المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار
ستوفر فحوصات تشخيصية لم تكن متوفرة سابقا... تعرف على مميزات أجهزة المختبر في مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في البصرة
2024-05-18
بالصور: تزامنا مع ذكرى ولادة الإمام الرضا (ع).. لوحات مطرزة تزين الصحن الحسيني الشريف
2024-05-18
بالفيديو: الاكبر في العراق.. العتبة الحسينية تنجز المرحلة الأولى من مدينة الثقلين لإسكان الفقراء في البصرة
2024-05-18
ضمنها مقام التل الزينبي والمضيف.. العتبة الحسينية تعلن عن افتتاحها ثلاثة أجزاء من مشروع صحن العقيلة زينب (ع) خلال الفترة المقبلة
2024-05-18
لضمان توفير افضل الاجواء لراحة المرضى.. شاهد المساحات الخضراء والحدائق ضمن مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في البصرة
2024-05-18
بالفيديو: بسعة (250) طفلا.. تعرف على مشروع اكاديمية الثقلين للتوحد واضطرابات النمو التابعة للعتبة الحسينية في البصرة
2024-05-17


الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ترفع رايتي الحزن والأسى إيذاناً لإعلان الحِداد بذكرى شهادة صادق بيت الوحي


  

190       09:01 صباحاً       التاريخ: 2024-05-03              المصدر: .aljawadain.org
تقف جموع الموالين قبالة صرح الجود والكرم، وسط أجواء من الحزن والأسى احتضنتها رحاب الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" وهي تُعلن الحِداد وتتوشح بالسواد استذكاراً للمناسبة العظمى والفاجعة الكبرى لاستشهاد لسان الحق الناطق الإمام جعفر بن محمد الصادق "عليه السلام"،  إذ أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وبرعاية أمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري وللمرة الأولى مراسم استبدال رايتي الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" التي تَعلو القبتين الشامختين برايتي الحزن السوداوتين، والتي جَرَت بحضور وفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، ومشاركة عدد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية وجمع غفير من الوجهاء والشيوخ والمواكب والهيئات الحسينية  مدينة الكاظمية المقدسة، وزائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".
استهلت المراسم العزائية بتلاوة آيات بينات من كتاب الله العزيز شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة الخادم باقر أحمد سهر، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بهذه المناسبة، وألقاها أمينها العام جاء فيها قائلاً: (نرفع من هذه الرحاب الطاهرة إلى مقام الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف وإلى مراجعنا العظام والعالمين الإسلامي والإنساني وإليكم أيها الموالون المعزون أحر التعازي والمواساة بهذا المصاب الجلل ذكرى شهادة إمامنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام سادس أئمة أهل البيت "عليهم السلام" الذي تحمّل من عظيم المسؤولية وصعوبة ما أحاط به من أوضاع مؤلمة وقاسية انتهج فيها الإصلاح الروحي وهو يعيش ظروفا سياسية يتوقع بها الأذى كل حين، فكان الإمام "عليه السلام" يتجه إلى المسلمين فيشاركهم أحوالهم ويعمل على إبقاء نظام الدين في الحياة، كما أنه كان على  حذر من نقمة الحكام الذين تعددت وسائل مراقبتهم له وعيون رصدهم ومضايقتهم.
