المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ابن القوطية  
  
3036   11:27 صباحاً   التاريخ: 7-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص285-288
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-12-2015 3784
التاريخ: 9-04-2015 2300
التاريخ: 12-08-2015 1810
التاريخ: 14-08-2015 1968

 

هو أبو بكر محمّد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم المعروف بابن القوطية نسبة إلى جدّة له هي سارة بنت أوباس (أسقف إشبيلية) ابن غيطشة ملك القوط. جاءت سارة هذه إلى دمشق تشكو إلى هشام بن عبد الملك عمّها أرطباس الذي ظلمها حقّها من إرث أبيها. فأكرمها هشام و زوّجها أحد موالي بني أميّة عيسى بن مزاحم. و قد تزوّجها عيسى و انتقل بها إلى الأندلس و سكن إشبيلية.

ولد أبو بكر بن القوطية في إشبيلية و نشأ فيها و سمع من محمّد بن عبد اللّه بن الفرق و سعيد بن جابر و حسن بن عبد اللّه الزّبيديّ. ثمّ انتقل إلى قرطبة و سمع من قاسم بن أصبغ (ت 340) و ابن الأغبش و أبي الوليد الأعرج و محمّد بن عبد الوهّاب ابن مغيث و من طاهر بن عبد العزيز. و كذلك روى عن القاضي أبي الحزم خلف بن عيسى بن سعيد الخير الوقّشي.

و قد عرّف أبو عليّ القالي (ت 356) الحكم المستنصر باللّه (350-366 ه‍) فضل ابن القوطية و أنه من أعلم أهل البلد باللغة و النحو.

و تولّى ابن القوطية القضاء و خطّة الشرطة. و كانت وفاة ابن القوطية في ٢٣ ربيع الأول سنة 367(6/١١/٩٧٧ م) بعد أن طال عمره.

ابن القوطية نحويّ و مؤرّخ، و كان ينظم الشعر أحيانا و يجيد في المطالع و المقطّعات. و له من الكتب: تصاريف الأفعال-المقصور و الممدود-تاريخ افتتاح الأندلس (و الحوادث فيه متخلخلة و فيه روايات شعبية كثيرة-و يبدو أن هذا الكتاب لأحد تلاميذه استملاه عنه) .

مختارات من آثاره:

من شعر ابن القوطية في الوصف:

ضحك الثّرى و بدا لك استبشارهُ... و اخضرّ شاربه و طرّ عذاره ُ(1)

و ربت حدائقه، و آزر نبته... و تبسّمت أنواره و ثماره (2)

و اهتزّ قدّ الغصن لمّا أن كسي... ورقا كديباج يروق إزاره (3)

و تعمّمت صلع الرّبى بنباتها... و ترنّمت بلحونها أطياره (4)

- من كتاب «تاريخ افتتاح الأندلس» :

. . . و حكى الشيخ ابن لبابة رحمه اللّه، عن من أدركه من الشيوخ، أن أرطباس (5) كان من عقلاء الرجال في أمر دنياه و أنّه دخل عليه. . . ميمون العابد-جدّ بني حزم البوّابين و هو أحد موالي الشاميّين (6) . فلمّا رآه أرطباس داخلا قام إليه و التزمه و جعل يقوده إلى كرسيّه الذي قام منه، و كان مصمّدا (7) بالذهب و الفضّة. فأبى. الرجل الصالح الجلوس عليه و قال له: «لا بحلّ لي هذا» و جلس على الأرض. و جلس (أرطبّاس) معه ثمّ قال له: «ما جاء بمثلك إلى مثلي؟» فقال له ميمون: «قدمنا إلى هذا البلد و ظننّا أنّ ثوانا (8) لا يطول فيه، و لم نستعدّ للمقام. فحدث من الاضطراب على موالينا بالمشرق (9) ما نتوهّم معه أنّا لا نعود إلى موضعنا به. و قد وسّع اللّه عليك، فأريد منك أن تعطيني ضيعة من ضياعك أعتمرها بيدي، و أؤدّي إليك الحقّ منها و آخذ الحقّ» . فقال له أرطباس: لا، و اللّه، ما أرضى أن أعطيك ضيعة مناصفة. و دعا (أرطباس) بوكيل له و قال له: «ادفع إليه المجشر الذي على وادي شوش و ما فيه من البقر و الغنم و العبيد، و ادفع إليه القلعة بجيّان و هي المعروفة بقرية حزم. . .» .

