قدّم قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية، ندوة فكرية بعنوان (التطرّف الديني وآثاره الاجتماعية، تهديم مراقد أئمة البقيع عليهم السلام انموذجًا). وأشرف على تنظيم الندوة المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف التابع للقسم، بالتعاون مع رابطة خطباء المنبر الحسيني. وقال مدير المركز الدكتور عباس القريشي إنّ "الندوة دارت حول واقع المجتمع العراقي عامّة وعلى وجه الخصوص المجتمع الانساني، فكان من بين الأفكار التي طُرِحت هي معالجة مشكلة ظاهرة التطرّف الديني وآثاره الاجتماعية من خلال الأوراق البحثية الّتي قُدِّمت خلال الندوة". وأضاف "جاءت الندوة بالتزامن مع الذكرى السنوية المئوية لفاجعة هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام)، وسلطت الضوء على جوانب عديدة من الآثار الاجتماعية للتطرّف الديني الذي هدد المجتمع المدني وتسبب بمقتل عدد كبير من أتباع اهل البيت (عليهم السلام)". من جهته بيّن الباحث والأكاديمي الدكتور حسنين الحلو إنّ "المجتمع الإسلامي عاش الكثير من حالات التطرف الديني والإقصاء وإبعاد النهج الصحيح لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، إضافةً إلى تهميش القاعدة النبوية والإمامية الصحيحة، وجاءت الندوة لتوضح الفهم التاريخي الموجود في حياة النبي محمد (صلى الله عليه واله) وما بعدها، فقد تطرق الباحثون إلى القضية الروائية والدينية وآثارها الاجتماعية".
وأوضح أنّ "الآثار الفاعلة المترتبة على التطرّف الديني لها جوانب سلبية وإيجابية، فالإيجابية التي تعتمد على منهج أهل البيت (عليهم السلام)، أمّا القاعدة السلبية فهي الاعتماد على المناهج الاخرى التي تبتعد عن المنهج الصحيح وتعطي الإضافات المختلفة عن طريق إسقاطات مغلوطة وإخضاع القضية التاريخية إلى مفاهيم خاصّة سواء كانت مفاهيم سياسية، أو دينية، أو مذهبية بحسب الحاجة التاريخية".