المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار
تعد الأولى من نوعها.. ادارة مستشفى الثقلين للأورام في البصرة تكشف مميزات أجهزة قسم العلاج الإشعاعي
2024-05-16
بالفيديو: يعد من المشاريع العملاقة والمهمة.. تعرف على الأسباب التي دعت العتبة الحسينية لافتتاح اكاديمية الثقلين للتوحد واضطرابات النمو في البصرة
2024-05-16
يعد من التحاليل المهمة للكشف المبكر عن عدد من الامراض.. مستشفى تابع للعتبة الحسينية يكشف عن إحصائية فحوصات بروتين (A) الخاصة بالنساء لشهري آذار ونيسان
2024-05-16
يشمل أكثر من (400) طالبة على شكل دفعات.. العتبة الحسينية تنظم برنامجا لتكريم المتفوقات من ذوات الإعفاء العام في النجف الاشرف
2024-05-16
ستفتتحها العتبة الحسينية خلال الايام القليلة المقبلة بالتزامن مع ذكرى ولادة الإمام الرضا (ع).. صور حصرية لاكاديمية الثقلين للتوحد واضطرابات النمو في البصرة
2024-05-15
قبل موعد افتتاحها الرسمي باسبوع.. أكاديمية الثقلين للتوحد واضطرابات النمو في البصرة التابعة للعتبة الحسينية تعلن عن الإحصائية الخاصة بالمرضى المسجلين
2024-05-15


دور الإمام عليّ عليه السّلام في أسباب النزول‏


  