وأضاف: إننا نقيم هذه المراسم الحزينة للمرة الأولى في هذه المناسبة الأليمة لكونه عليه السلام والد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام صاحب هذا المكان الطاهر ومعظم المواكب تقصد المشهد الكاظمي للمواساة وإقامة العزاء في رحاب ولده وتجديد العهد والموالاة فضلا عن أن هذه المراسم هي استذكار للقيم التي دعا إليها صاحب الذكرى الإمام الصادق عليه السلام فقد كان عليه السلام خير داعية للإصلاح لما اتصف به من صدق القول ومثابرة العمل، فاتخذ موقف المصلح المتسلح بالإيمان بالله ونشر تعاليمه وبث الوعي الإسلامي بالقوة الروحية، لأن المجتمع الإسلامي حسب تعاليمه ونظمه لا يقوم إلا على الإيمان بالله بعقيدة راسخة ومنه تنبعث القوة الروحية لأداء الواجب والشعور بالمسؤولية والتضامن بين الإفراد والتكافل الاجتماعي.. فعندما نستعرض أحاديثه ووصاياه عليه السلام نجد أنها تعمل على تهذيب السلوك وتدعو إلى السلم المجتمعي وكلمة التوحيد وتوحيد الكلمة فضلا عن أنها دعوة حية إلى أصحاب النفوذ وذوي السلطة للتعامل مع الرعية وسائر أفراد المجتمع وفي الوقت نفسه العمل على بناء القاعدة الشعبية.
لذلك أكد الإمام الصادق عليه السلام على بناء الجماعة الصالحة التي من شأنها أن تلتف حول القيادة الإلهية، لكي تسود الفضيلة في المجتمع حيث عمّق عليه السلام صلته بالقاعدة التي يسعى من خلالها تحقيق التغيير والإصلاح، وكذلك ترسيخ الكمالات الإنسانية التي غيبها الحكام الظالمون عن المجتمع كما عمل على شحذ همم المؤمنين وتربيتهم على روح الصبر وقوة المقاومة كي يمتلكوا القدرة على مواصلة العمل في سبيل الله تعالى ومواجهة التحديات المستمرة.
وبين: فهذه المشتركات هي الاساس القويم للوحدة الاسلامية، فلا بدّ من التركيز عليها لتوثيق أواصر المحبة والمودة بين أبناء هذه الأمة، ولا أقل من العمل على التعايش السلمي بينهم مبنياً على الاحترام المتبادل وبعيداً عن المشاحنات والمهاترات المذهبية والطائفية أيّاً كانت عناوينها .
إننا اليوم في مراسمنا هذه لا نرفع رايات الحزن والأسى فحسب.. بل نرفع علوم الإمام الصادق عليه السلام وحكمته وثراثه الفقهي والأخلاقي ليكون نبراسا لنا جميعا.. وهو ليس إعلان فقط عن بدء الحداد بل هو إعلان يرفعه المحبون والموالون والمعزون بأن إمامنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام هو أسوة لنا في الصلاح والإصلاح.. وقدوة للجميع في بسط مكارم الأخلاق والقيم السامية وتحقيق الأخوة والسلام في ربوع وطننا العزيز.
وهذا ما دعت إليه المرجعية الدينية العليا متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله الوارف وما زالت تدعو إلى التعايش السلمي ونبذ التفرقة ومن ذلك ما صدر عنها: تمرّ الأمة الاسلامية بظروف عصيبة وتواجه أزمات كبرى وتحدّيات هائلة تمسّ حاضرها وتهدّد مستقبلها ، ويدرك الجميع ـ والحال هذه ـ مدى الحاجة الى رصّ الصفوف ونبذ الفرقة والابتعاد عن النعرات الطائفية والتجنّب عن إثارة الخلافات المذهبية، تلك الخلافات التي مضى عليها قرون متطاولة ولا يبدو سبيل الى حلّها بما يكون مرضيّاً ومقبولاً لدى الجميع، فلا ينبغي اذاً إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين، و لاسيما انها لا تمسّ أصول الدين واركان العقيدة، فان الجميع يؤمنون بالله الواحد الأحد وبرسالة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وبالمعاد وبكون القرآن الكريم ـ الذي صانه الله تعالى من التحريف ـ مع السُنة النبوية الشريفة مصدراً للأحكام الشرعية وبمودة أهل البيت عليهم السلام، و نحو ذلك مما يشترك فيها المسلمون عامة و منها دعائم الاسلام : الصلاة والصيام والحج وغيرها).
أعقبها بيان للمواكب والهيئات الحُسينية في مدينة الكاظمية المقدسة لإعلان موقفها من الممارسات التي تشوه القضية الحسينية وشعائرها، وألقاها عنهم الشاعر والأديب الحُسيني السيد نبيل أبو العيس الكاظمي تلتها قراءة قصيدة رثائية بعنوان: (منار أعلام الورى .. صادقنا)، بعدها بدأت مراسم استبدال الرايتين الشريفتين وسط ذرف الدموع مستذكرين خلالها شذرات من المسيرة المباركة لإمامنا الصادق "عليه السلام"، واختتم المراسم الرادود الخادم كرار الكاظمي بقراءة القصائد العزائية والمراثي واسى بها النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار "عليهم السلام" بهذا المصاب الجلّل، والدعاء بتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان "عجل الله فرجه الشريف".


Untitled Document