أثبت العلماء من الجامعة الوطنية للبحوث التكنولوجية "ميسيس" جنباً إلى جنب مع زملائهم في أكاديمية العلوم الروسية درجة السمية العالية لجزيئات الفضة النانوية، وذلك من خلال إجراء التجارب على أجنة سمك الزرد (Danio rerio).
سبوتنيك. وكما هو معلوم فإن الفضة عبارة عن معدن ثقيل، ولذلك عندما يدخل الجسم بكميات كبيرة فإنه يظهر الخصائص السامة، كما أنه من المعروف أيضاً منذ القدم بأن الفضة يتمتع بخاصية التعقيم، وحالياً يجري التحقيق في جسيمات الفضة النانوية التي تزداد كميتها بالطراد في المنتجات التجارية كل عام، وهذا الأمر يجبر الناس في التفكير بسلامة صحتهم بشكل أكبر، ويجعل العلماء يبحثون في تقييم الآثار والمخاطر البيئية المحتملة وذلك من خلال إجراء بحث دقيق حول كيف أن خصائص مختلفة من الجزيئات النانوية تؤثر على الكائنات الحية المتنوعة.
وتم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلةJournal of Hazardous Materials.
يعتبر هذا العمل جزءاً من مشروع كبير، يقوم خلاله العلماء بوضع نماذج لمعرفة درجة سمية الجزيئات النانوية، علماً أن هذه النماذج تسمح لنا بإجراء تقييم مسبق حول سمية المواد النانوية الجديدة.
وفي هذا الإطار تحدثت نتاليا أبرامينكو وهي أحد الباحثين في الجامعة لوكالة ريا نوفستي قائلة: "نحن قمنا بدراسة الآثار السامة لنوعين من جزيئات الفضة النانوية — الكروية والمسطحة، علماً أن التجربة أجريت على أجنة أسماك الزرد، حيث تم إجراء دراسة على أربع مجموعات من بيض هذا السمك، مع تأثير نوعين من جزيئات الفضة النانوية، ومع تأثير أيونات الفضة ومجموعة التحكم".
وقد قام العلماء بخلط محلول من جزيئات الفضة النانوية (ماء + الجزيئات النانوية) مع بيئة حاضنة (محلول ملحي خاص لنمو بيض السمك)، حيث تم وضع أجنة سمك الزرد في هذا المحلول وتم تحديد مستوى النمو من خلال معرفة درجة الانحرافات المورفولوجية.
وبحسب قول الباحثين فقد أظهر نوعان من جزيئات الفضة النانوية زيادة في السمية مقارنة بأيونات الفضة (AgNO3). في الوقت نفسه تبين بأن جزيئات الفضة النانوية المسطحة أكثر سمية من الجزيئات الكروية.
وفي هذا السياق أضافت نتاليا أبرامينكو قائلة: "لقد أوضحت الدراسات السابقة سمية جزيئات الفضة النانوية من خلال وجود أيونات الفضة، وذلك نتيجة تحليل الجسميات النانوية بشكل جزئي، وتشير نتائجنا إلى أن سمية جزيئات الفضة النانوية مرتبطة مع وجود الجزيئات النانوية في العينات".
إن النتائج التي تم الحصول عليها تسمح لنا بتعزيز تصورنا حول تأثير خصائص الجزيئات النانوية على مستوى السمية، وبحسب رأي العلماء فإن هذه الجزيئات يمكن استخدامها ليس فقط من أجل تقييم مخاطر استخدام المواد النانوية، ولكن أيضاً يمكن استخدامها بشكل مباشر أيضاً لدى الحصول على جزيئات نانوية تتمتع بأقصى حد من الأمان.