في نوفمبر 2021، شهدت مدينة غلاسكو في  اسكتلندا على العقد الذي تبناه قادة العالم في قمة المناخ كوب 26 لخفض انبعاثات الكربون والوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2030 أو 2070 على أبعد تقدير.
لكن انبعاثات الدخان من المتفجرات  المتصاعدة من أوكرانيا بخرت آمالاهم خاصة وأنها أصابت العصب الذي يشعل وقود الصراعات بين الدول المصدرة للطاقة والدول المستوردة.
الحرب الأوكرانية وضعت العالم أمام مواجهة لحماية مصالحها وعلى قائمتها أمن الطاقة، الهاجس الذي يسيطر على أجندة العالم ويتخذ من سياساتهم النصيب الأكبر، فأن تنتج  وقودك يعني أنك من أصحاب صناع القرار.
في حين أن تكون مستورداً للطاقة فهذا أمر يترتب عليه الكثير خاصة في إدارة اقتصاد البلاد.
الحرب الروسية الأوكرانية قلبت الموازين في أوروبا بشأن حساباتها  المتعلقة بتوفير الطاقة وتغير المناخ وباتت تهدد خططها للتحرك نحو الاقتصاد الأخضر.
وعلى أصوات والمافع وقذائف الحرب المتواصلة في أوكرانيا انقسم قادة أوروبا بشأن الاستغناء عن الغاز والنفط الروسي خاصة وإن قرار حظره لا يمكن تطبيقه بليلة وضحاها فالبدائل غير مشجعة.
وفي خطوة للابتعاد عن الغاز الروسي أعلنت ألمانيا أكبر دولة صناعية في أوروبا تأجيلها لإغلاق آخر محطة نووية حتى نهاية العام المقبل إضافة إلى اعتمادها على محطات توليد الكهرباء بحرق الفحم حتى 2030، بدائل يراها الألمانيون بإنها نذر سوء لقضية تغير المناخ الذي يكافح العالم لتحقيقه.
وعلى خطى ألمانيا قرر مرفق كهرباء إينل إس بي إيه وهو الأكبر في إيطاليا التي تستورد نحو 45% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا إلغاء خطة لتحويل أكبر محطتين للفحم في البلاد للعمل بالغاز.
إذاً المشكلة في البحث عن بدائل للوقود سواء من روسيا أو غيرها من الدول تحمل في طياتها مخاوفا من زيادة انبعاثات غازات الدفيئة مع إعادة تشغيل محطات الفحم بشكل يجعل شعار العالم بالوصول إلى صفر انبعاثات مجرد ذر للرماد في العيون وحلم من ورق يؤكد أن مناخ السياسة يغلب على المناخ البيئي .