أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2017
2362
التاريخ: 9-10-2017
2301
التاريخ: 9-10-2017
2375
التاريخ: 10-10-2017
3348
|
أحاط النبي (صلّى الله عليه وآله) علماً بالتحرّكات السياسيّة من بعض أصحابه ، وأنّهم عازمون ومصرّون على صرف الخلافة عن أهل بيته ، وإفساد ما أعلنه غير مرّة من أنّ عترته الأزكياء هم ولاة أمر المسلمين من بعده ، فرأى (صلّى الله عليه وآله) أن يحكم الأمر ويحمي اُمّته من الفتن والزيغ ، فقال لمَنْ حضر في مجلسه : ائتوني بالكتف والدواة أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً .
حقّاً إنّها فرصة من أثمن الفرص وأندرها في تأريخ الإسلام ، إنّه التزام واضح وصريح من سيّد الكائنات أنّ اُمّته لا تُصاب بنكسة وانحراف بعد هذا الكتاب .
ما أعظم هذه النعمة على المسلمين ، إنّه ضمان من سيد الأنبياء أن لا تضلّ اُمّته في مسيرتها وتهتدي إلى سواء السبيل في جميع مراحل تأريخها ، واستبان لبعض القوم ماذا يكتب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، إنّه سينصّ على خلافة عليّ من بعده ، ويعزّز بيعة يوم الغدير ، وتضيع بذلك أطماعهم ومصالحهم ، فردّ عليه أحدهم قائلاً بعنف : حسبنا كتاب الله .
ولو كان هذا القائل يحتمل أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) يوصي بحماية الثغور ، أو بالمحافظة على الشؤون الدينية ما ردّ عليه بهذه الجرأة ، ولكنّه علم قصده أنّه سيوصي بأهل بيته وينصّ على خلافة عليّ من بعده .
وكثر الخلاف بين القوم ؛ فطائفة حاولت تنفيذ ما أمر به النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وطائفة اُخرى أصرّت على معارضتها والحيلولة بين ما أراده النبي (صلّى الله عليه وآله) . وانطلقت بعض السيّدات فأنكرن على القوم هذا الموقف المتّسم بالجرأة على النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو في الساعات الأخيرة من حياته ، فقلن لهم : ألا تسمعون ما يقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؟!
فثار عمر وصاح فيهنّ ؛ خوفاً أن يفلت الأمر منه ومن حزبه ، فقال للسيدات : إنكنّ صويحبات يوسف ؛ إذا مرض عصرتنَّ أعينكنَّ ، وإذا صح ركبتنَّ عنقه .
فنظر إليه النبي (صلّى الله عليه وآله) بغضبٍ وغيظٍ ، وقال له : دعوهنّ فإنّهنّ خير منكم .
وبدا صراع رهيب بين القوم ، وكادت أن تفوز الجهة التي أرادت تنفيذ أمر النبي (صلّى الله عليه وآله) ، فانبرى أحدهم فأفشل ما أراده النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وحال بينه وبين ما أراد من إسعاد اُمّته ، فقال ـ ويا لهول ما قال ـ : إنّ النبيّ ليهجر .
ألم يسمع هذا القائل كلام الله تعالى الذي يُتلى في آناء الليل وأطراف النهار وهو يعلن تكامل النبي في جميع مراحل حياته ؛ فقد زكّاه وعصمه من الهجر وغيره من ألوان الزيغ والانحراف ، وإنّه أسمى شخصية في تكامله وسموّ ذاته ، قال تعالى : {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 2 - 5] ، وقال تعالى : {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} [التكوير: 19 - 22] .
إنّ القوم لم يخامرهم أدنى شك في عصمة النبي وتكامل ذاته ، ولكن حبّ الدنيا والتهالك على السلطة دفهم للجرأة على النبي (صلّى الله عليه وآله) ، ومقابلتهم له بمرّ القول والطعن بشخصيته .
وكان ابن عباس إذا ذكر هذا الحادث الرهيب يبكي حتّى تسيل دموعه على خديه كأنّها نظام اللؤلؤ ، وهو يصعد آهاته ويقول : يوم الخميس ! وما يوم الخميس ! قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : ائتوني بالكتف
والدواة أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً . فقالوا : إنّ رسول الله يهجر .
حقّاً إنّها رزية الإسلام الكبرى ؛ فقد حيل بين المسلمين وسعادتهم ونجاتهم من الزيغ والضلال .
لقد وعت السيّدة زينب هذا الحادث الخطير ، ووقفت على أهداف القوم من إبعاد أبيها عن المركز الذي نصبه جدّها فيه ، فقد جرّ هذا الحادث وغيره ممّا صدر من القوى المعارضة لأهل البيت الكوارث والخطوب لهم ، وما كارثة كربلاء إلاّ من نتائج هذه الأحداث .
|
|
منها اللوز.. أطعمة تساعدك على النوم بشكل أفضل
|
|
|
|
|
علماء: وشاح الأرض قد يحتوي على ثروة من "المعادن الخضراء"
|
|
|
|
بالصور: صرح تربوي جديد تضيفه العتبة الحسينية.. شاهد كيف أصبح مجمع مدارس الوارث في حي السلام
|
|
بالصور: بزخارف جميلة ومن أفخر الانواع.. فرش السجاد داخل الصحن الحسيني الشريف
|
|
مركز ميزان للرعاية الصحية التابع للعتبة الحسينية المقدسة يحصي خدماته المقدمة ضمن مبادرة عطاء المجتبى (ع) الطبية مدفوعة التكلفة
|
|
بالفيديو: في مستشفى المجتبى (ع) لإمراض الدم وزراعة نخاع العظم.. مراجعون يقدمون شكرهم لممثل المرجعية العليا والعتبة الحسينية على المبادرات التي تخدم العراقيين
|