيرًا محضاً لا قيمة له في ساحة الواقع ولا جدوى تترتب عليه، ومثل هذا الكلام يُقال على سائر التفاصيل المتعلقة بخصائص النبي، والإمام المهدي (صلوات الله عليهما). ويقف العالم الجليل ابن بطريق الحلي في كتابه العمدة، وفقًا للجبوري ليقدّم نسقًا منطقيًا من الأدلة التاريخية في الإمامة والإمام المهدي (عليه السلام)، وتصبح لديه المعرفة التاريخية متكاملة، فيطوعها في استخدام المنطق العقلي والنقلي في الكتابة عن الإمامة والإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
وقسّم الجبوري بحثه إلى ثلاث محاور علمية، أولها حياة ابن بطريق وأسباب تأليفه عمله التاريخي الكبير (العمدة)، والثاني تشخيص الروايات التي تناولت الإمامة والإمام المهدي، وجعل المحور الثالث لدراسة الروايات وتحليلها بطريقة الفن المقارن.