1783       03:34 مساءاً       التاريخ: 24-04-2015              المصدر: حسن حيدر
كانت حركة عليّ عليه السّلام في إطار أسباب النزول تسير وفق خطّين ، الخطّ الأوّل يتمثّل بالوقوف بوجه ظاهرة استجدّت في عصره ، وهي ظاهرة تجاهل أسباب نزول القرآن وعدم الاتّكاء عليها في استخراج تعاليم القرآن ومفاهيمه ، خاصّة بالنسبة لمسألة خلافة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
والخطّ الثاني يتمثّل بعمليّة بثّ عدد من أسباب النزول في المجتمع ، مع ما شاب ذلك من تحدّيات وظروف حسّاسة ، جعلت هذا الأمر محدودا.
الوقوف بوجه التنكّر لأسباب النزول‏
يظهر من كلمات أمير المؤمنين عليه السّلام أنّ ما عاب هذه المرحلة في عالم أسباب النزول هو تغاضي الصحابة عنها ، وعدم تعرّضهم لها في تعاطيهم مع القرآن وظروف الإسلام ، وقد وقف عليه السّلام بوجه هذا التنكّر للأسباب ، وهذا ما يمكن لمسه من خلال متابعة كلماته :
الاحتجاج بأسباب النزول‏
أوّل ما يطالعنا في هذا النطاق ، احتجاجه المتكرّر بأسباب النزول ، لا سيّما إذا لاحظنا الصيغة واللهجة الشديدة والمستنكرة في بيان هذا المطلب ، ففي الآية :
12 ، من سورة الحاقة ، ينقل الأصبغ بن نباتة قول أمير المؤمنين عليه السّلام : «ويل لهم ، واللّه أنا الذي أنزل اللّه فيّ : {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة : 12] فإنّا كنّا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فيخبرنا بالوحي ، فأعيه أنا ومن يعيه ، فإذا خرجنا قالوا : ما ذا قال آنفا؟» ، «1» فتعبيره ب : «ويل لهم» ، وكذلك قسمه «و اللّه» ، وتعريضه بغيره ، يشير إلى حقيقة دفينة في هذا المجال.
ومن ذلك ما ورد عنه عليه السّلام : «... فهل فيكم أحد أنزل اللّه تعالى فيه { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ } [السجدة : 18] إلى آخر ما اقتصّ اللّه تعالى من خبر المؤمنين غيري؟! ، قالوا : اللهمّ لا» ، «2» وغنيّ عن البيان صيغة الاحتجاج والاستنكار التي يعتمدها أمير المؤمنين عليه السّلام في بيان سبب نزول هذه الآية ، فيبدو واضحا أنّه يخاطب من تغاضى عن مثلها عامدا.
كما نقلوا عنه أنّ رجلا سأله وهو على المنبر : ما نزل فيك أنت؟ من القرآن ، «3» فأجابه الأمير عليه السّلام : «.. ويحك هل تقرأ سورة هود؟! ، ثمّ قرأ عليّ عليه السّلام {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} [هود : 17] رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على بيّنة ، وأنا الشاهد منه» ... «4»
التعريض بالآخرين‏
في مقابل ذلك هناك تعريض مبرم ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام اتجاه رجالات قريش ، وكان هذا التعريض متّصلا بأسباب النزول ، فهو يذكّر من غفل أو تغافل ، بأسباب النزول وأعلامها مدحا وذمّا؛ إذ الكلّ مشترك فيها!
فقد روي عن جابر عن عبد اللّه بن يحيى قال : «سمعت عليّا عليه السّلام وهو يقول ما من رجل من قريش إلّا وقد أنزلت فيه آية أو آيتان من كتاب اللّه ...» «5» ، وروى عبّاد بن عبد اللّه الأسدي أنّه سمع عليّا يقول مثل ذلك وهو على المنبر ، «6» وكذلك قوله المتقدّم : «فهل فيكم أحد أنزل اللّه تعالى فيه : {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} [السجدة : 18] إلى آخر ما اقتصّ اللّه تعالى من خبر المؤمنين غيري؟ ، قالوا : اللهمّ لا» ، «7» في تنبيه وتعريض واضح ، والهدف الأساس من كلّ ذلك ، هو نوع تهديد خفيّ لبعض رجالات قريش ممّن ظهروا بعد وفاة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، أمام الذين لم يتسنّ لهم الاطّلاع على ظروف المرحلة السابقة ، بصورة غير صورتهم الحقيقيّة وبسيرة غير السيرة التي يمكن أن تحكيها أسباب النزول ، طمعا في ارتقاء مناصب قياديّة ، فكان ذلك من الأمير عليه السّلام تنبيها لهم وتذكيرا بماضيهم ، حتّى لا يتنكّروه في هذه اللحظات الحسّاسة ، وقد حثّ الناس على العودة إلى أسباب النزول المغيّبة عن الساحة على ما يبدو لكشف هذه الحقائق.
تأكيده على ضرورة العودة إلى الأسباب‏
وهو ما أثر عن أمير المؤمنين عليه السّلام ، من تكرار وتأكيد على ربط العلم بالقرآن عن طريق العلم بأسباب النزول ، في صيغة لا تخلو هي الأخرى من إشارات إلى أنّ ثمّة فاصلة حدثت بين القرآن وأسباب النزول في تلك الفترة ، فعند ما حاول البعض أن يتعرّض للأمير عليه السّلام ، وأنّه لا يحسن كثيرا من القرآن ، كان جوابه واضحا في هذا الإطار ، قال : «.. واللّه ما من حرف نزل على محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلّا أنّي أعرف فيمن أنزل ، وفي أيّ يوم ، وفي أيّ موضع ...». «8»
كما ورد أنّه عليه السّلام كان يقول : «ما نزلت آية إلّا وأنا علمت فيمن أنزلت ، وأين نزلت ، وعلى من نزلت ، إنّ ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا طلقا» ... «9»
وبهذا المعنى مجموعة من الروايات ضمّتها كتب التفسير والحديث وغيرها ، «10» وكلّ ذلك يشير إلى الفاصلة التي حدثت بين القرآن وأسباب نزوله ، وهو ما حاول أمير المؤمنين عليه السّلام التنبيه عليه والوقوف بوجهه.
وبالفعل فإنّ المريب في هذه المرحلة أنّ الأسباب لم تنقل عن وجوه الصحابة غير عليّ عليه السّلام ، بل النقل عن مختلف الصحابة لا يخلو من ندرة في هذا المجال ، «11» وهذا يؤكّد أن حركة تجاهل واسعة قد تعرّضت لها الأسباب في هذه المرحلة ، وهذا ما وقف بوجهه أمير المؤمنين عليه السّلام.
_________________________
(1). تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 14 ، ح 1.
(2). الطوسي ، الأمالي ، ج 2 ، ص 159.
(3). وذلك بعد أن ذكر أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه : «ما من رجل من قريش إلّا وقد نزلت فيه آية أو آيتان» الآتي ذكره.
 (4). الأربلي ، كشف الغمّة ، ج 1 ، ص 321.
(5). تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 142 ، 143.
(6). الأربلي ، كشف الغمّة ، ج 1 ، ص 321.
(7). أمالي الطوسي ، ج 2 ، ص 159.
(8). تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 14.
(9). المصدر السابق ، ص 17.
(10). أمالي الصدوق ، ص 350؛ أمالي الطوسي ، ص 170؛ ابن شهرآشوب ، مناقب آل أبي طالب ، ج 1 ، ص 32؛ كنز العمّال ، ج 13 ، ص 128؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج 42 ، ص 398؛ البلاذري ، أنساب الأشراف ، ص 99؛ الطبقات الكبرى ، ج 2 ، ص 338؛ شواهد التنزيل ، ج 1 ، ص 40- 51؛ حلية الأولياء ، ج 1 ، ص 68؛ تأسيس الشيعة ، ص 318.
(11). نعم كثر النقل عن ابن عبّاس ، وهو فضلا عن أنّه يعدّ من المعسكر العلويّ ، فإنّ كثيرا من المنسوب إليه يحتاج إلى تحقيق. 


Untitled Document