أثنى رئيس مؤسسة الشهداء السيد عبد الإله النائلي، على جهود العتبة العباسية في مجال توثيق جرائم التطرف في العراق وحفظ حقوق ضحايا نظام البعث المُباد والعصابات التكفيرية. جاء ذلك بكلمته بمناسبة اليوم الوطني للمقابر الجماعية، وإزاحة الستار عن الموسوعة الوثائقية للمقابر الجماعية المفتوحة في العراق التي قام بأعدادها وتأليفها المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، خلال مراسم أقيمت عند نصب الشهيد في العاصمة بغداد. وقال النائلي في كلمته، إنّ "عصابات داعش الارهابية ارتكبت جريمة يندى لها جبين الإنسانية بحق أناس عُزّل لا ذنب لهم سوى انتمائهم لمذهب معين في عدد من محافظات العراق ومنها نينوى، مضيفًا أنّ "العصابات الكفيرية دخلت سجن بادوش وعزلت السجناء على أساس طائفي، ثم قامت بإعدام وقص أيدي ما لا يقل عن 600 ضحية من الشيعة ورميهم بمنحدر مائي يزيد ارتفاعه عن كيلو متر وتركتهم في العراء دون دفن وهذا دليل آخر على وحشية هذا التنظيم وبعده عن القيم الإنسانية والإسلامية". لافتًا إلى أنّ "المؤسسة قامت بفتح ما يزيد عن أكثر من 268 مقبرةً جماعيةً والعدد في تزايد من خلال أعمال البحث والتحري"، مقدّمًا الشكر إلى مركز مكافحة التطرف التابع للعتبة العباسية المقدسة لما قدمه من جهود في توثيق جرائم التطرف والدكتاتورية وحفظ الذاكرة لتخليد الضحايا. وبيّن النائلي، "ما إن صدرت فتوى الدفاع الكفائي وتحرير الأرض من دنس العصابات الظلامية، حتّى قامت مؤسسة الشهداء ومن خلال ملاكاتها الفنية المتخصصة بالـ (الفرز والتدقيق) بفتح العديد من المقابر الجماعية في المحافظات المحررة ومنها مقبرة سجن بادوش، وعملت ملاكات المؤسّسة والطب العدلي بوزارة الصحة في ظل ظروف بيئية وأمنية صعبة ولأكثر من سنتين على رفع جميع الرفاة الموجودة في المقبرة والتي بلغ عددها اكثر من 605 رفاة، بواقع 204 بجسم كامل، و401 أجزاء من جسم سُلِّمت جميعها إلى الشريك الأساسي للمؤسسة في هذا الملف المتمثل بدائرة الطب العدلي لغرض مطابقة الحمض النووي وإحالة الملفات القانونية كافة إلى المحاكم المختصة".
وأوضح، "لقد استبشرنا خيرًا بزوال أعتى قوى الشر والدكتاتورية من البعث وزبانيته، ووضعنا الخطط الكفيلة بمعالجة ملف المقابر الجماعية وحقوق الشهداء والضحايا التي خلفها نظام البعث المُباد، وأعداد المغيبين الكبيرة الذين تم إعدامهم واخفائهم في قبور جماعية تمتد لتشمل جميع محافظات العراق، ولكن للأسف امتدت أذرع النظام البائد بعد سقوطه وظهرت بمسميات جديدة، القاعدة تارة وداعش تارة أخرى، لتستبيح دماء العراقيين بالتفجيرات والمقابر الجماعية والقتل الطائفي والاسترقاق والاستعباد الجنسي". وتابع ان "شهادتنا على هذه الجريمة التصقت بشهادة دولية من خلال مشاركة منظمات دولية في أعمال (الفرز والتدقيق) من خلال التقارير والاحاطات التي صدرت عن فريق التحقيق الدولي الذي تشكل بموجب قرار مجلس الامن 2379 لعام 2017، وقدّمت من قبل رئيس الفريق إلى مجلس الأمن والتي جاء فيها (إن ما تعرض له النزلاء الشيعة في سجن بادوش على يد داعش يعد جريمة إبادة جماعية)". وأشار النائلي إلى أنّه "يجب تعريف المجتمعين المحلي والدولي بأنّ سيناريو اليوم هو مكمل لسيناريو الأمس المرتبط بالبعث، وإنّ رجال العراق وقواته خاضت الحرب ضد داعش نيابة عن العالم".