العلامة الدكتور حسين علي محفوظ شخصية بارعة ومدرسة عبقرية عرفت بأدوارها الإنسانية ورصانتها العلمية والفكرية والثقافية، حيث كرّس وقته وجهده في خدمة العلم والمعرفة، واستطاع أن يواصل مشواره في مدينته الكاظمية المقدسة بإحياء مجالسها العلمية والثقافية واحتضانه لكوكبة من الشباب المثقف الواعي، وسعى إلى تربيتهم على تحمل أعباء المسؤولية لأجل القيام بمهام نشر رسالته الإنسانية، إذ أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة/ مركز الكاظمية لإحياء التراث ندوةً علمية افتراضية بعنوان: ( الأستاذ الدكتور حسين علي محفوظ "رحمه الله" وآثاره في خدمة التراث العلمي ) عبر منصة (class room) تطبيقاً للتباعد الاجتماعي، والتزاماً بتوجيهات المرجعية الدينية العُليا، والتعليمات الصادرة من المؤسسات الصحية لمنع تفشي وباء كورونا للحفاظ على الأرواح والأنفس.
وشهد المحور الأول للندوة ورقة بحثية للباحث المهندس عبد الكريم الدباغ بعنوان: (دروس مستفادة من سيرة الأستاذ الدكتور حسين علي محفوظ ) استعرض خلالها السيرة الوضاءة للعلامة محفوظ بدءاً من مرحلة النشأة والطفولة ومسيرته العلمية والبحثية وحرصه على خدمة ناصية العلم والمتعلمين ولم يفتر عن ذلك حتى أواخر أيامه، حيث كان يستقبل بعض طلبة الدراسات العُليا، فضلاً عن الباحثين والمؤلفين والمحققين في داره بمدينة الكاظمية المقدسة.
بعدها تناول الباحث الأستاذ محمد إياد جواد الشهرستاني في محورها الثاني ورقة بحثية بعنوان: (الدكتور محفوظ ودوره في المجالس الثقافية لمدينة الكاظمية المقدسة) حيث أشار إلى بدايات الدكتور محفوظ وارتياده كمستمع للمجالس الثقافية في مطلع الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وتأسيسه لمجلسه الثقافي الذي كان يعقد بعنوان: "ندوة الثلاثاء" الذي أخذ صدىً واسعاً بين المجالس البغدادية، فضلاً عن إسهامه في تأسيس لمجالس عدّة منها: مجلس عيسى الخاقاني، ومنتدى بغداد الثقافي، ومجلس الصفار الثقافي، ودعم مجلس مكتبه الجوادين العامة في الصحن الكاظمي الشريف.
أما المحور الثالث شارك فيه الباحث الشيخ عماد الكاظمي بورقة بحثية بعنوان: (الدكتور محفوظ واعتناؤه بإجازات الحديث)، استعرض خلالها نماذج للدكتور محفوظ بإجازة رواية الحديث الشريف ومنها: إجازة الشيخ آقا بزرك الطهراني عام 1364هـ، وإجازة الشيخ راضي آل ياسين عام 1367هـ في العشرينيات من عمره، وكان أواخرها إجازة المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني "دام ظله الوارف"، وإجازة سماحة السيد محمد سعيد الحكيم وغيرهما من المراجع.