أكد الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين أن المرجعية الدينية العليا استطاعت توحيد العراق بتوجيهاتها وأوامرها الشرعية التي دعت لعدم التفريق بين أبناء المذاهب. وقال السيد الأمين العام خلال لقائه وفد علماء باكستان، إن "المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) صمام الأمان للمنطقة من كل الفتن والمؤامرات، فقد كان وما زال سماحته يؤكد بتوجيهاته وأوامره الشرعية على ضرورة عدم التفريق بين المذاهب الإسلامية ما جعلنا نعيش بمحبة وسلام ووحدة على امتداد محافظات العراق". وأضاف "بعد دخول عناصر داعش الإرهابي التكفيري إلى عدد من مناطق شمال غرب العراق سجل التاريخ ما فعلوه من أعمال وحشية ضد الناس، إلا إن الشعب العراقي هب بتلبية فتوى الدفاع الكفائي عن الأرض والعرض لحماية من كان يحيطهم الخطر وبفترة وجيزة تحررت تلك المناطق وبدأت مشاريع البناء والإعمار بوتيرة متسارعة، وبتجربتنا في العتبة العباسية المقدسة وبتوجيه المتولي الشرعي وحتى في أثناء المعارك مع داعش لم يتوقف الإعمار والبناء والمناهج الفكرية والثقافية بل ازدادت بأضعاف".
وأكد السيد الأمين العام إن رؤية العتبة العباسية المقدسة أن تكون بخدمة بني الإنسان في المجالات كافة ومنها التربوية والتعليمية والثقافية والفكرية والهندسية والاختصاصات التي يحتاجها المواطنون ونحن ساعون من ساعات الصباح المبكرة إلى ساعات متأخرة من الليل وكل العاملين في العتبة المقدسة يسعون بكل ما يملكون من وقت وجهد لتوفير هذه الخدمات ". وكل مشاريع العتبة العباسية المقدسة الخدمية والصحية والتربوية، كما أوضح السيد مصطفى آل ضياء الدين هي فكر ورؤية المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف التي هي امتداد لفكر الإمام الحسين (عليه السلام). ووفقاً لما بينه السيد الأمين العام فإن من أهم المرتكزات التي تعمل عليها العتبة العباسية المقدسة هي الاعتماد على النفس والطاقات العراقية لبناء كل المنشآت من أجل خدمة الإنسان، والمرتكز الأساسي لهذه الخدمات يقدم في مدينة كربلاء المقدسة لأنها نافذة العالم بأسره فهي تستقبل أكثر من 50 مليون زائر على مدار العام".