- و قال في السوسن (الزنبق) و الورد:

اشرب على السوسن الغضّ الذي نعما... و باكر الأنس و الورد الذي نجما (10)

كأنّما ارتضعا خلفي سمائهما... فأرضعت لبنا هذي، و ذاك دما (11)

خلاّن: قد كفّر الكافور ذاك، و قد... عقّ العقيق احمرارا ذا و ما ظلما (12)

كأنّ ذا دمية نصّت لمعترضٍ ... و ذاك خدّ غداة البين قد لطما (13)

أو لا، فذاك أنابيب اللجين و ذا... جمر الغضا حرّكته الريح فاضطرما (14)

_______________________

١) الثرى: التراب (وجه الأرض) . أخضرّ: أسودّ. طرّ: ظهر، بدا. العذار: الشعر النابت على جانبي الوجه. -يشبّه الشاعر سطح الأرض بوجه الرجل فيقول: بدأ النبات على وجه الأرض و علا قليلا (مع مجيء الربيع).

٢) في معجم الأدباء (18:276) و في الوافي بالوفيات (4:٢4٣) رنت (بالنون) و الصواب: ربت (بالباء) حدائقه (كثر فيها النبات) . آزر النبات: التفّ و كثر. الأنوار جمع نور (بفتح النون) : الزهر الأبيض اللون.

3) الديباج: نسيج من حرير. يروق: يحسن في العين. الإزار: ثوب يلفّ به الجسم.

4) كانت الربى (التلال) صلعا (لا نبات عليها، تشبيها لها بالرأس الذي فقد شعره) فتعمّمت: لبست عمامة النبات.

5) كان أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى بن عمر بن لبابة فقيها مالكيا و قاضيا في إلبيرة (الأندلس) قرب غرناطة. و كانت وفاته في الاسكندرية نحو سنة ٣٣٠ للهجرة. أدركه: لحق زمانه، كان في أيامه. الشيوخ: الأساتذة، كبار رجال العلم. أرطباس (أو أرطباش أو أرطبان) هو الأمير أردبست بن غيطشة كان من الذين انضمّوا إلى طارق بن زياد ضد لذريق الذي كان قد اغتصب الملك من غيطشة (فيتيزا) . و عاش أرطباس في قرطبة مكرّما و منح شيئا من السلطة على قومه. و كان لأرطباس بنت هي سارة القوطية (و كان ابن القوطية صاحب هذا النصّ من نسلها) .

6) البوّابون: الحجّاب الوزراء (؟) . الشاميّون: العرب الذين جاءوا مع بلج بن بشر بن عياض (ت 214 ه‍) من الشام (سورية) إلى الأندلس في أيام القتال بين القيسية و اليمانية في أواخر عصر الولاة قبل وصول عبد الرحمن الداخل.

7) التزمه: اعتنقه. مصمّد: مكسوّ، ملفوف، مغطّى.

8) ثوانا: مكثنا، بقاؤنا.

9) موالينا (أنصارنا و أحلافنا) .

10) نعم: لان ملمسه، و كان طريّا نضيرا. نجم: نبت حديثا (خرجت زهرة الورد من كأسها: الأورق الخضر التي كانت تغلّفها) .

11) الخلف (بالكسر) : حلمة الثدي. السماء: المطر. كأنّ الورد (الأحمر) و السوسن (الأبيض) رضعا من سماء واحدة (من مطر واحد) و لكن من ثديين مختلفين: رضع الورد من ثدي فأصبح أحمر، و رضع السوسن من ثدي آخر فأصبح أبيض.

12) الكافور: مادّة شفّافة تميل إلى البياض. العقيق: حجر كريم أحمر. كفّر: غطّى، ستر، غلّف. عقّ: ذبح ذبيحة.

13) الدمية: الصورة، التمثال. نصّ: رفع. المعترض: الذي يعترضك: يقف مقابلا لوجهك. البين: الفراق. قد لطم (حزنا على فراق المحبوب) .

14) اللجين: الفضّة. الغضا: شجر خشبه كثيف يتّقد بشدّة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.